في إطار دعمه لإزالة الكربون والإسهام في تنفيذ الاقتصاد المصري لاتفاق باريس للمناخ، أعلن البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية عن تقديم قرض بقيمة 80 مليون دولار لصالح مشروع "ايجيبت جرين" (Egypt Green) لتأسيس أول منشأة لإنتاج الهيدروجين الأخضر في البلاد.
وتعود ملكية وإدارة مشروعEgypt Green” " إلى مجموعة من الشركات بما في ذلك شركة Fertiglobe، وهي واحدة من أكبر المصدرين بحراً لمنتج اليوريا والأمونيا، وScatec ASA، وهي شركة إنتاج طاقة مستقلة ومتكاملة مقرها النرويج، وأوراسكوم للإنشاءات، وهي واحدة من أكبر مجموعات الهندسة والإنشاءات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وصندوق مصر السيادي، وهو صندوق استثماري مملوك للدولة يديره القطاع الخاص، رسخ مكانته شريكاً قوياً في مصر.
سيتم استخدام قرض البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية في شراء وإنشاء منشأة للمحللات الكهربائية بقدرة 100 ميجاواط يتم تشغيلها بالطاقة المتجددة. وعند الانتهاء من تطوير المنشأة بالكامل، يتوقع أن يصل إنتاجها إلى نحو 15,000 طن من الهيدروجين الأخضر سنوياً. وسيستخدم هذا الإنتاج بدوره كمُدخل لإنتاج الأمونيا الخضراء لبيعها في الأسواق المصرية والدولية.
والجدير بالذكر أن إنتاج الأمونيا هو عملية كثيفة الطاقة ومسؤولة عن حوالي 1.8 في المائة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية
لذلك، إلا أنها مادة ضرورية للغاية، فهي العنصر الرئيسي في إنتاج الأسمدة النيتروجينية المهمة للغاية لإنتاج المحاصيل الزراعية التي توفر الغذاء لنحو 40% من سكان العالم. ولذلك فإن تقليل كمية ثاني أكسيد الكربون المنتجة أثناء عملية التصنيع هو السبيل لمساعدة العالم على تحقيق أهدافه في الوصول إلى صافي انبعاثات صفري بحلول عام 2050. ويُنظر إلى استخدام الهيدروجين الأخضر، المنتج عن طريق الطاقة المتجددة، على أنه خطوة حاسمة في سبيل تحقيق هذا الهدف.
ويُعد هذا المشروع التاريخي الخطوة الأولى نحو إزالة الكربون من قطاع الأمونيا في مصر، وسيكون بمثابة معيار لمشاريع الهيدروجين الأخضر المستقبلية. كما أنه دليل على إمكانية إزالة الكربون من إنتاج الهيدروجين والأمونيا في أكبر دولة منتجة للأمونيا في إفريقيا، حيث يعتمد الإنتاج الحالي على الغاز الطبيعي، مما ينتج عنه انبعاثات كربونية كبيرة.
وعند عمل المنشأة بكامل طاقتها، سيوفر إنتاج الهيدروجين الأخضر في المنشأة أكثر من 130,000 طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنوياً.
وفي هذا السياق، قالت السيدة نانديتا بارشاد، مديرة مجموعة البنية التحتية المستدامة بالبنك الاوروبي لإعادة الإعمار والتنمية: "نحن فخورون بدعم أول منشأة هيدروجين مبتكرة وصديقة للبيئة في مصر. وستساهم هذه المنشأة في إزالة الكربون من الصناعات كثيفة الكربون في البلاد، وستظهر مدى التزام مصر بقطاع الهيدروجين المزدهر منخفض الكربون، كما تبرز المنشأة الجدوى التجارية لإنتاج الهيدروجين الأخضر، مما يمهد الطريق نحو إزالة الكربون من صناعة الأسمدة وغيرها من الصناعات التي يصعب التخفيف منها في اقتصاداتنا".
من جانبه، قال أندرو تايت، المدير المالي لشركة Fertiglobe: “يسعدنا أن نحصل على دعم البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، والذي يمكّن شركتنا وشركائنا من تنفيذ المرحلة الأولى من هذا المشروع. وسيدعم هذاا القرض أيضاً جهودنا المستقبلية لزيادة قدرة المحلل الكهربائي إلى 100 ميجاواط، في الوقت الذي نعمل للوصول إلى قرار الاستثمار النهائي للمرحلة التالية من المشروع".
وصرحت ريهام البلتاجي، رئيس القطاع المالي في شركة اوراسكوم" تمتد شراكتنا مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية عبر العديد من القطاعات التي لها تأثير إيجابي مباشر على البنية التحتية والتنمية الصناعية. وهذا المشروع بالذات، يمهد الطريق لخلق قطاع الهيدروجين لأول مرة في مصر. وتتطلب مثل هذه المشاريع الجديدة شركاء ماليين أقوياء، لذلك فنحن مسرورون للتعاون مع أخرى مع البنك الأوروبي في هذا المشروع المستدام".
بدوره، قال كريم بدر، المدير التنفيذي لصندوق مصر الفرعي للمرافق والبنية الأساسية: "إن هذا القرض هو شهادة من الجهات المقرضة على جاذبية مصر كمركز للهيدروجين الأخضر. ونحن مسرورون بتلقي أول تمويل للهيدروجين الأخضر من البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية عقب تعاوننا معه على تطوير وصياغة استراتيجية مصر للهيدروجين الأخضر".
من جانبه، أكد ميكيل تورود، مدير القطاع المالي في شركة Scatec ASA لإنتاج الطاقة أن المشروع "هو شهادة على الشراكة الطويلة بين شركة Scatec ASA والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية. ويسعدنا أن يكون لدينا شركاء تمويل أقوياء في مشروع الهيدروجين الأخضر هذا في مصر. ونحن نشهد بالفعل طلباً هائلاً على الهيدروجين الأخضر بدعم من السياسات القوية على مستوى العالم، وأفريقيا هي في موقع مثالي يؤهلها للاستفادة من مصادر الطاقة المنخفضة التكلفة ومن موقعها الاستراتيجي".
يشار إلى أن مصر عضو مؤسس في البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية. ومنذ بدء عملياته في مصر عام 2012، استثمر البنك أكثر من 9.8 مليار يورو في 152 مشروعاً في أنحاء البلاد.
البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية بنك متعدد الأطراف يشجع مبادرات القطاع الخاص وريادة الأعمال في أكثر من 36 اقتصاداً عبر 3 قارات. البنك مملوك لـ 71 دولة، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي، وبنك الاستثمار الأوروبي. تستهدف استثمارات البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية أن تجعل الاقتصادات في المناطق التي يستثمر بها تنافسية وشاملة وجيدة الإدارة وخضراء وقادرة على التصدي للتحديات ومتكاملة.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك