شهدت أسعار الفروج والبيض ارتفاعا كبيرا في الأسواق السورية خلال الأسابيع القليلة الماضية نتيجة توقف إنتاج عدد كبير من منشآت تربية الدواجن بعد خسائر كبيرة تكبدها هذا القطاع، جاء ذلك بعد ارتفاع غير مسبوق لأسعار الأعلاف والأدوية البيطرية ومستلزمات الإنتاج الأخرى نتيجة انخفاض سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار وضعف القدرة الشرائية في السوق المحلية. في هذا السياق أعلن خبير اقتصادي عن خطة إنقاذ لقطاع الدواجن في سوريا من شأنها وقف استنزاف خزينة الدولة من القطع الأجنبي وتوجيه الدعم المخصص لاستيراد الأعلاف والمواد الأولية نحو معامل الأدوية البيطرية المصنعة والمنتجة محلياً.
الدكتور محمد الحافظ، الخبير في تربية الدواجن، حذر في تصريح خاص لـ"سبوتنيك" من انقراض الدواجن في سوريا ومن فقدان سلعة الفروج المحلي في السوق السورية ومن انهيار هذا القطاع الغذائي الهام كاشفاً عن خطة مؤلفة من 8 بنود لإنقاذ الموقف. ودعا الحافظ، وهو صاحب منشأة ضخمة لتربية الدواجن في محافظة حماة (وسط سوريا)، إلى "ضرورة تأسيس رابطة للدواجن تضم المربين والعاملين في هذا القطاع وتضع ضوابط دقيقة بناءً على حاجة السوق المحلية المتوقع حصولها والمناسبة دون زيادة أو نقصان ومحددة بجدول زمني لموافقات الاستيراد الممنوحة من قبل الوزارة تِبعاً لذلك بتنظيم جداول زمنية مدروسة كمّاً على مدار العام لاستيراد الجدّات (لطائر الفروج الأم) للعمل بحسب الحاجة وذلك أسوة بكثير من دول المنطقة والعالم". وأضاف أن "تأسيس رابطة للدواجن يحقق جدوى مهمة لإنعاش هذا القطاع، خاصة إذا ارتبطت موافقات الاستيراد بموافقة تلك الرابطة كونها تضم مربين خبراء واستشاريين اقتصاديين يعملون على أرض الواقع، ولديهم خبرة عملية ومعرفة كافية بحاجة القطّاع وحاجة السوق المحلية".
وأشار الحافظ إلى أن "هناك انقراض وهدر مستمر لأعداد كبيرة من طيور الفروج والأمهات بسبب عشوائية تنظيم القطّاع دون جدولة زمنية لكميتها على مدار العام وحاجة السوق الفعلية، وبالتالي هدر الإنتاج (نفوق أعداد كبيرة من الصوص وخسارات فادحة بسعر الفروج) الأمر الذي يهدد قطاع الدواجن بالانهيار بشكل كامل نتيجة خروج الكثير من المنشآت عن الخدمة وتوقف عمل المربين نتيجة خسائرهم الكبيرة والمتلاحقة، أيضاً فيما يتعلق بالأعلاف المستوردة المدعومة من مصرف سوريا المركزي من قبل تجار تكشف أنهم يستفيدون من الدعم لحسابهم الخاص ولا يستفيد المستهلك من هذا الدعم بل يدفع فاتورة ارتفاع الأسعار المتزامن مع ارتفاع سعر الصرف بالسوق السوداء" وهذا أدى إلى ارتفاع كبير وغير مسبوق في أسعار الفروج بعد الحاقه خسائر فادحة، وهنا نحذر من خطورة نشوء جيل جديد و"مافيات" من المستوردين والمهربين للفروج الحي والمجمد ومن ثم بيع الفروج بأسعار السوق السوداء.
وتابع: "حين نسمح باستيراد 40 ألف جدة في وقت واحد ولا تتجاوز حاجة السوق المحلية 10 آلاف جدة في هذا الوقت، فإن ذلك سيؤدي إلى إهدار أعداد كبيرة من الطيور المنتجة بالنهاية وإلى كثافة كبيرة في الإنتاج تفوق الطلب مما يستنزف خزينة الدولة من العملة الصعبة بشكل كبير نتيجة الهدر والتلف للإنتاج لاحقاً".
دعم معامل الأدوية البيطرية
وعن سبل توفير القطع الأجنبي على خزينة الدولة قال الحافظ: "حين نوقف استيراد المواد والأدوية البيطرية المصنعة بالخارج ونوفر الدعم اللازم لاستيراد هذه المواد ونوجه هذا الدعم إلى المواد الأولية لمعامل الأدوية البيطرية السورية سنحقق الاكتفاء الذاتي للدواجن ونستغني عن استيراد الأدوية موفرين على خزينة الدولة مبالغ كبيرة من القطع الأجنبي، وفي ذات الوقت تنخفض تكلفة الإنتاج على المربين ويحصل المستهلك على السلعة بسعر يتناسب مع قدرته الشرائية". وفي حديثه عن متوسط حجم استهلاك الدواجن للأعلاف أوضح الحافظ أن "كل طير فروج يستهلك بين 4-5ر4 كيلوغرام من الأعلاف خلال فترة نموه المقدرة بنحو 45 يوماً علماً أن سعر كل 1 طن من الأعلاف يقدر بحوالي مليون ليرة سورية وقال: "الذرة وفول الصويا متوفران في سوريا ويشكلان نحو 85% من تركيبة الأعلاف والباقي متتمات".
تسهيل وصول المنتجات إلى شرق سوريا
ولخص الحافظ خلال حديثه لـ سبوتنيك تفاصيل الخطة المقترحة لحل أزمة قطاع الدواجن في سوريا بالنقاط التالية:
1 - وضع آلية دقيقة لاستيراد الجدات بناءً على تراخيص مداجن الأمهات حصراً، ووفق جدول زمني سنوي مقترح بناء على العرض والطلب المتوقع بين الإنتاج والاستهلاك الموزع خلال العام.
2 - تسليم الأعلاف مدعومة القطع الأجنبي من المستوردين للمربين من مستودع المستورد وبالسعر المدعوم مع هامش الربح للمستورد المسموح من قبل الوزارة بحيث تدفع الطلبية في المصرف الزراعي وتسلم للمربي بما يوازي إيداعه في المصرف.
3- وضع خطة للمسالخ بأن تكون مرخصة بحيث يأخذ تجار المسالخ الغير مرخصين حاجتهم من تلك المسالخ إن أمكن.
4- رفع الدعم عن الأدوية البيطرية المصنعة بالخارج (المستوردة) بكافة أشكالها من أجل دعم المنتج المحلي لتوفير القطع الأجنبي.
5 - تكون آلية التسعير للصوص والفروج بناء على التكاليف ومتوسط نسبة نجاح التربية مع ترك نسبة هوامش ربحية مقترحة.
6- سحب الفائض من السوق والسماح بإعادة تصديره.
7 - تأسيس رابطة للدواجن تضم جميع أرباب القطّاع المرخصين أصولاً والمعنيين بواقع القطّاع على الأرض أسوةً بالكثير من الدول مثل مصر وغيرها في أنحاء العالم من أجل إدارة المهنة بصورة واقعية.
8- تسهيل وصول منتجات المنشآت المحلية إلى المحافظات الشرقية والشمالية وإلغاء رسوم المعابر في حال التصدير.
وشهدت السوق السورية مؤخراً ارتفاعاً كبيراً في أسعار الكثير من السلع الغذائية ومنها أسعار الفروج بسبب ارتفاع سعر صرف الليرة السورية وتطبيق "قانون قيصر" الأمريكي الذي يضيق الخناق على معيشة الشعب السوري.
قد يهمك ايضـــًا :
تراجع أسعار الذهب في الأسواق السورية 200 ليرة محليا الأربعاء
اللحوم الفاسدة تغزو الأسواق السورية في ظل غياب الرقابة الحكومية
أرسل تعليقك