الاقتصاد الليبي محلك سر بعد توحيد سعر الصرف
آخر تحديث GMT00:35:08
 العرب اليوم -

الاقتصاد الليبي "محلك سر" بعد توحيد سعر الصرف

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الاقتصاد الليبي "محلك سر" بعد توحيد سعر الصرف

البنك المركزي الليبي
طرابلس - العرب اليوم

في ديسمبر من عام 2020، قرر البنك المركزي الليبي في طرابلس تعديل سعر صرف الدينار مقابل الدولار الأميركي، وتوحيد السعر مقابل كافة الاستخدامات، في قرار كان يهدف لكبح أزمة السيولة في البلاد ومواجهة المأزق الاقتصادي الخطير.لكن على أرض الواقع، فإن نتائج هذا القرار لم تنعكس على مستوى معيشة السكان، بل زادت الأمر تعقيدا مع غلاء بعض السلع الأساسية مثل القمح والخبز وغيرهما، ليصبح تعديل سعر الصرف متهما أمام المواطن الليبي الذي يرى أن القرار تم اتخاذه استجابة لضغوط خارجية، من دون مراعاة وضع البلاد الاقتصادي خاصة مع أزمة انتشار وباء كورونا وتذبذب عائدات بيع النفط.

ويرى أستاذ التمويل والاستثمار بجامعة نوتنغهام ترنت ببريطانيا مؤسس سوق المال الليبي سليمان الشحومي، أن تعديل سعر الصرف الذي نقله من مستوى 1.4 دينار إلى 4.50 دينار مقابل الدولار، تم في ظروف غير اعتيادية وسط انقسام المصرف المركزي ووجود سلطات متنافسة.ويضيف الشحومي: "يبدو أنه كانت هناك ضغوط لمعالجة فروق سعر الصرف باعتبار وجود فساد كبير بسبب الاستفادة التي كانت تحدث من فرق السعرين الرسمي والموازي من قبل بعض الأطراف، حيث كان السعر الرسمي للدولار  1.4 دينار بينما كان السعر في السوق الموازية يتجاوز 6 دنانير".

وأضاف الخبير الاقتصادي أن "المعالجة مطلوبة وتوحيد سعر الصرف مطلوب، لكن بسبب الظروف القاسية التي يمر بها الوضع المصرفي في ليبيا ومصرفها المركزي نتيجة الانقسام، خلق سعر الصرف صعوبات حجبت الانعكاسات الإيجابية لهذا التعديل".وتابع الشحومي: "صحيح أن تعديل سعر الصرف حقق العدالة بين حاملي العملة الأجنبية بحيث أصبح هناك سعر واحد لكل المؤسسات سواء كانت حكومية أو خاصة أو غيرها، لكن ظلت المسألة الأخرى هي استمرار أزمة المقاصة ما بين المصارف في الشرق والمصرف المركزي في طرابلس".

ومن جهة أخرى، قال الشحومي إن "أسعار السلع الغذائية في الأسواق الليبية شهدت ارتفاعا وليس انخفاضا، لأنها كانت تورد بسعر الصرف الرسمي السابق، لكن الكثير من السلع شحت خصوصا المتوقع استيرادها".وطالب الشحومي بإعادة صرف ما يسمى "علاوة العائلة" المتوقفة منذ عام 2013 في ليبيا مع إقرار ميزانية الحكومة الجديدة، حيث سيحقق ذلك "نوعا من التوازن والتحسن في دخول المواطنين"، كما حث السلطات على رفع رواتب الليبيين لتعزيز القوة الشرائية.

وأكد أن "تحسن الوضع العام في ليبيا اقتصاديا ونقديا ستكون له آثار جيدة جدا على مستوى دخل المواطن، وعلى رأس ذلك توحيد المصرف المركزي ومجلس إدارته وعملياته والمقاصة بين البنوك، بحيث تنساب العمليات المصرفية والحوالات الداخلية بين أطراف البلاد مما ينعش التجارة وتنقل الأموال والسلع".وعبر الشحومي عن تفاؤله بالمستقبل الاقتصادي في ليبيا، قائلا: "لا شك أننا سنشهد تحسنا في الفترة المقبلة خصوصا مع وجود حكومة الوحدة الوطنية التي ستكون عليها أعباء كثيرة"، وتوقع تحسن مستوى دخل الفرد من خلال علاوة العائلة، ومحاولة معالجة بعض الاختناقات والمشاكل التي تواجهه مثل ارتفاع أسعار السلع والأدوية.

وأشار إلى أن تحسن الإيرادات النفطية وارتفاع الإنتاج والأسعار قد تدفع السلطات إلى إعادة النظر في سعر صرف الدينار، والوصول به إلى مستوى أفضل بكثير من 4.5 للدولار كما هو الآن.ومن جهة أخرى، قال رئيس الغرفة الاقتصادية الليبية المصرية المشتركة إبراهيم الجراري، إن تعديل سعر صرف الدينار ساعد في تخفيف أزمة السيولة في أنحاء البلاد، لكن استمرار شح الدولار يعني استمرار ازدهار السوق السوداء.

وأوضح الجراري"، أن "ليبيا منقسمة منذ 2014 بين سلطتين، بينما تسيطر فصائل متنافسة على المؤسسات الاقتصادية الرئيسية، وفي ظل انفصال النظام المصرفي بشرق البلاد عن مصرف ليبيا المركزي في طرابلس، ظهر سعران مختلفان للصرف بالسوق السوداء على الجانبين، وكلاهما مختلف كثيرا عن السعر الرسمي، مما جعل الدولار بعيدا عن متناول معظم الليبيين".

وأضاف أن "التغييرات السابقة على سعر الصرف وخفض قيمة العملة المحلية لم تكن معالجة متكاملة للاقتصاد، فالارتفاع في الأسعار ناتج عن عدة عوامل من أهمها تغير سعر الصرف، مما دفع وزارة المالية في طرابلس إلى تحديد سعر الدولار الجمركي عند 2.12 دينار".وأوضح الجراري أن الاقتصاد الليبي تأثر بشكل عام والمواطن بشكل خاص من التعديلات على سعر الصرف، حيث تراجع الاستيراد ومعه إيرادات الجمارك، بينما لم يجد المواطن السيولة في المصارف، وعانى غلاء الأسعار.

وأوضح أن "المواطن لم يشعر بتحسن في وضعه المعيشي بعد توحيد سعر الصرف، حيث زادت معاناته وارتفعت أسعار السلع الأساسية".وأشار الجراري إلى أن "هناك أملا في الحكومة الجديدة برئاسة رجل الأعمال عبد الحميد الدبيبة ووزير الاقتصاد محمد الحويج في تغيير المسار الاقتصادي نحو الأفضل، وتوفير السلع بأسعار تناسب المواطن، خاصة ونحن مقبلون على شهر رمضان على أمل تصحيح أخطاء الحكومات السابقة".

قد تهمك أيضا

المصرف المركزي الليبي يؤكد استمراره بيع النقد الأجنبي لأرباب الأسر

المصرف المركزي الليبي يسعى للإنضمام إلى إتفاقية البنك الأوروبي

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاقتصاد الليبي محلك سر بعد توحيد سعر الصرف الاقتصاد الليبي محلك سر بعد توحيد سعر الصرف



GMT 21:53 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025
 العرب اليوم - زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025

GMT 20:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 02:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

النيران تلتهم خيام النازحين في المواصي بقطاع غزة

GMT 17:23 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنتر ميلان الإيطالي يناقش تمديد عقد سيموني إنزاجي

GMT 16:59 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يتوعد الحوثيين بالتحرّك ضدهم بقوة وتصميم

GMT 17:11 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الكرة الجزائري يوقف حكمين بشكل فوري بسبب خطأ جسيم

GMT 02:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 10 ركاب وإصابة 12 في تحطم طائرة في البرازيل

GMT 06:45 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

انفجار قوي يضرب قاعدة عسكرية في كوريا الجنوبية

GMT 17:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

.. قتلى في اصطدام مروحية بمبنى مستشفى في تركيا

GMT 11:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab