القدس المحتلة ـ ناصر الأسعد
رصد الأمين العام للجبهة الديمقراطية، الزعيم الفلسطيني نايف حواتمة، الأوضاع في العالم العربي بعد ثورات الربيع في عدد من البلدان العربية مؤخرًا وما تشهده من حركات تغيير وحلول للأزمات التى خلفتها تلك الثورات، من خلال كتاب "رحلة فى الذاكرة" الذى صدر مؤخرًا في القاهرة عن دار "الثقافة الجديدة".
ويتناول الكتاب قضايا ثورات التحرر الوطني العربية ، ومسارها والقوى المضادة للثورة التى شهدتها العديد من الميادين في أكثر من بلد عربى، وتأثير الثورات العربية على الثورة الفلسطينية.
ويأتي هذا الكتاب لنايف حواتمة، بعد كتابيه "اليسار العربى.. رؤيا النهوض الكبير: نقد وتوقعات"، و"الأزمات العربية فى عين العاصفة"، محتويًا على حوارات لعدد من القنوات الفضائية والصحف المختلفة والمراكز البحثية المتخصصة.
وحلل حواتمة تجارب الثورات العربية والأفق الذي تسعى إليه وما يعترضها من عقبات بقراءة واعية للتاريخ وللواقع العربي وقوى التغيير والقوى اليسارية والليبرالية وقوى التقدم والحداثة.
ويطل المناضل الفلسطينى نايف حواتمه بين دفتي "رحلة في الذاكرة"، على مسيرة نضالية وسياسية وفكرية، على صعيد الأقطار العربية وفي القلب فلسطين، ليست فردية، بقدر ما تتعلق باللحظة التاريخية في زمانها ومكانها ومنعطفها، يمكن للمتابع أن يلخصها بحالة انصهار وطني تنتصر به القضايا الوطنية من دون مبالغة.
واعتبر فلسطين نموذجًا عندما يستعيد الشعب والثورة زمام برنامج الانتصار للقضية والحقوق الوطنية، بوعي ومثابرة تقوم أول ما تقوم على أكتاف الشعب الفلسطيني ذاته، نحو العالم العربي، الدولي والإنساني، أمام الحقيقة الفلسطينية غير القابلة للتجاهل أو الانتظار، وفي سياق ذلك أثبت التاريخ حكمة وصوابية هذا الاتجاه في كل مفصل ومنعطف.
واحتوى الكتاب أيضًا على إطلالة نحو مسيرة نضالية وسياسية وفكرية، وقف بها حواتمة بالكلمة والورقة والخطاب، والفعل الميداني، مع الشعوب العربية وتطلعاتها للنهضة، وما كان يواجهه من الأنظمة الرسمية، وإلى حد ما من نخب مجتمعاتها اللاعقلانية السوداء معًا.
وانتقد حواتمة بعض النخب، فمنهم من وضع "ثقافته" في خدمة الاستبداد، وارتبط ارتباطا مصلحيا وثيقا، بما لا يخدم مصالح شعبه وراح يسوغ القمع ويدافع عن الاستبداد، ليحافظ على ما يوفره له من مقاعد السلطة.
ووضع نايف حواتمة خلال كتابه "رحلة فى الذاكرة" مدلول ثلاثة معاني للمتابع، أولها "الوفاء النقدي للتاريخ": فها هو العالم يرى اليوم إسرائيل تسقط أخلاقيًا وينكشف جوهرها العنصري أمام الرأي العام العالمي، كما ينكشف التوحش والهمجية والعدوان والعنصرية في العدوان على غزة في تموز/يوليو 2014، والعالم يخرج من شرقه وغربه على سطوة الإعلام الذي يمارس الأكاذيب والتلفيق.
ويرى نايف حواتمة أن هناك ضرورة لإعادة تصويب البوصلة، وأن هذا الأمر التاريخي الراهن في منتهى الجدية.
أرسل تعليقك