تغنى شاعر العرب المتنبي لنفسه قائلًا "الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم"، ويحتل اسم هذا الشاعر شارع من أشهر شوارع الأدب وملتقى المثقفين في العاصمة بغداد.
وتجول موقع " العرب اليوم"، الجمعة في شارع المتنبي بين صيحات بائعي الكتب النادرة القديمة والتي لاتتوقع أن تراها بهذه السهولة ومعروضات لكتب أخرى حديثة.
ولرواد هذا الشارع نكهة خاصة وهم يغوصون في آلاف الكتب المعروضة على بسطات الشارع الممتد إلى تمثال أبي الطيب المتنبي الذي حمل الشارع اسمه.
ويتوافد صباح جمعة كل أسبوع الشعراء والأدباء والإعلاميين وأهل الفن وعامة الناس لقضاء ساعات بين نقاشات في السياسة والأدب والفن في إحدى مقاهيه الشهيرة "قهوة الشابندر"، والواقعة في نهاية الشارع وتحتل ركن من أركانه المهمة.
وتعرضت قهوة "الشابندر" في عام 2007 إلى تفجير بسيارة مفخخة، قتلت ولدين من أبناء صاحب القهوة محمد الخشالي وعدد من الأدباء والإعلاميين ولكن إصراره على التحدي دفعه إلى أن يعمر قهوته الشهيرة ليجتمع ثانية أهل الأدب والفن والإعلام.
والتقى "العرب اليوم" في قهوة "الشابندر" عدد من الصحافيين ليدلي كل برأيه عن شارع المتنبي.
وذكر عُطيل الجّفال وهو ابن عائله إعلامية معروفة في الوسط الإعلامي العراقي، "شارع المتنبي يمثل بيتي الثاني الذي أحرص على التواجد فيه صباح كل جمعة لالتقي زملائي وتدور نقاشات حول أمور عديدة في الأدب والإعلام والسياسة التي غالبًا ما تأخذ جميع حواراتنا".
وأضاف "لكل مثقف في شارع المتنبي رأيه وهو مايميز هذا المكان حيث تستمع لآراء مختلفة كل يراها بحسب وجهة نظره ".
ويتابع الجّفال القول مبتسمًا "يشتد أحيانًا النقاش عندما يريد أحدهم أن يفرض رأيه فتسمع آخر يقول الاختلاف في الرأي لايفسد في الود قضية ".
وأوضح سكرتير تحرير إحدى الوكالات الإعلامية العراقية المهمة الإعلامي محمد الشمري "هذا المكان أدعو الجميع الذهاب إليه لكي يستمتعوا ويتنفسوا الهواء النقي, هذا المكان يجعلك في عالم آخر، حيث ترى أهل الفن والأدب تعطي آراءها حول أي شي بدون تخوف".
وأردف أنه أرقى مكان تنبعث منه بواعث التاريخ الماضي للآباء والاْجداد كما يقال آثار أقدام في الزمن الماضي.
واستطرد الشمري "ولكن الاْحلى في هذا الشارع، أنه كان مقفلًا فتم فتحه للناس لتجتمع فيه جميع الطوائف والاْديان ومختلف اتجاهات الفكر والسياسة".
ويرى أحد محررين الأخبار في إحدى الوكالات الإعلامية عبداللطيف العجيل "أن مشروع بغداد عاصمة للثقافة قد أسهم كثيرًا في التسويق للشارع الذي أهمل كثيرًا..وها هو اليوم يرتاده نخب كثيرة من كل الفئات".
وأضاف "أشاطر رأي زميلي الشمري في دعوته الحضور لهذا الشارع الثقافي وخصوصًا الشباب ليتعلموا من أصحاب الفكر والأدب والإعلام ويأخذون من حصيلة تجاربهم المبدعة ".
وواصل العجيل قائلًا "اليوم نتحدث بحرية ونبدي آرائنا بما نريد ونكتب ولكن لا أحد يسمعنا أو يرد على مانكتب"، مؤكدًا شارع المتنبي هو مكان راق وظاهرة لاتتكرر في أي بلد".
وذكر الشاعر علي إبراهيم "قبل الاحتلال عام 2003، كان رجال الأمن يترصدون أي بائع يحاول عرض كتاب ممنوع، والمتمثلة في الكتب الدينية أو اليسارية وكان رقيب النظام يمنع أيضا مؤلفات الأدباء وكتاب ممنوعين من دخول العراق ".
وبيّن إبراهيم "اليوم شارع المتنبي أبو الأحرار نبدي مانريد أن نقول ولصاحب البسطية عرض أي كتاب وأي عنوان فلا رقيب يحاسب ويعتقل".
أرسل تعليقك