استضاف الصالون الثقافي في بيت "السناري" للثقافة والفنون والعلوم التابع لمكتبة الإسكندرية، الاثنين الماضي، لقاءً مفتوحًا لمناقشة كتاب "مصر الثورة وشعارات شبابها" للخبير اللبناني الدولي في مجال اللسانيات الدكتور نادر سراج، بحضور السفير اللبناني في القاهرة خالد زيادة، والسفير الألماني هانز يورج هابر، والكاتب والمحلل السياسي المصري الدكتور عمار علي حسن، بالتعاون مع المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسيات، والمعهد الألماني للأبحاث الشرقية.
وبدأ اللقاء بدعوة رئيس قطاع المشاريع في مكتبة الإسكندرية الدكتور خالد عزب، للمؤلف بعرض أهم ما يتناوله الكتاب الذي بدأ حديثه بطرح تساؤل، "لماذا يهتم باحث لبناني بالهتافات المصرية، لاسيما وأنَّ الفروق بين المفردات المعبرة أو مدلول اللفظة الواحدة تمثل اختلافا كبيرا بين بلدان الوطن العربي؟"
واستهل الدكتور نادر سراج إجابته بأنه ينتمي إلى جيل نهل من الثقافة المصرية، إذ كان يقرأ سلسلة "السندباد"، بينما اعتاد والده أن يقرأ مجلة "آخر ساعة" و"المصور" ووالدته كانت تقرأ مجلة "حواء".
وأشار سراج إلى الريادة المصرية بشكل عام في مجالات الإعلام والثقافة والفن وشعوره بأنَّه مدين لمصر، ثم استطرد بالحديث عن كتابه والهدف الذي أراد تحقيقه بدراسة وتحليل شعارات الثورة المصرية، موضحًا أنَّه أنجز هذا الكتاب برفقة فريق عمل من الشباب، نزلوا إلى أرض الواقع وتمعنوا في اختيار الشعارات والبحث عن أصولها ومدلولاتها اللغوية.
وأكد أنَّ "علينا كباحثين عرب أن ننزل من أبراجنا العاجية إلى الشارع حتى نتمكن من دراسة وحل مشاكلنا المستعصية، وشدد سراج على أنه لم يؤرخ للحراك السياسي في مصر ولم يتناول الجوانب الأيديولوجية، ولكنه فقط تناول الشعارات من الباب اللساني".
وفي ختام كلمته أضاف سراج أنَّ "مصر لها دين علينا جميعًا نحن العرب، فقد ثقفتنا عندما لم يكن لدينا وسائل تثقيف جماهيرية، بإذاعتها ووسائل إعلامها المختلفة، وهذا الكتاب هو رسالة حب من لبنان للشعب المصري".
وفي كلمته، وجَّه الدكتور عمار علي حسن الشكر إلى مكتبة الإسكندرية وبيت "السناري" على استضافته لهذا اللقاء المهم لمناقشة كتاب جيد يتناول حدثًا مهمًا هو ثورة المصريين في 25 كانون الثاني/ يناير 2011.
ثم ذكر حسن رأيه في الكتاب، موضحًا أنَّ الدكتور نادر سراج أراد أن يسجل لنا شعارات الثورة المصرية بتحليل لساني عميق، سواء في تعبيراتها اللفظية أو الجسدية أو الرمزية، موضحًا أنَّ من الأشياء التي لاحظها أي متابع لشعارات الأيام الأولى للثورة في ميدان التحرير، أنه لم تكن هناك قوة واحدة مسيطرة على الميدان دون غيرها، حيث يؤكد ذلك تباين المواد المصنوع منها اللافتات والخطوط المكتوب بها، وعفوية المطالب والشعارات التي أطلقها الثوار في الميدان.
وفي كلمة مختصرة، أشاد السفير اللبناني في مصر خالد زيادة، بهذا اللقاء المثمر، الذي يمثل إشارة إيجابية، وأكد أنه يتمنى أن تستمر دائمًا مثل هذه الندوات في القاهرة وبيروت، ندوات لكتاب وباحثين مصريين في لبنان، وأخرى للبنانيين في مصر بشكل دوري ومستمر.
كما تحدث السيد ستيفان ليدر من المعهد الألماني للدراسات الشرقية في بيروت عن دعم المعهد لتلك الدراسة انطلاقًا من الاهتمام بالثورة المصرية، ولفت النظر إلى هذه الظواهر من الناحية الثقافية فضلًا عن السياسية، ورصد انفعالات المصريين لحظة التحرك، وهل هي موروث يتم إعادة إنتاجه أم أنها مجرد شعارات عفوية.
ولفت ليدر، إلى أنَّ المرافقة العالمية لهذه اللحظة جاءت كنوع من التعاطف مع الحراك السياسي السلمي، واختتم حديثه بالإشادة بقيمة الكتاب التوثيقي ووصفه بأنه نتاج لبحث ميداني عظيم، كما تقدم بالشكر للدكتور نادر وفريق عمله.
أرسل تعليقك