أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمين عام منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، محمد باركيندو، أمس (الأربعاء)، أن روسيا تتوقع التزام أعضاء اتفاق عالمي بين «أوبك»، ومصدّري النفط من خارجها باتفاقاتهم بشكل متسق لا تفاوت فيه للمساعدة في تحقيق الاستقرار لأسعار النفط.
وقال بوتين، خلال مشاركته، أمس، في أسبوع «منتدى الطاقة»، في موسكو، إن أسعار النفط عادت إلى المستويات الحالية عقب الهجوم على السعودية، لأنه لا توجد عوامل أساسية تبرر حدوث تقلب حاد في السوق، وإن ذلك يرجع لأسباب، من بينها المساعي المشتركة لروسيا و«أوبك». وبموجب اتفاق مبرم بين أعضاء «أوبك» ومنتجي نفط من خارج المنظمة، وافقت روسيا على خفض الإنتاج بواقع 228 ألف برميل يومياً عن مستواه في أكتوبر (تشرين الأول) 2018.
وفي ديسمبر (كانون الأول)، اتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وروسيا وغيرها من المنتجين المستقلين، فيما يعرف بمجموعة «أوبك+» على خفض الإمدادات بواقع 1.2 مليون برميل يومياً، من بداية العام الحالي وتبلغ حصة «أوبك» 800 ألف برميل يومياً، وتلتزم بها الدول الأعضاء، وعددها 11، باستثناء إيران وليبيا وفنزويلا.
أضاف أن روسيا ستظل طرفا مسؤولا في التحالف بين منظمة أوبك والمنتجين المستقلين من خارجها فيما يعرف بمجموعة «أوبك+»، وأن من المهم استخدام جميع الأدوات المتاحة لتحقيق التوازن في أسواق الطاقة.
من جانبه، ذكر وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، أن الطلب العالمي على النفط من المتوقع أن ينمو بواقع 1.4 مليون برميل يومياً، العام المقبل، بعد نموه بمعدل مليون برميل يومياً في 2019.
وقال نوفاك في مقال بمجلة «إنرجي بوليسي» نشرته، أمس، إن قيود الإنتاج المطبقة في إطار الاتفاق العالمي بين منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها مؤقتة، وإن روسيا لن تعمل بها إلا عندما يصب ذلك في مصلحتها الوطنية. وتعهّد بالامتثال الكامل لاتفاق إنتاج النفط العالمي المُبرم بين «أوبك» وحلفائها في أكتوبر (تشرين الأول).
تراجع إنتاج روسيا النفطي إلى 11.25 مليون برميل يومياً، الشهر الماضي، مقارنة مع 11.29 مليون في أغسطس (آب)، ولكنه يظل فوق السقف المحدد لها بموجب اتفاق عالمي للإنتاج.
ووفقاً لحسابات «رويترز»، التي تحسب طن النفط بواقع 7.33 برميل، يشير ذلك إلى أنه يتعين على روسيا خفض الإنتاج إلى ما بين نحو 11.17 و11.18 مليون برميل يومياً.
كان وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك قال، يوم الاثنين، إن إجمالي خفض بلاده لإنتاج النفط بلغ 200 ألف برميل يومياً، الشهر الماضي.
وكان الإنتاج الروسي مرتفعاً نسبياً، بعد هجمات على منشأتي نفط سعوديتين، مما عرقل إنتاج المملكة. وعقب الهجمات، نزل إنتاج نفط «أوبك» لأقل مستوى في ثمانية أشهر، في سبتمبر (أيلول)، حسبما أظهر مسح لـ«رويترز».
وفي هذا السياق، قال رئيس «وكالة الطاقة الدولية»، فاتح بيرول، أمس، إن الوكالة على اتصال وثيق مع كبار المسؤولين في السعودية ودول أخرى في الشرق الأوسط، ومستعدة للتحرك في سوق النفط حين تقتضي الضرورة.
وأضاف بيرول في مؤتمر في بولندا: «نحن نعيش في عالم محفوف بالمخاطر. تتقاطع الطاقة مع العوامل الجيوسياسية في كثير من الدول، لا سيما في الشرق الأوسط». وذكر أن الوكالة تتوقع زيادة الطلب على النفط في العام الحالي 1.1 مليون برميل يومياً، ولكنه قال إن التوقعات قد تخضع للتعديل.
وزير الطاقة والصناعة الإماراتي سهيل المزروعي قال، أمس، إن «أوبك» وحلفاءها يراقبون أسواق النفط العالمية، وإن مستويات الامتثال كما هي، مثلما أُعلنت في السابق، في الاجتماع الماضي للجنة المراقبة الوزارية المشتركة لـ«أوبك+». وقال المزروعي لـ«رويترز» على هامش مؤتمر في أبوظبي: «فيما يتعلق بالكميات، فنحن نتابعها، نتعهد بالالتزام بمستويات الامتثال التي أعلنا عنها حين اجتمعنا في أبوظبي. لا تغييرات فيها. نحن ملتزمون بالكميات والتخفيضات التي أعلنتها جميع الدول».
قد يهمك أيضا:
طرد المدير العام لقناة "روستافي 2" بعد توجيه أحد الصحافيين كلمات بذيئة لبوتين
روسيا ترد على انتقادات حادة وجّهها مذيع في جورجيا ضد فلاديمير بوتين
أرسل تعليقك