بكين ـ مازن الأسدي
بعد انتعاش صغير لأسواق الأسهم في الأسبوع الماضي، أعطت مجموعة مختلطة من بيانات التصنيع في العالم، المستثمرين، ذريعة لجني بعض الأرباح في يوم التداول الأول من الشهر الجديد، ولكن بيانات مديري المشتريات من الصين ومنطقة اليورو كانت مخيبة للآمال، في حين ذهبت الولايات المتحدة إلى اتجاهات أخرى، وأنهى مؤشر فايننشال تايمز 100 تعاملاته بانخفاض 58.50 نقطة بنسبة 0.89% ليغلق عند 6487.97 نقطة، فيما انخفض مؤشر داكس الألماني بنسبة 0.81% إلى 9251.70 نقطة، وأغلق كاك الفرنسي منخفضا بنسبة 0.92%، ليغلق عند 4194.03 نقطة، وانخفض مؤشر فتسي الإيطالي بنسبة 2.1% إلى 19.369.03 نقطة، فيما أنهت الأسهم الإسبانية تعاملاتها منخفضة بنسبة 0.99% عند 10.374.4 نقطة.
وتم تعين بول توماس مديرًا للقسم الأوروبي، والذي كان رئيس فريق صندوق النقد الدولي لليونان، فقد خلف رضا مقدم الذي استقال من صندوق النقد في تموز/ يوليو هذا العام.
وأضاف الصندوق أنه "خلال الأزمة المالية العالمية، كان السيد تومسن رئيس البعثة إلى أيسلندا، أول دولة متقدمة تعاني من تداعيات الأزمة، ثم قاد برامج صندوق النقد الدولي لليونان والبرتغال، تم تعيينه نائب مدير إدارة أوروبا في 30 حزيران/ يوليو، واحتفظ بالإشراف على العلاقات مع صندوق النقد الدولي في اليونان مع شركائها الأوروبيين، فضلًا عن برامج الصندوق الأخرى في أوروبا، بما في ذلك رومانيا وأوكرانيا".
وعلق روب كارنيل في بنك "أي إن جي" على تقرير حركة التضامن الدولية، واقترح بيانات قوية يمكن من خلالها إحياء أفكار جديدة لرفع سعر الفائدة أكثر من المتوقع في الولايات المتحدة، مضيفًا "كان مسح التصنيع لحركة التضامن الدولية في أكتوبر والخاص بالولايات المتحدة قوي جدًا، إذ يأتي في 59.0، وهو معدل ثابت تاريخيًا مع معدل الناتج المحلي الإجمالي حوالي 5٪، وعلى الرغم من وضعه في منظوره الصحيح، نحن لا نعتقد أن معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي كامنة وراء أي شيء، على الرغم من قيام التصنيع به بوضوح أكبر، كما أن الطاقة الرخيصة هي بلا شك لها جزء كبير من هذا الأداء المتفوق".
وفي شروط الإفراج عن الوظائف يوم الجمعة، ارتفع مؤشر العمالة إلى 55.5 من 54.6، كما ارتفع ترتيب التراكمات أيضًا بشكل حاد، مما يشير إلى الحاجة إلى مزيد من الاستثمار أو التوظيف، أو ربما كلاهما في الأشهر المقبلة.
ومن المثير للاهتمام، أنه على الرغم من ارتفاع الطلبات الجديدة بنسبة قوية إلى 65.8 من 60.0، انخفضت سلسلة طلبيات التصدير الجديدة إلى 51.5 ، ولكن تمشيًا مع البيئة الخارجية الأضعف، مما يشير إلى أن معظم زخم النمو في الولايات المتحدة حاليًا يأتي من الداخل.
وأوضحت حركة التضامن الدولية أن تصنيع الولايات المتحدة أقوى من المتوقع، وفي الوقت نفسه قدر معهد إدارة التوريد أن التصنيع الأميركي ارتفع بقوة أكبر من المتوقع.
وهنا يأتي أول اثنين من المتنافسين في الولايات المتحدة، ففي تشرين الأول/ أكتوبر، تباطأ القطاع إلى أدنى معدل نمو منذ حزيران/ يوليو، وفقًا لماركيت، وتعرض لانخفاض في الصادرات مع استمرار الركود في منطقة اليورو والأسواق الناشئة، وانخفض مؤشر ماركيت لمديري المشتريات التصنيعية الأميركية إلى 55.9 من 57.5 في أيلول/ سبتمبر، بانخفاض مزيد من القراءة الأولية 56.2 يوم 23 تشرين الأول/ أكتوبر، انخفض مؤشر الطلبيات الجديدة من 59.8 إلى 57.1 في أيلول/ سبتمبر، وهو أدنى مستوى له منذ كانون الثاني/ يناير.
وأوضح كبير الاقتصاديين في ماركيت، تيم مور، أن "مسح تشرين الأول يبرز أن ظروف إحياء التصنيع في الولايات المتحدة لا تزال على المسار الصحيح، ومستويات الإنتاج توسعت بمعدل مثير للإعجاب وفقا للمعايير الدولية والزخم العام لا يزال أقوى من الاتجاه في مرحلة ما بعد الركود، ومع ذلك، فإن أحدث الأرقام تشير إلى أن الانتعاش قد فقد بعض الحدة في بداية الربع الرابع، مما يعكس ضعف الطلب على الصادرات من منطقة اليورو وأسواق الدول الناشئة".
وتقلصت القطاعات التصنيعية في إيطاليا وفرنسا على حد سواء خلال الشهر الماضي، حيث واصل اقتصاد منطقة اليورو في النضال، وأظهرت استطلاعات مديري المشتريات الشهرية ماركيت أن نشاط المصانع الأوروبية ارتفع قليلا في تشرين الأول/ أكتوبر، وذلك بفضل النمو في ألمانيا وإسبانيا وأيرلندا، ولكن كان هناك عدد قليل من النقاط المضيئة، وتراجعت الطلبيات الجديدة عبر شركات في ايطاليا وفرنسا خفض الوظائف كما تعاقد النشاط.
وكان مؤشر مديري المشتريات الصناعي الكلي فقط فوق الـ50 نقطة وهو الذي يفصل بين علامة التوسع والانكماش.
وأظهرت النتائج أن مؤشر مديري المشتريات النهائي لتصنيع منطقة اليورو وصل إلى 50.6، فيما وصل النمو في ألمانيا وإسبانيا وهولندا وإيرلندا يقابله انكماش في مناطق أخرى، كما أخفضت تكليفات الدخل مع انخفاض أسعار النفط، وجاء تصنيف الدول الخاص بالتصنيع كالتالي:
ـ ايرلندا 56.6 بارتفاع شهرين.
ـ هولندا 53.0 بارتفاع ثلاثة أشهر.
ـ أسبانيا 53.6 دون تغير.
ـ ألمانيا 51.4 بارتفاع شهرين.
ـ إيطاليا 49.0 بانخفاض 17 شهرًا.
ـ اليونان 48.8 بانخفاض شهرين.
ـ فرنسا 48.5 بانخفاض شهرين.
ـ النمسا 46.9 بانخفاض 24 شهرا.
أما في بريطانيا، تمكن المصنعون البريطانيون من تلبية طلبات الإنتاج المتزايد ولكن الصادرات تراجعت نتيجة لزيادة الطلبات المحلية مرة أخرى مع استمرار التوترات في منطقة اليورو.
وحذر مدير التصنيع في بنك باركليز، مايك ريجبي، من أن المملكة المتحدة سوف تعاني إذا لم تتحسن اقتصاد منطقة اليورو، مضيفًا أنه "منذ فترة طويلة ينظر إلى الأسواق الخارجية باعتبارها عنصرًا حاسمًا لتحسين النمو الاقتصادي في المملكة المتحدة ولكن هذا النقص الحالي في اختراق منطقة اليورو يمكن أن يعوق قدرة الشركات المصنعة لقيادة الانتعاش ونحن نتحرك نحو عام 2015".
بدأ اختلاط التقارير الخاصة بنمو الصناعة التحولية بارتفاعات في الصين وكوريا الجنوبية وإندونسيا، وهذا ما دفع إلى انخفاض الأسهم الأوروبية.
وفي منطقة اليورو، ارتفع العائد على السندات اليونانية فوق مستوى 8%، وأضاف مسؤول في الاتحاد الأوروبي للصحافيين إن أثينا لا يمكن تحقيق الخروج نظيف.
وفي عالم الشركات، وضع بنك "اتش اس بي سي"، 236 جانبًا لتغطية تسوية فضيحة التلاعب في الصرف الأجنبي، وارتفعت أسهم شركة ريان إير إلى 9%، بعد توقعات بارتفاع الأرباح، وأضاف الرئيس التنفيذي، مايكل أوليري، أن الإستراتيجية الجديدة لمحاولة التعامل مع العملاء بشكل جيد تؤتي ثمارها.
أجور المعيشة في بريطانيا، والحد الأدنى للمبلغ المطلوب لتوفير السلع الأساسية، لائق، ومع وجود المعيار، فالأمر آخذ في الصعود، حيث كتب جيرمي كليف عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أن "هناك دروسًا عظيمةً في كيفية العمل على تكاليف المعيشة السياسية".
يذكر أن اليونان مكان متوترا، حيث يتظاهر الطلاب وموظفي الجامعة في أثينا ضد الإصلاحات التعليمية الحكومية، والخفوضات في الموازنة.
وتفاقمت الأوضاع في قطاع المصانع في البرازيل، وفقًا لمسح أجراه بنك اتش اس بي سي ومؤسسة ماركيت.
وانخفض مؤشر مديري المشتريات التصنيعي البرازيلي إلى 49.1% هذا الشهر، من 49.1% في أيلول/ سبتمبر، وتبين انكماش القطاع مرة أخرى، كما تراجع الإنتاج والطلبيات الجديدة بوتيرة أسرع، وخفضت الشركات مستوى التوظيف.
ومع انخفاض الإنتاج بدأ المصنعين في تعديل الإنتاج وفقا لحالة الاكتئاب التي تسود السوق بشكل عام وتؤثر على سير العملية الانتخابية.
وحذر كبير الاقتصاديين في بنك "اتش اس بي سي"، اندرية لويس، البرازيل من الأوضاع الصعبة بعد الشهر السادس من الانكماش بداية هذا العام.
أرسل تعليقك