شبح البطالة يحصد أحلام الشباب في قطاع غزة
آخر تحديث GMT03:44:59
 العرب اليوم -

أغلبهم يعزفون عن الزواج بسبب "النفق المظلم

شبح البطالة يحصد أحلام الشباب في قطاع غزة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - شبح البطالة يحصد أحلام الشباب في قطاع غزة

عاملين في الأراضي الفلسطينية
غزة ـ ناصر الأسعد

يطالع الشاب أيمن أبو الحسنات، خريج تكنولوجيا المعلومات من جامعة الأزهر، كل يوم صفحات الإنترنت التي تنشر إعلانات باستمرار لشركات تبحث عن عاملين في الأراضي الفلسطينية، إلا أنه يصطدم بأن غالبيتها من الضفة الغربية، وكنتيجة لذلك انضم لأفواج البطالة التي تًقدر بعشرات الآلاف من الشبان في غزة، وفي خضم الاحتفالات باليوم الدولي للشباب الذي صادف السبت، قدرت إحصائيات فلسطينية رسمية أن عدد الشباب في قطاع غزة لعام 2016 وصل إلى 542 ألف نسمة، منهم 275 ألف ذكر، و267 ألف أنثى، جلهم لا يملكون وظيفة.

ويقول أبو الحسنات، الذي يقترب من سن الـ27 عامًا، إن الظروف التي يعيشها تجبره على التفكير بالهجرة، خاصة في ظل عدم وجود أفق أو مستقبل واضح له داخل غزة، لافتًا إلى أن إغلاق المعابر والإجراءات الأمنية المشددة من قبل الاحتلال تزيد من الخناق عليه، وتضيق أيضا من خيارات فكرة الهجرة، كما أشار إلى أن "النفق المظلم" الذي أصبح يعيشه داخل غزة يجبره على عدم التفكير إطلاقا في الزواج، بسبب عدم وجود فرصة عمل واضحة تمكنه من إعالة نفسه وزوجته وأسرته في المستقبل، وتفرض عليه في الوقت ذاته خيار الهجرة الذي لا يمكن أن يتحقق في ظل إغلاق المعابر.

واعتبر الشاب أن ضيق الخيارات وقلتها يضعانه في حالة يأس غير طبيعية، يعيشها مثل الآلاف من الشبان الذين يعيشون حالة اقتصادية وحياتية صعبة، مشيرًا إلى أن خيارات العمل ضمن بند "العمل المؤقت" باتت أيضًا مفقودة ولم تعد متوفرة كما كان، وأضاف بقوله أن :"هذا الواقع الصعب للغاية يدفع كثيرا من الخريجين والشباب للبحث عن فرصة عمل في أي مجال كان حتى وإن كانت مؤقتة، وهناك خريجون اضطروا للعمل في بيع المشروبات الساخنة على شاطئ البحر أو المتنزهات العامة".

ويشهد قطاع غزة الذي يعيش حصارا خانقا منذ 11 عامًا، ارتفاعًا كبيرًا في معدلات البطالة، خاصة في أوساط الشباب الذين يعانون كثيرا في الحصول على فرصة عمل ثابتة، حيث تشير الأرقام إلى أن نحو 60 % من الشباب عاطلون العمل، 53 % منهم خريجو جامعات.

وبحسب الإحصائيات، فإن 21 ألف طالب يتخرجون سنويا من جامعات وكليات قطاع غزة، من بينهم نحو 14 ألف خريج بكالوريوس و6 آلاف خريج دبلوم، ونحو 48 % منهم يحصلون على فرصة عمل مؤقت بعد عام على الأقل من تخرجه، فيما يحصل نحو 25 % منهم على فرصة عمل جيدة في مجال تخصصهم بعد تخرجهم بفترة قصيرة، وتتضاءل فرص العمل بغزة في ظل تراجع الأوضاع الاقتصادية، حيث ينضم الآلاف من الشباب إلى صفوف المُعطلين عن العمل، بسبب الحصار وآثار الانقسام ووقوع 3 حروب ضارية منذ سيطرة حماس على القطاع عام 2007.

ومؤخرا نجح العشرات من الشبان الفلسطينيين بغزة في الهجرة إلى تركيا ودول أوروبية، لكنهم يعيشون ظروفا لا يحسدون عليها جراء مضاعفة أرقام اللاجئين في دول أوروبا، فيما تحذر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" ومنظمات حقوقية دولية باستمرار من أن غزة حتى عام 2020 لن تصبح غير قابلة للحياة، في ظل الكثافة السكانية الهائلة، والارتفاع الحاد في منسوب الفقر والبطالة بمستويات عالية وصفت بـ"المرعبة".

وأوضح مدير عمليات الأونروا، بوشاك ، مؤخرا أن قطاع غزة بات يعيش أوضاعا مأساوية جدًا جراء الأزمات المتتالية، والتي كان آخرها خصم رواتب الموظفين، وعودة أزمتي الكهرباء والمياه، مؤكدًا على ضرورة إيجاد حلول دائمة وليست مؤقتة لهذه الأزمات، وأضاف أن "غزة تعيش في ظلام دامس، والسكان يعيشون أوضاعًا مأساوية، وكل ذلك سيؤدي إلى فقدان الأمل والتداعيات ستكون دراماتيكية؛ لذلك يجب على الجميع أن يضع ذلك في الحسبان".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شبح البطالة يحصد أحلام الشباب في قطاع غزة شبح البطالة يحصد أحلام الشباب في قطاع غزة



نجوى كرم تُعلن زواجها أثناء تألقها بفستان أبيض طويل على المسرح

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 23:10 2024 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

داليا البحيري تكشف سبب ابتعادها عن السينما
 العرب اليوم - داليا البحيري تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 18:39 2024 الإثنين ,01 تموز / يوليو

دواء للاكتئاب يقلل احتمالات زيادة الوزن

GMT 18:00 2024 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تشيلسي يعلن رسميًا ضم مارك جويو مهاجم برشلونة

GMT 21:12 2024 الإثنين ,01 تموز / يوليو

مطبات جوية شديدة تصيب 30 راكباً
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab