تزايدت الأضرار الناتجة من إعصار "هارفي" على قطاع التكرير الأميركي بعد أن أعلنت شركة "موتيفا إنتربرايز"، المملوكة بالكامل لشركة "أرامكو" السعودية، أنها سوف توقف بالكامل العمل في مصفاة "بورت آرثر" - أكبر مصافي الولايات المتحدة في هيوستن- بسبب الإعصار. وقالت موتيفا في بيان أمس الأربعاء إنها اضطرت لإقفال المصفاة بصورة ذاتية بدءاً من الساعة الخامسة من فجرًا بسبب مياه الفيضانات الناتجة عن الإعصار.
وأضافت موتيفا أن عودة التشغيل في المصفاة مرهون بانخفاض مياه الفيضانات. وتضررت العديد من المصافي في منطقة "بورت آرثر" بالأمس، وانقطعت الكهرباء عن كامل مصفاة شركة "توتال"، كما اضطرت "فاليرو"، وهي أكبر شركة تكرير أميركية إلى إقفال مصفاتها هناك كذلك.
وتوالت الأضرار الناتجة عن إعصار هارفي، ونقلت "بلومبيرغ أمس عن تشك واطسون، وهو أحد المتخصصين في احتساب أضرار الكوارث الطبيعية، أن قيمة الأضرار قد تصل إلى ما بين 60 و80 مليار دولار. وقالت "بلومبيرغ" إن واطسون الذي يعمل لدى شركة "إينكي" في ولاية جورجيا قد احتسب الأضرار بنحو 42 صباح الثلاثاء؛ وآخر اليوم أضاف لها 10 مليارات دولار أخرى، في دلالة على تزايد أضرار الإعصار. وتسبب الإعصار في إقفال جزء كبير من طاقة التكرير الأميركية الموجودة في منطقة خليج المكسيك، وسيؤدي هذا إلى ضعف الطلب على النفط؛ إضافة إلى بقاء المخزونات عالية. وأدى هذا إلى ارتفاع أسعار البنزين، وانخفاض أسعار النفط الأميركي في بورصة نيويورك.
وأوضح مصرف "باركليز" في مذكرة بحثية صدرت أول من أمس أن بيانات المخزونات الأميركية هذا الأسبوع والأسبوع القادم لن تكون دقيقة، وهو ما يعني عدم وضوح البيانات لفترة؛ وهذا سيؤثر على أسعار النفط كذلك التي تتأثر أسبوعياً ببيانات المخزونات. وذكر مصرف "غولدمان ساكس" في تقرير صدر أول من أمس الاثنين أن المخزونات الأميركية من النفط الخام قد ترتفع بنحو 1.4 مليون برميل يومياً إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه حالياً. وقال المصرف إنه وحتى يوم الأحد 27 أغسطس/آب الجاري توقفت مصافي بطاقة تكريرية قدرها 3 ملايين برميل يومياً عن العمل، وهي تشكل نحو 16.5 في المائة من إجمالي الطاقة التكريرية في الولايات المتحدة.
وقالت وكالة بلومبيرغ أول من أمس بناء على بيانات جمعتها من شركات التكرير الأميركية، إن الطاقة التكريرية للمصافي التي أقفلت أبوابها بسبب الإعصار بلغت 2.35 مليون برميل يومياً. وهناك مصافٍ لم تقفل بالكامل، ولكنها أقفلت بعض وحداتها جزئياً وقلصت معدل التكرير... وكان من بين الأخيرة في ذلك الوقت مصفاة شركة موتيفا في بورت آرثر في تكساس، وهي المصفاة الأكبر في الولايات المتحدة بطاقة تكريرية تبلغ 605 آلاف برميل يومياً.
وتتوقع شركة "تيدور بيكرنغ" أن الضرر قد يشمل 25 إلى 30 من إجمالي طاقة التكرير في الولايات المتحدة، خاصة إذا ما تحرك إعصار هارفي نحو ولاية لويزيانا المجاورة لتكساس. ورغم أثره السلبي على أسعار النفط، فإن الإعصار ساهم في رفع أسعار الوقود في الولايات المتحدة. وتراجعت أسعار النفط الخام يوم الأربعاء، بينما ارتفعت أسعار العقود الآجلة للبنزين إلى أعلى مستوى منذ منتصف عام 2015، حيث تسببت الفيضانات والدمار الناجم عن الإعصار هارفي في تعطيل خمس إنتاج المصافي الأميركية تقريبا مما أدى لتعثر الطلب على الخام وتصاعد المخاوف من نقص الوقود.
وقال "غولدمان ساكس" إن مصافي تكرير تنتج 4.1 مليون برميل يوميا تعطلت عن العمل يوم الثلاثاء، وهو ما يعادل 23 في المائة من الإنتاج الأميركي. وقد يتطلب الأمر أسبوعا أو أكثر لاستئناف العمل حتى في ظل أفضل الظروف. وبحلول الساعة 10.17 بتوقيت غرينتش، تراجع سعر خام برنت 43 سنتا إلى 51.57 دولار للبرميل. ونزلت العقود الآجلة للخام الأميركي 25 سنتا إلى 46.19 دولار للبرميل.
وفي سوق المنتجات المكررة، كانت حركة الأسعار أشد حدة. وقالت مصادر مطلعة على عمليات تشغيل المصافي إن أكبر مصفاة في الولايات المتحدة توقفت عن العمل بسبب الفيضانات. وزادت أسعار عقود البنزين الأميركية الآجلة 2.8 في المائة إلى 1.8339 دولار للغالون. وقفزت الأسعار في وقت سابق إلى أعلى مستوى منذ يوليو/تموز عام 2015 لتصل إلى 1.8422 دولار. كما قفزت العقود الآجلة لوقود الديزل 0.9 في المائة إلى 1.6805 دولار للغالون، وبلغت في وقت سابق أعلى مستوى منذ يوم التاسع من يناير/كانون الثاني عند 1.6966 دولار.
وطغى تأثير العاصفة على أحدث بيانات أسبوعية بشأن إمدادات النفط الأميركي التي يعلنها معهد البترول. وقال معهد البترول الأميركي يوم الثلاثاء إن مخزونات النفط الأميركية تراجعت 5.78 مليون برميل في الأسبوع الماضي، مما يوحي بتحسن تدريجي في سوق النفط الأميركية... لكن هذه البيانات لا تعكس تأثير هارفي.
أما تقرير الحكومة الأميركية بشأن المخزونات، والذي أعلنته إدارة معلومات الطاقة الأميركية أمس، والذي تتم مقارنته ببيانات معهد البترول، فقد أظهر أن مخزونات الخام في الولايات المتحدة هبطت هبوطا حادا الأسبوع الماضي رغم ارتفاع إنتاج المصافي، بينما زادت مخزونات البنزين ونواتج التقطير. وانخفضت مخزونات الخام بمقدار 5.4 مليون برميل في الأسبوع الماضي، مقابل توقعات محللين بتراجعها 1.9 مليون برميل.
وذكرت الإدارة أن مخزونات الخام في نقطة التسليم في كاشينغ بولاية أوكلاهوما ارتفعت 689 ألف برميل. وأظهرت بيانات الإدارة أن استهلاك الخام في مصافي التكرير زاد 264 ألف برميل يوميا. وارتفع معدل تشغيل المصافي بواقع 1.2 نقطة مئوية.
وارتفعت مخزونات البنزين 35 ألف برميل، بينما توقع المحللون في استطلاع لـ«رويترز» انخفاضها بمقدار مليون برميل. وأشارت بيانات إدارة معلومات الطاقة إلى أن مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل وقود الديزل وزيت التدفئة، ارتفعت بواقع 748 ألف برميل مقارنة مع توقعات بهبوطها 846 ألف برميل. فيما تراجعت واردات الولايات المتحدة من الخام الأسبوع الماضي بمقدار 851 ألف برميل يوميا.
أرسل تعليقك