اختتم، الاثنين، اللقاء التشاوري، الذي نظمته غرفة تجارة وصناعة الشارقة، مع وفد فرع غرفة تجارة وصناعة عُمان، في محافظة جنوب الباطنة، تم خلاله استعراض أبرز الفرص الاستثمارية والإمكانيات التجارية والسياحية المتاحة لدى الجانبين بهدف تعزيز مجالات التعاون الثنائي، وزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين، تعزيزًا لمسيرة التعاون المشترك وترسيخًا لجهود التكامل الاقتصادي المنشود بين دول مجلس التعاون الخليجي.
وركَز اللقاء على أهمية تعزيز بناء شراكات اقتصادية متنوعة تدعم أهداف التنمية المستدامة وتفتح آفاق أوسع للاستثمارات المتبادلة، حيث ناقش الجانبان إمكانية تطوير خطط عمل مشتركة لترجمة الفرص إلى شراكات على أرض الواقع في المجالات التي تحتل أولوية على الأجندة الاقتصادية لإمارة الشارقة وسلطنة عُمان.
وحضر اللقاء من غرفة الشارقة عبدالله سلطان العويس، رئيس غرفة تجارة وصناعة الشارقة، وعدد من أعضاء مجلس إدارة الغرفة، وسيف محمد المدفع الرئيس التنفيذي لمركز اكسبو الشارقة، ومحمد أحمد أمين مساعد المدير العام لقطاع الاتصال والأعمال وعدد من رجال الأعمال من الجانبين.
واصطحب عبدالله سلطان العويس أعضاء الوفد الزائر في جولة ميدانية في أرجاء غرفة الشارقة، تعرفوا من خلالها على أهم مرافقها، وتجولوا في أرجاء المعرض الدائم للمنتجات الصناعية المحلية الذي يضم أكثر من 100 مصنع تم اختيارهم من ضمن أكثر من 2200 مصنعًا تحتضنهم إمارة الشارقة، واستمع الوفد لشرح عن أهم الخدمات التي تقدمها غرفة الشارقة لتسهيل عمل الشركات وقطاع الأعمال في الإمارة، حيث تحرص الغرفة على تعزيز مكانة الشارقة كوجهة استثمارية للشركات وقطاعات الأعمال سواء المحلية أو الدولية، والمساهمة الإيجابية والفعالة في تنمية الاقتصاد الوطني.
وأوضح العويس، قائلًا "يأتي تنظيم هذا اللقاء في إطار حرص غرفة تجارة الشارقة على تطوير العلاقات الاقتصادية وتعزيز الشراكات التجارية بين إمارة الشارقة وسلطنة عُمان بغية تعزيز أوجه التعاون المشترك والارتقاء بحجم التبادل التجاري، بما يتناسب مع ما يتمتع به البلدان من إمكانات اقتصادية وتجارية واستثمارية وسياحية هائلة، بما يصب في مصلحة تكريس منظومة التعاون الخليجي المشترك".
وطالب العويس رجال الأعمال والمستثمرين من الجانبين إلى الاستفادة من الإمكانيات والفرص الاستثمارية المتاحة في العديد من القطاعات الاقتصادية، والدخول في شراكات ومشروعات مشتركة في جميع المجالات لرفع حجم التبادل التجاري، فوفقًا لأحدث البيانات التي تشير إلى أن واردات إمارة الشارقة من سلطنة عُمان بلغت 700 مليون درهم خلال عام 2015، فيما بلغت صادرات الإمارة إلى السلطنة نحو 414 مليون درهم، ليبلغ بذلك حجم التبادل التجاري بين الجانبين خلال عام 2015 نحو 1.6 مليار درهم.
وألقى أحمد محمد عبيد النابودة عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الشارقة، كلمة رحب فيها بأعضاء الوفد العُماني في بلدهم الثاني الإمارات، وإمارة الشارقة تحديدًا، مؤكدًا عمق العلاقات التاريخية والتجارية التي تربط البلدين الشقيقين، وحرص غرفة الشارقة على تطوير علاقات التعاون بين ممثلي القطاع الخاص في إمارة الشارقة وسلطنة عُمان من خلال تنظيم العديد من الفعاليات وبرامج تبادل الزيارات التي لعبت دورًا فاعلًا في تنمية وازدهار هذه العلاقات، إلى جانب إتاحة الفرصة أمام الشركات العُمانية للمشاركة في المعارض والفعاليات المختلفة التي تنظمها الشارقة.
وأشار النابودة إلى أهمية مضاعفة الجهود لإيجاد مبادرات مشتركة جديدة وفاعلة تسهم في تشجيع أعضاء مجتمع الأعمال من الجانبين لتعزيز الشراكة الاقتصادية، ورفع مستوى التعاون المشترك، مؤكدًا حرص غرفة تجارة الشارقة على مواصلة سعيها لتذليل أية معوقات تحد من مسيرة العمل المشترك وتقوية العلاقات المتبادلة في القطاعات كافة.
وعبّر النابودة عن اعتزازه بالعلاقات المميزة مع غرفة تجارة وصناعة عمان، واعتبر اللقاء استمرارًا في الدعم والتعاون المتواصل على الصعيد الصناعي والتجاري بين الغرفتين ضمن إطار التكامل الذي حققه مجلس التعاون الخليجي، وشدّد على حرص غرفة تجارة و صناعة الشارقة في تطوير العلاقة مع الأشقاء في غرفة تجارة وصناعة عمان لتحقيق النجاح المنشود.
وألقى المهندس حمود بن سالم بن محمد السعدي، رئيس مجلس إدارة فرع غرفة تجارة وصناعة عمان في محافظة جنوب الباطنة، كلمة الوفد العُماني، وتم خلالها تسليط الضوء على العلاقات الأخوية الوثيقة بين الشعبين وضرورة تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والسياحية بين البلدين في إطار مسيرة العمل المشترك لدول مجلس التعاون الخليجي،قائلًا "يسعدنا أن نكون في إمارة الشارقة اليوم ضمن هذا اللقاء الأخوي والتشاوري شاكرين الاستقبال و حرارة الترحيب، ويأتي هذا اللقاء لتعزيز التعاون ولبحث مختلف المواضيع التجارية والصناعية للوصول إلى نجاحات مشتركة بين الجانبين، ولتذليل العقبات وحل كافة المشكلات التي قد تواجه المستثمر في إمارة الشارقة وسلطنة عمان، ولتهيئة الظروف لتطوير العلاقات الاقتصادية وتقديم التسهيلات الاستثمارية ، وتحرص القيادة في عمان دوماً على التطوير في كافة المجالات و القطاعات الاقتصادية إلى جانب تنمية المناطق الحرة وتشييد الموانئ، ومن هنا نحن ندعوا المستثمرين ورجال الأعمال من إمارة الشارقة للاستفادة من هذا التطور الذي تشهده السلطنة و الاستثمار فيها".
وتابع الحضور فيلمُا تسجيليُا عن إمارة الشارقة تم خلاله تسليط الضوء على مناخ الأعمال الفريد وعوامل الجذب الاستثماري التي تتفرد بها الشارقة، التي تعد ثالث إمارات الدولة من حيث مساهمتها في الناتج المحلي، والمدينة التي تحتضن أكبر منطقة صناعية على مستوى الإمارات، فضلاً عن ما تتمتع به من تنوع اقتصادي وموقع جغرافي مميز، ومناطق حرة وموانئ حديثة، وبنية تحتية وتشريعية متطورة. وتابع الجانبان عرض فيلم ترويجي عن سلطنة عُمان تناول عوامل الجذب الاستثماري والسياحي والتنوع المناخي الذي تتمتع به السلطنة، فضلاً عن اشتهارها بالمحاصيل الزراعية حيث يعتبر قطاع الزراعة من أهم القطاعات الإنتاجية في السلطنة التي تسهم بالنصيب الأكبر في الصادرات العمانية غير النفطية.
وتضمن البرنامج عرضًا توضيحيًا عن مركز الشارقة لتنمية الصادرات تناول الخدمات المتعددة ذات القيمة المضافة التي يوفرها المركز لمجتمع الأعمال، لاسيما المنشآت الاقتصادية العاملة في مجال الإنتاج والتصدير، تلاه عرض توضيحي آخر عن هيئة المنطقة الحرة لمطار الشارقة الدولي تناول أبرز الإنجازات والمرافق المتطورة والخدمات اللوجستية النوعية والمزايا والحوافز التي توفرها حرة مطار الشارقة للمستثمرين. وتم اصطحاب الوفد العماني في جولة تعريفية في المنطقة الحرة لمطار الشارقة الدولي، أطلع خلالها عن قرب على مرافق المنطقة الحرة ذات المستوى العالمي، والمرافق الخدمية والصناعات الخفيفة فيها، إضافة إلى الخدمات اللوجستية النوعية والتسهيلات وحزمة الحوافز المميزة التي تقدمها للمستثمرين ورجال الأعمال.
وأعرّب أعضاء الوفد العماني عن سعادتهم بهذا اللقاء، الذي أتاح لهم فرصة التعرف عن قرب على المناخ الاستثماري في الشارقة وما تزخر به من فرص واعدة في العديد من القطاعات الاقتصادية، مشيدين بدور غرفة تجارة وصناعة الشارقة في تعزيز مكانة الإمارة على خريطة الاستثمار العالمي.
أرسل تعليقك