بدأ الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في تصعيد محاولاته الخاصة؛ لجذب شركات صناعة السيارات إلى فرنسا، والتي حاليًا تتخذ من المملكة المتحدة مقرًا، وذلك بإقامة حفل عشاء خاص في قصر الإليزيه، الأسبوع الماضي.
يروج إلى حرص فرنسا على الأعمال التجارية
وتزايدت مخاوف شركات السيارات بسبب احتمالية عقد صفقة فاشلة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وقد كان من بين الحضور الرؤساء التنفيذيين لشركات رينو، ونيسان، وفوكسهول، وجاكوار، ولاند روفر.
وحذر ماكرون خلال حفل العشاء، من تزايد النزعة القومية في جميع أنحاء العالم، وأكد أنه يجعل من فرنسا بلدًا أكثر صداقة للأعمال التجارية، مما يعد أحدث علامة على محاولات الرئيس الفرنسي لجذب الشركات المهمة وسط عدم اليقين لعملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وشارك ثلاثة وزراء فرنسيين في حفل العشاء، وسط ضمان منظمي الحفل أن الشركات ذات الأعمال الكبيرة في بريطانيا، كانت حاضرة، كما يظهر هجوم ماكرون الساحر قبل أسبوعين من احتمالية تحطيم آمال رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، في الحصول على صفقة شاملة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث لا يزال يفكر بعض وزرائها في الاستقالة، وفي حال تنازل السيدة ماي لبروكسيل، يمكن أن تتقلص قدرة بريطانيا على عقد صفقات تجارية مع دول أخرى بعد مغادرة الكتلة الأوروبية.
مسؤولون بريطانيون إلى بروكسل للتفاوض
وفي أسبوع من النشاط الدبلوماسي المحموم، سيزور مستشار رئيسة الوزراء لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أولي روبنز، بروكسل، يوم الإثنين، برفقة وزير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي، دومنيك راب، حيث سيجريان محادثات هناك يوم الثلاثاء، ولكن هناك مأزق بشأن كيفية إبقاء الحدود الأيرلندية مفتوحة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، مع وجود الكثير من الأمور التي يمكن أن تفسح المجال لما إذا كان بإمكان السيدة ماي أن تمنحهم الأرض وفي نفس الوقت تحتفظ بدعم نواب الحزب الديمقراطي الإيرلندي الشمالي.
وتحدث جان كلود جونكر، رئيس المفوضية الأوروبية، عن فرص التوصل إلى اتفاق يوم السبت، قائلًا إنه كان لديه "سبب يدعو إلى الاعتقاد بأن إمكانات التقارب بين الجانبين قد ازدادت في الأيام الأخيرة"، ومع ذلك، من المتوقع أن يكشف الاتحاد الأوروبي عن رؤيته للتوصل إلى اتفاقية مستقبلية مع المملكة المتحدة، يوم الأربعاء، تقصر على طلب ماي الخاص بـ"التجارة الخالية من الاحتكاك"، والتي ستكون بمثابة ضربة كبيرة للمصدرين البريطانيين الذين حذروا من أن أي اضطراب سيؤثر على إنتاجية شركاتهم ومصانعهم في المملكة المتحدة.
ماكرون يحاول جذب الشركات
وتحاول إدارة ماكرون جذب موظفي الخدمات المالية والشركات الموجودة في لندن، لبعض الوقت، حيث قال عاملون في الصناعة إن عشاء الرئيس الفرنسي لمدراء شركات السيارات، الذي تم عقده ليتزامن مع معرض باريس للسيارات، كان محاولة لجعل القضية بالنسبة لفرنسا موقعًا صناعيًا، حيث تقرر الشركات أين تبني صناعة جيلًا جديدًا من السيارات الكهربائية , وفي عشاء الأسبوع الماضي، تعهد ماكرون بالعمل مع رؤساء الصناعة للتوصل إلى حل وسط بشأن خطط أهداف التقليل من ثاني أكسيد الكربون، وأكد لهم أن فرنسا هي الآن مكان يحقق نجاحًا تجاريًا، وقد رفض قصر الإليزيه التعليق على ذلك.
وصرحت شركات صناعة السيارات عن مخاوف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وكانت فوكسهول قد حذرت، الأسبوع الماضي من أنه سيكون هناك عواقب مأساوية على مصانع المملكة المتحدة، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
قلق شركات السيارات المتواجدة في بريطانيا
وكان رالف سبيث، الرئيس التنفيذي لشركة جاكوار لاند روفر، قد حذر في الشهر الماضي من أنه غير متأكد ما إذا كانت مصانعه في المملكة المتحدة ستستمر في العمل بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وقال أيضًا إن قرارات الاستثمار بشأن إنتاج السيارات الكهربائية قد تأجلت نتيجة عدم اليقين من مغادرة الكتلة الأوروبية.
ومضى الآن أقل من أسبوعين حتى انعقاد قمة الاتحاد الأوروبي، التي يتعين الاتفاق فيها على مبادئ الصفقة، وما يسمى بـ "الدعم الإيرلندي"، وهو اتفاق قانوني يضمن الحدود الإيرلندية أن تبقى دون تغيير بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وحتى إذا فشلت الصفقة التجارية في المستقبل في ضمانها، تظل نقطة الخلاف , وفي محاولة لحل هذه المشكلة، من المتوقع أن تدعم بريطانيا الالتزام بالقواعد الجمركية للاتحاد الأوروبي المتعلقة بالسلع، بالإضافة إلى مواءمة أيرلندا الشمالية للوائح الاتحاد الأوروبي، طالما وافقت الجمعية الأيرلندية.
الغموض يحوم حول الصفقة البريطانية
ويمكن أن يخرج العرض عن مساره إذا عارضه زعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي، أرلين فوستر، الذي حذر من أن أيرلندا الشمالية يجب ألا تعامل بشكل مختلف عن بقية المملكة المتحدة , وقال أحد مسؤولي الاتحاد الأوروبي "لقد سمعنا عن الخط الأحمر الأحمر الخاص بلارلين فوستر, أتذكر أن الحزب في العام الماضي قال إنهم كانوا مستعدين لمباراة التحدق، ولكن يبدو أن جفونهم قد قطعت، وهذا أمر مثير للقلق".
ويعد أي استخدام للاتحاد الأوروبي ضد قدرة بريطانيا على الابتعاد عن قواعدها الجمركية في المستقبل سيواجه معارضة شرسة من أعضاء حزب المحافظين المؤيدين لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي , وتسود حالة من التشاؤم على بعض الوزراء، والذين يرون الخروج دون صفقة أمر كارثي، ويعتقدون أنه لا يوجد خيار سوى التسوية على المدى القصير.
أرسل تعليقك