تقترب السعودية من خصخصة قطاع مطاحن الدقيق، حيث من المقرر أن تُعلن المملكة عن الجدول الزمني لخصخصة هذا القطاع خلال الربع الثاني من هذا العام، وسط معلومات تؤكد أن شركات مطاحن الدقيق في البلاد تمثّل فرصة فريدة للاستثمار، فيما يُعد قطاع الدقيق في المملكة أكبر أسواق منطقة الشرق الأوسط.
وفي هذا الخصوص، كشفت "إتش إس بي سي العربية السعودية"، المستشار المالي لعملية البيع ضمن مشروع خصخصة قطاع مطاحن الدقيق، عن آخر المستجدات المتعلقة في الإعداد لعملية الطرح المُحتملة للمستثمرين الاستراتيجيين.
وقالت في بيان صحافي حصلت "الشرق الأوسط"، على نسخة منه الأربعاء: "إلحاقا لورشة العمل التي قامت المؤسسة العامة للحبوب بدعوة عموم الجمهور لحضورها لعرض آخر تطورات مشروع خصخصة قطاع مطاحن الدقيق في المملكة التي عقدت في يونيو (حزيران) الماضي، تُعلن (إتش إس بي سي العربية السعودية)، المستشار المالي لعملية البيع ضمن مشروع خصخصة قطاع مطاحن الدقيق، لعموم الجمهور عن آخر المستجدات في الإعداد لعملية الطرح المُحتملة للمستثمرين الاستراتيجيين".
وأشار البيان الصحافي إلى أنه لضمان جاهزية الطرح المحتمل بما يتناسب مع متطلبات المستثمرين الاستراتيجيين وأهمية القطاع، تم خلال الأشهر الماضية إحراز تقدم كبير في إعداد شركات مطاحن الدقيق لعملية الخصخصة، كما تم تركيز الإعداد على تسريع ثلاثة جوانب رئيسية قبل الطرح المخطط له: أولاً، إنهاء نموذج ونطاق عمل شركات المطاحن بما يتناسب مع مرئيات واستطلاعات الجمهور كما وردت خلال ورشة العمل.
وأكد أنه تم إعداد اللوائح التنظيمية المفصّلة بناء على مسودة نظام قطاع المطاحن ونموذج ونطاق عمل شركات المطاحن، فيما سيتم عرض تلك اللوائح للعموم لاستطلاع مرئياتهم حيالها فور أخذ الموافقات اللازمة عليها، كما تم إعداد قوائم مالية لكل من شركات المطاحن الأربعة المدققة لسنة 2017.
وقامت المؤسسة العامة للحبوب وفريق عمل المستشارين بإحراز تقدم كبير في الجوانب الثلاثة المشار إليها، آخذين بعين الاعتبار مقترحات المستثمرين المحتملين. وأضاف البيان: "من المتوقع الإعلان، خلال الربع الثاني من العام 2018، عن تفاصيل عملية الطرح بما في ذلك الجدول الزمني المحدد لتأهيل المستثمرين ولإطلاق عملية البيع بعد الحصول على الموافقات النظامية من الجهات المختصة".
وأشار البيان الصحافي إلى أنه سوف يُراعى في توقيت هذا الإعلان منح الفرصة الملائمة للمستثمرين المحتملين للإعداد المناسب لعمليتي التأهيل والبيع المحتملتين بين توقيت الإعلان عن الجدول الزمني وبدء عملية تأهيل المستثمرين.
وتمثّل شركات مطاحن الدقيق فرصة فريدة للاستثمار في قطاع الدقيق في المملكة، الذي يُعد أكبر سوق في الشرق الأوسط، كما تمنح فرص التوسع في المنتجات الإضافية لمواكبة متطلبات السوق المحلية.
وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي تستهدف فيه السعودية، أن يساهم ملف التخصيص الذي تعمل عليه البلاد، في زيادة نسبة مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي الإجمالي الوطني بنسبة تصل إلى 65 في المائة، وسط توجه حيوي نحو تفعيل برامج الخصخصة في 10 قطاعات كبرى، منها قطاعات الصحة، والإسكان، والتعليم.
في هذا الشأن، وضع المركز الوطني للتخصيص، في وقت سابق، حجر الأساس لمخطط جديد يعمل على ضمان فاعلية نقل ملكية بعض الكيانات من مختلف القطاعات الحكومية إلى القطاع الخاص، وذلك بالتنسيق مع اللجان الإشرافية التي أنشئت لإدارة أعمال التخصيص في القطاعات المستهدفة بالتخصيص، خصوصا أن أحد أهداف المركز الوطني للتخصيص الذي تم تشكيله مؤخراً، هو تمكين ودعم القطاع الخاص في المملكة.
وتأتي هذه التطورات تماشيا مع توجهات "رؤية المملكة 2030" لزيادة القدرة التنافسية والنمو الاقتصادي في المملكة، حيث تتعاون اللجان الإشرافية مع المركز الوطني للتخصيص لضمان الحوكمة الفعالة وتسهيل النقل الفعال لملكية الأصول الحكومية المستهدفة إلى القطاع الخاص، ومن المتوقع أن تساهم عملية التخصيص في زيادة نسبة مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي الإجمالي الوطني، ليرتفع من 40 في المائة إلى 65 في المائة.
أرسل تعليقك