أكد مدير عام دائرة الفنون التشكيلية الدكتور شفيق المهدي، أنَّ الحرف الشعبية في العراق لها أهمية مميزة خصوصًا لدى المهتمين في التراث الشعبي العراقي سواء من داخل البلد أو خارجه، مشيرًا إلى أنَّ "تخريب أي أمة يأتي من بوابة تدمير تراثها وآثارها الإنسانية ومن ثم بتدمير الجانب الروحي والمعنوي".
وأوضح المهدي أنّ الحفاظ على التراث يأتي بالأهمية الأولى ويتوجب على الحكومة العراقية الاهتمام بتلك الآثار وحمايتها، مثلما تعمل على مقارعة المتطرفين، وعلينا أن نثبت أنّ العراق ومنذ أكثر من مائة عام وحتى الآن هو منطقة مستباحة إذ وسرقت منا آثار كثيرة وضاع فيها تراثنا".
ودعا إلى ضرورة أن تكون هناك لجنة عليا برئاسة رئيس الوزراء حيدر العبادي ومتخصصين وأكاديميين وأعضاء مجلس النواب، من أجل وقف نزيف هدم واندثار معالم العراق الحضارية، خصوصًا أنَّ العراق عبارة عن موقع أثري، آملًا بإعادة إحياء حركة الورش والصناعات الشعبية والأسواق الخاصة بها وتشجيع الصناعات والأعمال الخشبية والمعدنية والفخارية والصياغة وفنون الخط العربي والطرق على النحاس.
وشدَّد على أهمية إعادة مزاولة صناعة السجاد اليدوي من خلال مصانع الشركة العامة للسجاد اليدوي، إحدى دوائر وزارة الصناعة العراقية، لافتا إلى ضرورة إحياء سوق الصفافير "هذا السوق المعروف منذ القدم مركز الإبداع والفنون ومحطة لاستقبال السياح الأجانب والعرب الذي يأتون خصوصا لمشاهدة الصناعة التراثية العراقية والتبضع منه، والأسف على اضمحلاله شيئًا فشيئًا حتى لم يبق من هذا السوق سوى محال صغيرة ستغلق كما أرى".
وأضاف أنَّ "معهد الحرف والفنون الشعبية يهتم بفنون التراث المختلفة، ويقضي الموهوب فيه خمس سنوات في التعلم واكتساب الخبرات من أساتذته المختصين والمبدعين، وفي الوقت نفسه يعدّ أحد المتطلبات الأساسية للتواصل الثقافي والحضاري".
وعن مهام المعهد أشار المهدي إلى أنه "يضطلع بمهام كبيرة تتداخل فيها الأهداف التربوية مع التراث لتشكل نسيجًا معرفيًا ثقافيًا هدفه اكتشاف المواهب لدى الطلبة والاهتمام بالتراث العراقي الغني بتنوعه".
وكان معهد الحرف والفنون الشعبية قد تم اعتماده في العراق عام2001 لإعطاء شهادة الدبلوم للطالب الذي يختص بدراسة التراث العراقي، فضلًا عن تكونه من ستة أقسام هي: الصناعات الخشبية والمعدنية، الخزف، الأزياء الشعبية، الخط العربي ,الطرق على المعادن، التصميم والرسم التراثي.
وتأسست مديرية التراث الشعبي عام 1970، تحت اسم مركز التدريب الحرفي مرتبط بوزارة التربية، وفي العام 1972 تم تطويره ليكون معهد خاص بفنون التراث الشعبي تحت اسم "معهد الفنون والصناعات الشعبية" بعد دراسة قدمت في حينها من الأستاذ الراحل عطا صبري الذي كان يشغل منصب مدير المركز.
وتم استقطاب العناصر التي توارثت المهنة عن عوائلها دون دراسة أكاديمية للحفاظ على الحرف من الضياع ونقلها إلى الأجيال القادمة بأمانة وإخلاص، وتحت إشراف الكوادر الأكاديمية من خريجي كليات ومعاهد الفنون، فضلا عن المتخصصين بفنون التراث الشعبي.
وفي العام 1974، تم إقرار فك ارتباط المعهد أعلاه من وزارة التربية وجعل ارتباطه بوزارة الثقافة والإعلام، إذ تم من خلال هذا الارتباط توسيع التعيينات في الكوادر الفنية والمهنية أصحاب المهن من ذوي الخبرة "الأسطوات"، كما شارك المعهد في العديد من المهرجانات الفنية الدولية بعد توطيد علاقاته مع المنظمات الدولية المماثلة.
وتعمل المديرية الآن على إعادة العمل بمتحف التراث الشعبي، فضلا عن إعادة تفعيل المركز الفولكلوري العراقي من أجل البدء بتنشيط إعمال التوثيق والدراسات الخاصة بالتراث الشعبي العراقي.
أرسل تعليقك