أبو ظبي - العرب اليوم
يشهد قطاع الخدمات البحرية الإماراتي في شكل عام، انخفاضًا كبيرًا في عدد البحارة المهرة بسبب الظروف الاقتصادية العالمية الحالية، وتقاعد الكثير منهم، ويمثل هذا الموضوع أهم الجوانب الرئيسة التي ستناقشها مجموعة من المتحدثين المتخصصين ضمن فعاليات معرض "سيتريد لسفن العمليات والأعمال البحرية في الشرق الأوسط" الذي سيقام في "مركز أبو ظبي الوطني للمعارض" من 25 إلى 27 أيلول (سبتمبر) المقبل، والذي سيسلط الضوء على دور التقنيات الحديثة للتغلب على مشكلة نقص العاملين المتخصصين في قطاع الشحن البحري خلال جلسة خاصة ضمن فعاليات اليوم الأول من المعرض.
وفي هذا السياق، قالت مديرة التسويق في مجموعة "سيتريد" المسؤولة عن تنظيم المعرض إيما هاول، إن "السنوات الأخيرة شهدت انخفاضًا واضحًا في عدد الموظفين المهرة في مختلف الوظائف المرتبطة بقطاع الخدمات البحرية. وأشار تقرير أصدرته BIMCO/ISF عام 2010 إلى أن عدد العاملين في هذا القطاع بلغ 624,000 شخص في وقت كان حجم الطلب 637,000 شخص. إلا أن مستوى النقص وصل إلى 116,500 شخص عام 2016، ومن المتوقع أن يحتاج قطاع الشحن البحري لأكثر من 147,000 موظف إضافي بحلول العام 2025". وأضافت أن "الولايات المتحدة الأميركية ستكون في حاجة إلى 70,000 شخص إضافي في هذا القطاع بحلول العام 2022، وفقًا إلى تقرير آخر".
وأوضح الرئيس التنفيذي لـ "المعهد البحري" جون لويد أن "التطور المتزايد الذي يشهده عالم التكنولوجيا، يفتح المجال أمام المناقشات الجادة حول فكرة التحكم بالسفن من بعد"، وعلى رغم أن التحرك في هذا الاتجاه يعطي فرصة رائعة لتحسين مستويات الموثوقية، إلا إن تحقيق التوازن بين كلفة الموثوقية والأداء والسلامة المالية من خلال التوفير سيكون أحد التحديات الرئيسة، وهذا أمر يهم خبراء التكنولوجيا والاقتصاديين على حد سواء".
ولا يُعتبر مفهوم الأتمتة جديدًا في قطاع الشحن البحري، إذ تؤتمت الآن وظائف عدة وإجراءات الفحص ووظائف السلامة، ولكن يمكن أن يشهد العالم قريبًا أول سفينة نقل بحري تعمل من بُعد، خصوصًا بعدما شهدنا في السنوات الأخيرة أول مركبة من دون سائق وأول طائرة من دون طيار. ولن تكون هذه المرة الأولى التي يتم فيها تطوير مجموعة من المهارات المعقدة بالذكاء الاصطناعي، إذ شهد قطاع الطيران تحولًا مماثلًا من خلال تطور دور الطيارين مع كل جيل جديد من الطائرات. ومع ذلك، يمكن الاستفادة من الابتكارات في مجال الشحن البحري لمعالجة الفجوة الحالية بدلًا من مطالبة المتخصصين الحاليين بتطوير مهاراتهم.
ويعتبر معرض "سيتريد لسفن العمليات والأعمال البحرية في الشرق الأوسط" الحدث الأكبر من نوعه في هذا القطاع خارج الولايات المتحدة، ويستضيف أكثر من 200 شركة عارضة في مجال سفن العمليات والأعمال البحرية.
أرسل تعليقك