لندن ـ العرب اليوم
شكّل القطاع النفطي رهاناً ناجحاً على مدى العام الماضي، لجأ المستثمرون الدوليون إليه لتحقيق أرباح جيدة في الأسواق المالية حول العالم. إذ لدى وصول سعر برميل النفط إلى ما دون 30 دولاراً في إحدى فترات العام الماضي، انتهز المستثمرون الفرصة الذهبية لشراء كميات ضخمة من الأسهم التابعة لشركات النفط العالمية. وانقلبت الموازين لاحقاً، كي تعطي أسعار النفط زخماً جيداً أعادها إلى الارتفاع، بفضل قرارات منظمة "أوبك" خفض إنتاج الدول الأعضاء.
وهكذا تمكّن المستثمرون الدوليون الذين اشتروا العام الماضي، أسهم شركة "بي بي" البريطانية من تحقيق أرباح بنسبة 84 في المئة، على كل سهم اشتروه. فيما حقق المستثمرون الذين راهنوا على أسهم شركة "بتروباس" البرازيلية، التي تشهد أوضاعاً مالية كارثية اليوم، أرباحاً بنسبة 187 في المئة على كل سهم. ويُلاحظ أن الرهان على أسهم الشركات النفطية الضخمة، الذي نجح العام الماضي، بات فاشلاً هذه السنة في موازاة أوضاع صعبة لأسعار النفط الأميركي "برنت" و "دبليو تي آي". إذ تلاشت الأرباح التي حققها النفط الأميركي العام الماضي.
في سياق متصل، يفيد خبراء الطاقة في جنيف، بأن الدليل الأبرز على ما يحصل من أزمة مالية قاسية في القطاع النفطي، هو مؤشر "ستوكس يوروب 600 أويل أند غاز" الذي خسر 9.7 في المئة من قيمته منذ مطلع العام الحالي. في حين تراجعت أسهم السوق النفطية الأميركية 21 في المئة هذه السنة. ويشير خبراء سويسريون إلى أن الشركات النفطية الأكثر توغلاً في الأسواق المالية العالمية وعددها 20، خسرت أكثر من 100 بليون دولار من رسملتها في السوق، ما يعني إحجام المستثمرين الدوليين ومنهم السويسريون، والمُتوقع أن يُقدم بعض الكبار منهم في زوريخ، عن بيع أسهمهم النفطية بالكامل، في خطوة لم تشهدها سويسرا منذ ثمانينات القرن الماضي.
وكان مفترضاً أن يُسجل انفراج هذه السنة يصب في مصلحة موزانات الشركات النفطية الدولية. لكن بعد عامي 2015 و2016، اللذين شهدا تراجعاً حاداً في سعر برميل النفط وأوضاعاً سيئة في موازنات هذه الشركات، وتوقع خبراء مال تسجيل تحسن في عائدات أكبر 20 شركة نفطية عالمية من 38.5 الى 107 بلايين دولار هذه السنة، يحتاج هذا الارتفاع المنشود إلى معجزة لن تتحقق قبل سنوات.
ورجح خبراء المال أيضاً، أن تبلغ قيمة العائدات 128 بليون دولار العام المقبل، وأكثر من 146 بليوناً عام 2019. لكن الأوضاع العاصفة بأسواق الطاقة، ستدفعهم إلى اختراع نظريات جديدة تتأقلم مع زمن الطاقة الحالي.
أرسل تعليقك