ارتفاع الدولار يخنق الاقتصادات الناشئة ويدفع العالم إلى فخ التباطؤ
آخر تحديث GMT18:51:18
 العرب اليوم -

ارتفاع الدولار يخنق الاقتصادات الناشئة ويدفع العالم إلى فخ التباطؤ

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - ارتفاع الدولار يخنق الاقتصادات الناشئة ويدفع العالم إلى فخ التباطؤ

الدولار الأميركي
واشنطن - العرب اليوم

دفع ارتفاع الدولار الاقتصاد العالمي إلى تباطؤ متزامن من خلال زيادة تكاليف الاقتراض، وتأجيج تقلبات الأسواق المالية، فيما يكاد يلوح القليل من الراحة في الأفق.ارتفع مقياس الدولار الذي يحظى بمتابعة وثيقة بنسبة 7% منذ يناير إلى أعلى مستوى له في عامين، مع بدء مجلس الاحتياطي الفيدرالي لسلسلة صارمة من الزيادات في أسعار الفائدة للحد من التضخم، وشراء المستثمرين للدولار كملاذ، وسط حالة عدم اليقين الاقتصادي.

يجب أن تساعد العملة المرتفعة بنك الاحتياطي الفيدرالي على خفض الأسعار، ودعم الطلب الأمريكي على السلع من الخارج، لكنها تهدد أيضاً برفع أسعار الواردات إلى الاقتصادات الأجنبية، ما يؤدي إلى زيادة معدلات التضخم فيها، واستنزاف رأس المال.

يُعَدّ ذلك الأمر مثيراً للقلق بشكل خاص بالنسبة إلى الاقتصادات الناشئة، التي تضطر إما إلى السماح لعملاتها بالضعف، وإما إلى التدخل لتهدئة انحدارها، وإما إلى رفع أسعار الفائدة الخاصة بها في محاولة لدعم مستويات صرف العملات الأجنبية لديها.

رفعت كل من الهند وماليزيا أسعار الفائدة بشكل مفاجئ هذا الشهر، كما دخلت الهند السوق أيضاً لدعم سعر الصرف.لم تنجُ الاقتصادات المتقدمة أيضاً من هذا، ففي الأسبوع الماضي سجّل اليورو أدنى مستوى جديد له في خمس سنوات، وضعف الفرنك السويسري ليتساوى مع الدولار لأول مرة منذ عام 2019، واضطرت سلطة النقد في هونغ كونغ إلى التدخل للدفاع عن ربط العملة. كما وصل الين مؤخراً إلى أدنى مستوى له في عقدين من الزمن.

بينما سيؤدي الجمع بين تباطؤ النمو الأمريكي والتهدئة المتوقعة للتضخم في أمريكا في النهاية إلى تباطؤ صعود الدولار، الذي بدوره سيؤدي إلى الضغط على البنوك المركزية الأخرى للتشديد، فقد يستغرق الأمر شهوراً لإيجاد هذا التوازن الجديد.

حتى الآن على الأقل، لا يزال المتداولون مترددين في تسمية ارتفاع الدولار بالذروة. ويعكس هذا جزئياً رهانات نهاية عام 2021 على أن مكاسب الدولار سوف تتلاشى مع تسعير رفع أسعار الفائدة بالفعل. ولم يتلفت أحد إلى هذه الآراء منذ ذلك الحين.

تتعرض الاقتصادات النامية لخطر "عدم تطابق العملة"، الذي يحدث عندما تقترض الحكومات أو الشركات أو المؤسسات المالية بالدولار الأمريكي وتقرضها بعملتها المحلية، وفقاً لكلاي لوري، مساعد وزير الخزانة الأمريكي السابق للشؤون الدولية، الذي يشغل الآن منصب نائب الرئيس التنفيذي في معهد التمويل الدولي.

سيستقر خط النمو العالمي بشكل أساسي هذا العام مع دخول أوروبا في حالة الركود، وتباطؤ الصين بشكل حادّ وتشديد الأوضاع المالية الأمريكية بشكل كبير، وفقاً لتوقعات جديدة من معهد التمويل الدولي. ويتوقع الاقتصاديون في "مورغان ستانلي" أن النمو هذا العام سيكون أقل من نصف وتيرة عام 2021.

الملاذ الآمن
سيؤدي استمرار ارتفاع أسعار الفائدة وسط التقلبات العالمية المستمرة، بداية من الحرب في أوكرانيا إلى عمليات إغلاق كوفيد في الصين، إلى بحث المستثمرين عن الأمان. وتتعرض الاقتصادات التي تشهد عجزاً في الحساب الجاري لخطر مزيد من التقلبات.

قال لوري: "لطالما كانت الولايات المتحدة ملاذاً آمناً. مع رفع أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي ومن أسعار السوق على حد سواء، يمكن أن يتدفق مزيد من رأس المال إلى الولايات المتحدة، وهذا يمكن أن يضر بالأسواق الناشئة".

شوهدت تدفقات خارجة بقيمة 4 مليارات دولار من الأوراق المالية لاقتصاد ناشئ في أبريل، وفقاً لمعهد التمويل الدولي. وتراجعت عملات الأسواق الناشئة وتكبدت السندات في أسواق آسيا الناشئة خسائر بنسبة 7% هذا العام، أي أكثر من الضربة التي تعرضت لها خلال نوبة الغضب في عام 2013.

اليوان الصيني
يقول عديد من المصنّعين إنّ التكاليف المرتفعة التي يواجهونها تعني أنهم لا يحصلون على كثير من أرباح الأسهم من العملات الأضعف.وتوقعت شركة "تويوتا موتور" (Toyota Motor Corp) انخفاضاً بنسبة 20% في الأرباح التشغيلية للسنة المالية الحالية رغم نشر مبيعات سنوية قوية للسيارات، مشيرة إلى ارتفاع "غير مسبوق" في تكاليف الخدمات اللوجستية والمواد الخام. وقالت إنها لا تتوقع أن يؤدي ضعف الين إلى ارتفاع "كبير".

انخفض اليوان الصيني مع انسحاب التدفقات القياسية لرؤوس الأموال من الأسواق المالية في البلاد. ولا يزال في الوقت الحالي بمعزل عن التأثير الأوسع للدولار، إذ يسمح التضخم المنخفض في الداخل للسلطات بالتركيز على دعم النمو.

لكن ذلك يتسبب بمصدر آخر للهشاشة في الدول النامية المعتادة على اليوان القوي الذي يقدم الملاذ لأسواقها.

قال ألفين تان، المحلل الاستراتيجي في البنك الملكي الكندي في سنغافورة: "للتحول المفاجئ الأخير في اتجاه اليوان علاقة بالتوقعات الاقتصادية المتدهورة للصين أكثر من سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي، لكنه أدى بالتأكيد إلى فصل الدرع التي تعزل العملات الآسيوية عن ارتفاع الدولار، وعجّل بضعف سريع للعملات الآسيوية كمجموعة في الشهر الماضي".

في الاقتصادات المتقدمة، وضع ضعف العملات "معضلة سياسية صعبة" بالنسبة إلى بنك اليابان والبنك المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا، كما كتب داريو بيركنز، كبير الاقتصاديين الأوروبيين في "تي إس لومبارد" (TS Lombard) في لندن، في مذكرة مؤخراً.

أشار عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، فرانسوا فيليروي دي غالو، هذا الشهر إلى أن "اليورو الضعيف للغاية سيتعارض مع هدف استقرار الأسعار".

وكتب بيركنز: "في حين أن التضخم المحلي ظاهرة أمريكية في الغالب، فإن أسعار الصرف الأضعف تزيد ضغوط أسعار المستوردات، ما يبقي التضخم أعلى بكثير من أهداف البنوك المركزية البالغة 2%. وقد يخفف تشديد السياسة النقدية حدة هذه المشكلة، ولكن على حساب مزيد من الألم الاقتصادي المحلي".

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

الدولار يتراجع بعد رفع البنك المركزي الأميركي سعر الفائدة

الروبل الروسي يواصل تعزيز مكاسبه أمام الدولار واليورو

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ارتفاع الدولار يخنق الاقتصادات الناشئة ويدفع العالم إلى فخ التباطؤ ارتفاع الدولار يخنق الاقتصادات الناشئة ويدفع العالم إلى فخ التباطؤ



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
 العرب اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف حكيمي يمدد عقده مع باريس سان جيرمان حتي عام 2029

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 11:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مستشفى كمال عدوان بدون أكسجين أو ماء إثر قصف إسرائيلي مدمر

GMT 10:21 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل اعتقلت 770 طفلاً فلسطينيًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

GMT 12:02 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

قصف إسرائيلي يقتل 8 فلسطينيين في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab