لندن ـ كاتيا حداد
صرّح بعض الساسة الأوروبيين بأن محاولات "الابتزاز والتقسيم" البريطانية تجاه دول الاتحاد الأوروبي في الفترة التي تسبق مفاوضات الـ"بريكست" ستؤدى إلى كارثة وذلك أثناء حديثهم مع صحيفة "الغارديان". وأضافوا أن نهج حكومة تيريزا ماي سيترك المملكة المتحدة البريطانية دون التوصل إلى اتفاق للتجارة الحرة - مع عواقب وخيمة على البلاد.
ومن المقرر أن تبدأ المحادثات الرسمية الشهر المقبل، ولكن صرّح القادة البرلمانيين، وهم من الحلفاء المقربين للمستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، أن هذه المحادثات خطيرة، وستنتهي بالفشل ما لم تغير بريطانيا ما يقولون إنها تكتيكات "فرق تسد".
ويعتقدون أن الوضع معقدًا بسبب الضغط السياسي والإعلامي المحلي المتشدد في المملكة المتحدة، والتي يقولون إنه يجعل عملية التوصل إلى اتفاق مرضٍ أمر صعب، ويعزز الشعور في لندن بأن البلاد ببساطة سوف تحصل على كل ما تريد.
وذهب تقرير مسرب عن البرلمان الأوروبي اطلعت عليها صحيفة "الغارديان" إلى أبعد من ذلك، متهما بريطانيا بالسعي إلى "تحريك الفاعلين والتخلص منهم " في التصادم الدولي المقبل خلال مفوضات المادة 50، وقد انتشرت هذه النظرة في العديد من عواصم دول الاتحاد. حيث قال المار بروك، العضو الألمانية في الاتحاد الأوروبي، والصديق المقرب والحليف السياسي لميركل إن الحكومة البريطانية لا ينبغي عليها التقليل من قوة عزيمة الاتحاد الأوروبي. وبيّن أن الزملاء أكدوا له أن بريطانيا تسعى لاستمالة أعضاء البرلمان الأوروبي، لكنها ستنتهي بالفشل. وأضاف أن "الحكومة البريطانية تحاول استخدام تكتيك "فرق تسد".
وكان كل من، ديفيد ديفيس، الوزير المختص بمفاوضات الـ"بريكست" والوزير ديفيد جونز قد عقدا عدة اجتماعات مع سياسيين من السويد وفنلندا والدنمارك ولاتفيا واستونيا كجزء من هجوم عالي المخاطر يهدف إلى إيجاد حلفاء أكثر تعاطفا في مواجهة تصلب المعارضة وخصوصا بين الدول الكبيرة. وقد أفادت تقارير يوم الأحد، أن مسؤولي الحكومة البريطانية وكبار الوزراء أرادوا تحويل جزء من ميزانية المساعدات السنوية لبلدان أوروبا الشرقية على أمل الفوز بدعمهم للتوصل إلى اتفاق جيد للتجارة. وبدأ ديفيس الإثنين رحلة إلى استونيا ولاتفيا وليتوانيا لمناقشة خطط البريكست وبناء علاقات مع دول البلطيق. فيما أكد أن زيارته الأخيرة إلى فنلندا والسويد كانت مجرد "للحديث مع حلفائنا القدامى" حول المفاوضات المقبلة. وأضاف:"لدينا الكثير من القواسم المشتركة مع كل من هذه الدول".
أرسل تعليقك