أبدى, عدد من الفنانين العرب, المشاركين في مهرجان بغداد, مدينة الإبداع، فرحتهم بزيارة العراق, بلد الحضارات والثقافة, ورؤيتهم بغداد التي كانت عند البعض منهم حلمًا تم تحقيقه.
ويشارك (193), فنانًا تشكيليًا, منهم (24), فنانًا عربيًا, في مهرجان بغداد مدينة الإبداع للفترة من (6-10 آذار/مارس 2016) الذي نظمه المركز العالمي للفنون, مع وزارة الثقافة والسياحة والآثار, يوم أمس الأحد, في قاعة كولبنكيان, الواقعة في الباب الشرقي, وسط العاصمة العراقية, بغداد.
وقالت, الفنانة التشكيلية, عائشة بنت صالح دبيش, من تونس: "أنا سعيدة جدًا بمشاركتي, في المهرجان الذي سمعت عنه الكثير, لأنني أحلم بزيارة بغداد, والحمد لله تحقق الحلم، وزيارتي هي الأولى إلى بغداد, مدينة الإبداع والفن، وإنّ لكلّ ركن من زوايا العراق لمسات فنية, ورمز للحياة, وزادت سعادتي لأنني رفعت علم تونس, في بلدي الثاني العراق".
وأضافت, دبيش,: "شاركت بلوحة واحدة تنتمي إلى المدرسة الإنطباعية وترمز إلى كلّ ألوان الحب, والحياة, والتفاؤل، لأننا بحاجة إلى الحب, في هذا الوقت الصعب الذي يمر به العالم العربي".
وبدورها, قالت, الفنانة التشكيلية ذكرى عبد الصاحب من العراق: "إنّ مشاركتي من خلال لوحة التشكيل على الجسد، إستخدمت الخامة, هو الإنسان نفسه, وليس المواد المستخدمة الأُخرى مثل, الكانفاس, أو الحجر, رسمت على جسد الإنسان، وعملت نحتًا للثور المجنح، وجسّدت شخصية الممثل الذي يضرب الآثار بهيئة "داعش"؛ لأنّ العراق في حضارته العريقة يبني ويبدع، ونحن مضرب الأمثال, بالتقدم والثقافة, وللأسف تعرّض للهجمات الإرهابية متمثلة في "داعش" لتسرق وتهدم أثارنا، أمّا الشخصية الأُخرى, فهو الإنسان القديم ومزاوجته مع الإنسان الحديث فهو يحمل الرمح بيد, والموبايل بيده الأُخرى".
وفي ذات السياق, أكد الفنان التشكيلي, من لبنان فؤاد شهاب, على أنّ مشاركة الوفد اللبناني هو الأكبر من خلال (17) فنانًا، ولم يستطع الكثير منهم الحضور إلى المشاركة في المهرجان, نظرًا إلى ظروف التعليم, والدوام الرسمي في المدارس، وزيارة الوفد, هي الأولى إلى بغداد بعيدًا عن الضوضاء الإعلامية, والصورة المغالطة, التي تقدمها وسائل الإعلام للجمهور؛مضيفًا: "إكتشفنا بغداد مدينة للحياة وليس للموت".
وأضاف شهاب: "إنّ كلّ فنان شارك بلوحة والبعض بلوحتين, ومثّل المهرجان تظاهرة إعلامية للفنون, وتبادل فني وثقافي بين الشعوب، وأنا شاركت بلوحة تنتمي للمدرسة الرمزية الحداثوية، فطبعت المشهد الدموي المأساوي وحولته إلى لوحة فنية وعمل يضج بالحياة، تحكي عن حالة التناقض الموجودة اليوم بالدول العربية بشكل عام وحالة التناقض ما بين الحب والحرب, والفرح والحزن, فالحياة مستمرة في كلّ الدول لكنها تتعرض لنكسات سياسية واجتماعية من حروب وظلم بحق البشر, متابعا: "إن هناك ناس يعيشون الفرح، وفي نفس الوقت عليهم أن لا ينسوا الأشخاص الذين يضحون بحياتهم وأرواحهم لكي تستمر الحياة, فهناك أناس خلف الكواليس تقدم حريتها وحياتها ودمها من أجل استقرار الدولة والأمن والأمان".
وأشار, الفنان الكويتي ناجي يوسف الحاي إلى مشاركته قائلًا: "شاركت بلوحة عنوانها (المحاولة) بدعوة من المركز العالمي للفنون ووزارة الثقافة العراقية، ونحن اليوم في عرس ثقافي كبير في بغداد السلام والمحبة وجمع الفنانين التشكيلين، وهذا يدلّ على جمالية بغداد وقوة البلد الحضاري العراقي ويبقى التواصل بين العراق والكويت".
وأضاف الحاي: "سبق وأن شاركت في معرض البصرة عام (2010)، وفي بغداد إلى مناسبة حفل إختتام مهرجان بغداد عاصمة الثقافة العربية عام (2013)، وعملت معرضا شخصيًا بعنوان ألوان في مدينة أحببتها البصرة الجميلة عام (2015)".
وأوضحت, الفنانة العراقية إقبال فهمي مشاركتها في المعرض قائلةً: "مشاركتي الأولى في مهرجان المركز العالمي للفنون التشكيلية بلوحة اسمها (الحلم)، عبارة عن بغداديات تنتمي للمدرسة التعبيرية التجريدية، وهي لوحة واحدة تضم (13) موضوعًا متراكمة ,ومتبانية الخطوط, والإبعاد والظل والضوء، بإستخدام تضادّات لونية كثيرة، وأمنيتي أن ترجع بغداد رمزا للأمجاد".
وقال, الفنان التشكيلي والكاتب, العراقي, برهان جبر حسون: "شاركت في المهرجان بعمل فني ينتمي للمدرسة التجريدية, تمثل مجموعة من الكتل والأشكال والألوان التي توحي للمشاهد لما توحيه, باختصار, أحاول أن أُطل بنافذة إلى اللاوعي للشخص, فأسجل ما يدور في داخله أو في داخلي, وأترك التفسير له، وأضاف بأنه يرى أنّ مثل هذه الأعمال تشكل لغة عالمية, يفهمها كل شخص في العالم؛ لأنّها لا ترتبط برموز وأزياء وإشكال مناطقية, أو جغرافية أو عقائدية وما إلى ذلك".
وأضاف حسون: "أنه سعيد جدًا بمشاركته الفنانين العراقيين, والعرب, لتقدم هذه الأعمال الرائعة بمختلف أساليبهم ومدارسهم الذي يشكل إشراقه جميلة في ضوء الواقع المر الذي يحياه, هذا الشعب العريق وبلد الحضارة الذي يُعلّم العالم الكتابة, والذي كان أول الصاعدين على عتبة التاريخ ".
أرسل تعليقك