ينفق المشترون الأفارقة الأثرياء نحو 4 مليون جنيه إسترليني أسبوعيًا على العقارات في لندن حيث يتطلعون لاقتناص استثمارات في المملكة تلك القلة الإفريقية الأغنياء يضعون مواردهم الضخمة واستثمارتهم في ملاذ آمن وهو الممتلكات في العاصمة البريطانية، بقيمة تتخطى 600 مليون استرليني على مدى الثلاث أعوام الماضية.
زيادة الإرهاب ومزيج من الأسباب التقليدية وتفشي مرض "إيبولا" وراء التدفق الهائل لأموال الأفارقة إلى لندن.
في حين أن المشترين الأفارقة يشكلون فقط 1.5 % من حساب المعاملات الرئيسية الكبيرة في سوق لندن، فهم يشكلون من 2% إلى 5% من المبيعات من حيث القيمة، وتعتبر هذه هي طريقة الانفاق التي تتراوح بين 15 مليون و25 مليون للمنزل الواحد.
انتشار الإيبولا في الآونة الأخيرة مع استمرار الإرهاب من جماعة "بوكو حرام" في نيجيريا، قاد إلى زيادة المستثمرين في الفترة الأخيرة، وقد أصدرت شركة "بوسامت" للعقارت التي تبيع أغلى المنازل في لندن، تقريرًا عن المشترين الأفارقة في العاصمة.
وقالت وكالة العقارات الفاخرة إن أكثر الأفارقة يأتون من ست دول، هي نيجيريا وغانا والكونغو والغابون والكاميرون والسنغال.
النيجيريون هم أكثر المنفقين، بمبلغ 250 مليون استرليني، غالبيتها على المنازل في لندن خلال الأعوام الثلاث الماضية.
موجة جديدة من الثراء الفاحش تشمل "عليكو دانجوتي"، بثروة قيمتها 16 مليون جنيه استرليني، أغنى رجل أعمال في إفريقيا، بالإضافة إلى "فولورونشو ألاكيا" مليارديرة ومصممة أزياء ومتطوعة من لاجوس، وهي أيضًا مستثمر كبير في سوق العقارات في لندن، اشترت أخيرًا أربع شقق في هايد بارك، كما أن أخيها البريطاني المولد "روتيمي ألاكيا" استثمر في العاصمة.
وهناك أثرياء آخرون يتطلعون لشراء بيوت في حدائق قصر كنسيتغون في لندن والمعروفة باسم ثف المليارديرات.
كشف العضو المنتدب لبوشامب للعقارات، غاري هيرشام، أن ثلاثة نيجيريين أغنياء استفسروا عن المنازل في الأسبوع الماضي، على الرغم من أن مكسب الشخص العادي في نيجيريا فقط 850 استرليني في العام، وقال إنه كان يتابع زيادة المشترين الأفارقة على مدى الأشهر القليلة الماضية، موضحًا: الوضع الحالي في غرب إفريقيا يدفع المستثمرين الأفارقة الأغنياء مرة أخرى إلى وسط لندن على مستوى أعلى بكثير من الخبرة العادية.
ويضيف هيرشام أنهم يتطلعون لشراء ممتلكات في مثلث البلاتين وبلغرافيا نايتسبريدج.
ينفق نحو 80% ما بين 15 و25 مليون جنيه استرليني على العقارات السكنية، و10% ينفق أكثر من 30 مليون، وحال لم يشتروا، يستأجرون المنازل الفاخرة التي تصل إلى 15 ألف جنيه في الأسبوع، ويمكثون مدة تبدأ من ستة أسابيع إلى ثلاثة أشهر في العام.
سمعة لندن بوجود سوق العقارات السكنية الآمن والمستقر للاستثمار، واحدة من الأسباب الرئيسية لشراء الأفارقة الأثرياء، وفقًا لبوشامب لعقارات، سبب آخر هو الروابط الثقافية والتاريخية المجتمع، حيث أن نيجيريا هي بلد الكومنولث وهناك نحو 70 ألف نيجيري في لندن وعدد مماثل من الغانيين أيضًا.
السبب الثالث هو التعليم، مع وجود مدرسة الملك كانتربري، ودير يكومب، وكلية شلتنهام للسيدات، إيتون، وهارو برادفيلد، جميعهم من بين المدارس الخاصة المفضلة للعائلات الثرية الإفريقية.
ذكرت السفارة النيجيرية في لندن أن مواطنيها ينفقوون أكثر من 300 مليون إسترليني في العام على الدروس الخصوصية والسكن ورسوم معدات المدارس والجامعات البريطانية.
ويشير هيرشام إلى أنه في الوقت الحاضر جميع التعاملات تستخدم في النهاية وليس للإستثمار والإيجار، وهو ما يوضح أن سوق للمشترين الأفارقة في لندن لديه مجال كبير للنمو، فالنيجيريين مشترين منذ فترة طويلة في وسط لندن ويعود ذلك لفترة الثمينيات، والآن، يمكن تعزيز ثروتهم بالانتقال إلى سوق الوزراء في مايفير، وبلجرافيا نايتسبريدج.
أرسل تعليقك