الفرنسيون الأكثر حماسًا في أوروبا لزيادة ضرائب الإنترنت والمعلومات
آخر تحديث GMT23:02:06
 العرب اليوم -

وسط مخاوف أوروبية من ردة فعل انتقامية للرئيس الأميركي دونالد ترامب

الفرنسيون الأكثر حماسًا في أوروبا لزيادة "ضرائب الإنترنت والمعلومات"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الفرنسيون الأكثر حماسًا في أوروبا لزيادة "ضرائب الإنترنت والمعلومات"

المفوضية الأوروبية
باريس - العرب اليوم

أعلنت فرنسا أنها بصدد إنجاز قانون يفرض ضريبة إضافية على شركات الإنترنت وتقنية المعلومات الأميركية، بخاصة "غوغل" و"آبل" و"فيسبوك" و"أمازون"، وذلك بنسبة 3 إلى 5 في المائة من حجم أعمال تلك الشركات في فرنسا. وتأتي المبادرة الفرنسية هذه بعد تعثر تقدم مشروع أوروبي في هذا المجال.

وأكدت مصادر وزارة المال الفرنسية أن تلك الشركات، واستنادًا إلى عملية التفاف، لا تدفع ضريبة في فرنسا إلا بنسبة 9 في المائة من أرباحها المعلنة محليًا، بينما هناك أرباح وفيرة تتحقق في فرنسا وتسجل خارجها لأن الخدمات رقمية عابرة للحدود.

وتكون تلك النسبة ضئيلة مقارنة بتلك التي يفرضها القانون الفرنسي، والبالغة في متوسطها العام 23 في المائة. والمشروع الفرنسي يقضي بشمول كل الشركات العاملة في هذا القطاع اعتبارًا من حجم أعمال سنوي يبلغ 750 مليون يورو وما فوق على المستوى الدولي، و25 مليونا وما فوق على الأراضي الفرنسية، مما يعني أن هذه الضريبة لا تستهدف الشركات الأميركية الكبيرة وحسب، بل كل شركات الإنترنت وتقنية المعلومات بما فيها الفرنسية والأوروبية وغيرها، لأن القانون الضريبي الفرنسي لا يسمح باستهداف شركات بعينها، لذا وضعت "عتبة" من حيث حجم الأعمال حتى تشمل الضرائب أكبر عدد ممكن من الشركات نسبيًا.

ويذكر أن هذا المشروع مستوحى من مشروع فرنسي ألماني أعلن في ديسمبر /كانون الأول الماضي، لكن تعثر التقدم فيه بالنظر إلى التردد الألماني في هذا المجال. ويفترض أن تخضع للضريبة الشركات المستفيدة من إعلانات الإنترنت والتي تبيع خدمات عبر الحدود وتلك التي تلعب دور الوسيط. وذكر مصدر في المفوضية الأوروبية أن الضريبة ستشمل 120 إلى 150 شركة حول العالم، 50 في المائة منها أميركية، و30 في المائة أوروبية، والباقي معظمه آسيوي بخاصة من الصين. ولا يشمل القانون الفرنسي - إذا أقر بصيغته الحالية - إلا أقل من 10 شركات فرنسية وفقًا للمعايير التي وضعت.

وأضافت المصادر الأوروبية المعنية بمتابعة هذا الملف أنه أمام ضغط الرأي العام، وبعدما وضعت بريطانيا مشروعها الخاص بفرض ضريبة على هذا القطاع، فإن الفرنسيين وجدوا أنفسهم مطالبين بالإسراع في هذا الاتجاه، علمًا بأن شركات الإنترنت وتقنية المعلومات الفرنسية تعارض بشدة وتعتبر الضريبة كابحًا لأعمالها الناشئة، وتفقدها التنافسية أمام الشركات العالمية الأخرى بخاصة  الأميركية والصينية منها.

وقال مصدر من تلك الشركات إن منطلق وزارة المال الفرنسية «آيديولوجي» وليس ضريبيًا، لأن الدافعين لإقرار الضريبة يسكنهم هاجس الشركات الأميركية الكبيرة وكيف أنها ناجحة وتتوسع وتسيطر. وأضاف: «إن الساعي لفرض ضريبة على حجم الأعمال ينسى أن كثيرًا من الشركات الناشئة تحقق أعمالًا وإيرادات لكنها لم تدخل دائرة الربح بعد، وفرض ضريبة عليها يعاقبها قبل أن تنجح، ويكبح توسعها ويخفف رغبتها في التوظيف والتطوير».

و أكدت وزارة المال الفرنسية أنها ماضية قدمًا في هذا السبيل الضريبي، إذ لا يعقل أن تدفع الشركات الأميركية الكبيرة ضرائب أقل بـ14 نقطة مئوية مما تدفع الشركات الصغيرة والمتوسطة، فبالنسبة المئوية تدفع المكتبات والمخابز أكثر من الشركات الأميركية»، كما أكد مصدر في الوزارة.

وفي الإحصاءات ولغة الأرقام، فإن حجم أعمال "غوغل" في فرنسا بلغ 325 مليون يورو في 2017. و«آبل» حققت 790 مليونًا، و«فيسبوك» 56 مليونًا، و«أمازون» 380 مليونًا، بينما لم تدفع تلك الشركات مجتمعة ضرائب في فرنسا إلا بواقع 43 مليون يورو.

ويكون في حال طبّق القانون الجديد، فإن الحصيلة ترتفع بنسبة 50 في المائة على الأقل. كما أن الحكومة الفرنسية ترفع شعار العدالة الضريبية لجهة عدم الاستمرار في التمييز بين الشركات من حيث الإيراد الضريبي منها، وهي الآن بأمس الحاجة إلى الإيرادات بعد تفاقم حالة الاحتجاج الشعبي على الوضع المعيشي المتردي بالنسبة لشرائح واسعة من العمال والموظفين والمزارعين وأصحاب الحرف والمتقاعدين.

وتزداد الحاجة إلى فرض ضرائب جديدة بخاصة على الشركات لإرضاء الشارع أيضًا,مع الإجراءات التي أعلنها الرئيس إيمانويل ماكرون لرفع القدرة الشرائية، والتي ستكلف الحكومة 10 مليارات يورو سنويًا

و ترى مصادر أخرى أن ما ستحققه الضريبة الجديدة لا يساوي شيئًا أمام ما أعلنه ماكرون، وأن هذه الضريبة لها آثار جانبية سلبية تفوق إيجابياتها المالية بكثير، لأن المتوقع منها لا يتجاوز الـ150 مليون يورو فقط، علمًا بأن وزارة المال تتوقع 500 مليون يورو سنويًا.

وسيعرض القانون على مجلس الوزراء ثم على البرلمان الشهر المقبل، لكن المصادر المتابعة تستبعد الإقرار السريع لأن دراسات الأثر الحقيقي، المالي وغير المالي، لم تنجز بعد، ويستمر التجاذب بشأن الجدوى الاقتصادية بالإضافة إلى تحذيرات من آثار جانبية تدفع ثمنها الشركات الفرنسية العاملة في هذا القطاع.

ويوجد الخلاف الأوروبي بشأن هذه القضية، فالحماس الضريبي الفرنسي يقابله الأوروبيون ببرودة، لكن الفرنسيين يعولون على الألمان بالدرجة الأولى للمضي قدمًا في ضريبة طال انتظارها، لأن الحديث عنها عمره 3 سنوات على الأقل. والأوروبيون الأكثر معارضة لهذه الضريبة هم الآيرلنديون والدنماركيون والسويديون إلى جانب حكومة لوكسمبورغ، لأن هذه الدول تستفيد من تمركز الشركات الأميركية فيها لتقدم خدمات على المستوى الأوروبي والعالمي منها.

وتستقطب آيرلندا بفضل نسب الضرائب القليلة فيها المقار الإقليمية لتلك الشركات بخاصة الأميركية، مع ما يعني ذلك من آلاف الوظائف المصاحبة. أما دول شمال أوروبا وخصوصًا الإسكندنافية فلا تجد في هذه الضريبة أي حاصل يستحق المعاناة بالنظر إلى صغر حجم الأعمال المراد فرض ضريبة عليها. في المقابل هناك قبول لفرض تلك الضرائب في إسبانيا والنمسا وبريطانيا. ويخشى أوروبيون من ردة فعل انتقامية يرتكبها الرئيس الأميركي دونالد ترامب إذا فرضت ضرائب باهظة على شركات الإنترنت وتقنية المعلومات الأميركية، وهو ما لا يتردد عن فعله عندما يريد عادة، بدليل مناطحته الشرسة للصينيين حاليًا.

قد يهمك أيضاً :

استطلاع للرأي في دول الاتحاد الأوروبي يكشف عن تزعزع الإيمان به

يونكر يشكك بقدرة رومانيا على رئاسة الاتحاد الأوروبي

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفرنسيون الأكثر حماسًا في أوروبا لزيادة ضرائب الإنترنت والمعلومات الفرنسيون الأكثر حماسًا في أوروبا لزيادة ضرائب الإنترنت والمعلومات



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

تعليق التدريس الحضوري في بيروت ومحيطها حتى نهاية العام
 العرب اليوم - تعليق التدريس الحضوري في بيروت ومحيطها حتى نهاية العام

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة

GMT 08:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان

GMT 23:03 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تكسر قاعدة ملكية والأميرة آن تنقذها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab