الصين تنجح في إغراء إيطاليا لدعم مشروعها العالمي الحزام والطريق
آخر تحديث GMT11:06:19
 العرب اليوم -

يرى معارضون أنه يعطي شرعية لنهج بكين الشَّرِه في مجال الاستثمار

الصين تنجح في إغراء إيطاليا لدعم مشروعها العالمي "الحزام والطريق"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الصين تنجح في إغراء إيطاليا لدعم مشروعها العالمي "الحزام والطريق"

الرئيس الصيني شي جينبينغ
بكين - العرب اليوم

يُعد نجاح الصين في الحصول على موافقة إيطاليا للمشاركة في مبادرة "الحزام والطريق" التي تتضمن إقامة شبكة بنية تحتية وتجارية لتعزيز ربط الصين بدول وسط وجنوب شرقي آسيا، وأوروبا، والشرق الأوسط وأفريقيا، خطوة هامة في الترويج للمشروع وإنجاحه، حيث تستعد إيطاليا للتوقيع على مذكرة تفاهم خلال زيارة الرئيس الصيني شي جينبينغ، الرسمية لروما، وتصبح أول دولة من دول مجموعة السبع التي تشارك في المشروع.

وترى الصين في المبادرة أداةً لتحقيق مزيد من النمو الاقتصادي وتعزيز العلاقات التجارية وتنصيب نفسها زعيمة لقارة آسيا. و«طريق الحرير» الذي كُشف عنه النقاب لأول مرة في عام 2013، هو مشروع الرئيس الصيني، الذي يرى فيه كثيرون «حصان طروادة» الذي تسعى الصين من خلاله إلى توسيع نفوذها على صعيد الجغرافيا السياسية في العالم، مالياً واقتصادياً وعسكرياً. 

إقرأ أيضًا 

وكالة "ناسا" تؤكد أنها تقترب من تحقيق مهمة "المريخ"

ورغم الانتقادات الأوروبية والأميركية للموقف الإيطالي فإن رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، اعتبر، أن بلاده ستستفيد بصورة كبيرة من مشروع البنى التحتية الصيني المثير للجدل. وقال كونتي في البرلمان: «مصالحنا الاقتصادية والتجارية في هذه المبادرة شرعية ومبرَّرة في ضوء مصلحتنا الوطنية». وأضاف كونتي أن الاتفاق سيكون «اقتصادياً وتجارياً» تماماً، وليس له أي تداعيات بالنسبة إلى السياسة الخارجية. 

وأوضح في مقابلة مع صحيفة «كورييري ديلا سيرا» الإيطالية، أن المطروح على الطاولة هي مذكرة تفاهم، وليست اتفاقية دولية ملزمة، وهي تضع «إطاراً للأهداف والمبادئ وأنماط التعاون». وأضاف: «سوف نتمكن من تعزيز صادراتنا تجاه سوق أوسع»، موضحاً: «شركاتنا سوف تحظى بفرصة للمشاركة بصورة مباشرة في مشاريع بنية تحتية جديدة». 

وتعد مدينتا ترييستي وجنوة البحريتان منفذين أوروبيين محتملين للبضائع الصينية القادمة عبر قناة السويس. ويشير «الحزام» إلى النقل البري وطرق التجارة، أما «الطريق» فهو يشمل الربط بين الموانئ البحرية.

وتقول آليسيا أميجيني، كبير محللي الشؤون الآسيوية بمركز «آي إس بي آي» البحثي في إيطاليا، إن موافقة روما ستكون «نجاحاً يُعتزّ به» بالنسبة إلى الصين و«تحركاً مثيراً للشقاق» بالنسبة إلى أوروبا و«مجموعة شمال الأطلسي». وتضيف أميجيني إن توقيع الصين اتفاقيات ثنائية مع دول أوروبية منفردة يمثل جزءاً من استراتيجية «فرِّقْ تَسُدْ» التي تقلل من مخاطر التعامل مع الاتحاد الأوروبي كتكتل. إذن لماذا تقبل إيطاليا اتفاقاً ثنائياً مع الصين؟.

ويندد معارضون بـ«مبادرة الحزام والطريق» حيث يرونها تمثل شكلاً من أشكال «دبلوماسية الديون»، فقد اضطرت سريلانكا العام الماضي إلى تسليم موانئها للصين بعدما عجزت عن دفع ديونها لبكين. وانسحبت ماليزيا من المشروع خشية عبء الديون.

 وأشارت المفوضية الأوروبية الأسبوع الماضي، إلى أن الاستثمارات الصينية «كثيراً ما تتجاهل الاستدامة الاجتماعية والاقتصادية والمالية، وقد تنجم عنها مستويات مرتفعة من الديون، وتحوُّل في السيطرة على الأصول والموارد الاستراتيجية». وتسعى الصين بالتحديد إلى تأسيس شراكات مع دول أخرى لإقامة موانئ وخطوط سكك حديدية ومحطات للطاقة، بالإضافة إلى تعزيز العلاقات معها في مجالات التعليم والبحث العلمي والثقافة.

ويصف «مجلس العلاقات الخارجية» وهو مركز أبحاث أميركي رائد، «طريق الحرير» بأنه «أكثر مشروعات الاستثمار طموحاً في مجال البنية التحتية عبر التاريخ». وتشعر الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بقلق إزاء التداعيات المحتملة حال انضمام إيطاليا بالفعل إلى المبادرة الصينية العابرة للقارات، حيث سيسمح ذلك لبكين بتوسيع نطاق وجودها ونفوذها في قلب أوروبا. 

وغرد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي غاريت ماركيز، على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي، بأن «الموافقة على مبادرة الحزام والطريق تعطي شرعية لنهج الصين الشره في مجال الاستثمار ولن تجلب نفعاً للشعب الإيطالي». وقال ميشيل جيراسي، وزير الدولة بوزارة التنمية الاقتصادية الإيطالية، لصحيفة «إل ميساجارو»، والذي يتحدث لغة الماندرين الصينية، كما أوردت الوكالة الألمانية في تحقيقها، إن مذكرة التفاهم تتعلق بقواعد توفير الحماية للشركات الإيطالية التي لها علاقات تجارية مع الصين. ويًنظر إلى جيراسي على نطاق واسع على أنه يقف خلف المحور «الصيني - الإيطالي».

ويقول نيقولا كاساريني، الخبير في شؤون الصين بمركز «آي إيه آي» الإيطالي للأبحاث: «القول إن مذكرة التفاهم اقتصادية وتجارية بحتة ليس صادقاً من الناحية العقلية. يرى كل شخص، بدايةً من الصينيين، التوقيع (على المذكرة) على أنه إيماءة سياسية على موافقة إيطاليا» على «مبادرة الحزام والطريق».

 ويرى كاساريني أن انضمام إيطاليا للقائمة سيمثل «نجاحاً دعائياً لا يقدّر بثمن» لبكين. يقول كاساريني للوكالة الألمانية إن هناك ثلاثة أسباب: الأول هو أن روما تأمل زيادة صادرات المنتجات الإيطالية إلى السوق الصينية، وتشديد الضوابط على تقليد البضائع الإيطالية في الصين. الثاني، تأمل روما تحت مظلة «مبادرة الحزام والطريق» في جذب المزيد من الاستثمارات الصينية إلى الاقتصاد الإيطالي الذي يعاني من الانكماش. 

ويستكمل كاساريني: الثالث، في ظل المخاوف من أن تتعرض إيطاليا لهجوم من الأسواق المالية بسبب ديونها الضخمة وتراجع معدلات الإنتاج، تريد الحكومة الإيطالية ضمانات من الصين بأنها يمكن أن تشتري الديون السيادية الإيطالية، حتى في أوقات الاضطرابات المالية. مضيفًا: «لا تتضمن الاتفاقية (مذكرة التفاهم) شيئاً من هذا، إنها مقامرة واضحة: تصدر الحكومة الإيطالية إيماءة ودودة إلى بكين، أملاً في تنفيذ الوعود التي تتم خلف الكواليس».

وأبرمت عشرات الدول، وبينها 13 دولة عضواً في الاتحاد الأوروبي من وسط القارة، اتفاقيات مع الصين لدعم المبادرة. وفي المقابل، فإن الثمن سيكون استعداء حلفاء روما التقليديين، الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، كما يبدو أن حزب «الرابطة» الشريك في الائتلاف الحاكم في إيطاليا يعيد التفكير بشأن التقارب مع الصين.

 ويقول ماتيو سالفيني، زعيم الحزب ونائب رئيس الوزراء: «ليست لدينا أحكام مسبقة، ولكننا في منتهى الحذر». وأضاف سالفيني في مقابلة مع وكالة الأنباء الإيطالية «آنسا»: «لا نريد أن نصبح مستعمرة (صينية)». أما الشريك الآخر في الائتلاف الحاكم، حزب «حركة خمس نجوم»، فقد أعرب عن مخاوف وهواجس أقل. وأعربت أميجيني عن قناعتها بأن الضرر قد وقع بالفعل، وقالت: «سواء تم توقيع الصفة أو لم يتم، لقد فقدنا احترامنا وسنكون في عزلة داخل أوروبا... إنها اتفاقية ليست بلا ثمن».

وقد يهمك أيضاً :

صناعة منطقة اليورو تدخل مرحلة الخطر للمرة الأولى منذ 5 سنوات

انخفاض المعنويات الاقتصادية في منطقة اليورو إلى 106.2 نقطة

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصين تنجح في إغراء إيطاليا لدعم مشروعها العالمي الحزام والطريق الصين تنجح في إغراء إيطاليا لدعم مشروعها العالمي الحزام والطريق



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تنسيق الأوشحة الملونة بطرق عصرية جذابة

GMT 09:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات أوشحة متنوعة موضة خريف وشتاء 2024-2025

GMT 06:33 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صهينة كرة القدم!

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 08:48 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

قطع شتوية أساسية لمظهر أنيق وجذّاب

GMT 08:51 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

قطع ملابس أساسية تناسب الطقس البارد

GMT 06:59 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab