تقدم "ليبيا الجديدة" نفسها للشركات الإيطالية، وذلك عبر مؤتمر اقتصادي تستضيفه الخارجية الإيطالية، يوم الاثنين المقبل، يحضره رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، خلال زيارته المرتقبة إلى روما.المؤتمر الاقتصادي "ليبيا الجديدة تقدم نفسها للشركات الإيطالية" يُبرز الاهتمام الإيطالي خاصة، والأوربي عموماً، في أن تكون ليبيا "شريكة في مختلف القطاعات".
ويؤكد ذلك الاهتمام وزير الخارجية الإيطالي لويغي دي مايو، خلال زيارته إلى طرابلس رفقة وفد أوروبي، والذي شدد على مساندة بلاده للحكومة الليبية في مسار إعادة الاستقرار والبناء الاقتصادي في إطار سياسي مستقر.
وطبقاً لما ذكرته تقارير إعلامية ليبية، فمن المقرر أن يشارك الدبيبة رفقة دي مايو في الجلسة العامة، التي يشرف عليها وكيل وزارة الخارجية الإيطالية مانليو دي ستيفانو. وذلك بمشاركة الشركات الإيطالية المؤهلة لتعزيز عملها في ليبيا في مختلف القطاعات.
ويقول عضو الفريق الاقتصادي لمؤتمر برلين حول ليبيا، فوزي عمار، إن "إيطاليا دائماً ما تحتفظ بعلاقة مميزة مع ليبيا"، مشيراً إلى المشروعات والعلاقات الاقتصادية بين البلدين، وخط الغاز الذي يمر عبر "مليته" من ليبيا إلى إيطاليا تحت البحر الأبيض المتوسط، والذي يغطي قرابة نحو 20 بالمئة من حاجة روما للغاز الطبيعي والكهرباء.
ويشير الاقتصادي الليبي في تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية"، السبت، إلى أن "إيطاليا تسعى لتجديد العقود السابقة التي أبرمها النظام السابق مع شركات إيطالية، وكذلك تنفيذ الاتفاقية التي وقعتها إيطاليا مع ليبيا والتي تنص على إنشاء طريق ساحلي يربط الحدود التونسية مع المصرية عبر الشريط الساحلي وهو قرابة 2000 كيلو متر ليذهب من خلال شركة ساليني إمبريغيلو الإيطالية، وفق ما جاء في الاتفاق الذي اعتذرت فيه إيطاليا عن احتلالها لليبيا، مبرزاً في الوقت نفسه "رغبة إيطاليا في أن تكون ليبيا الشريك الاستراتيجي لها في منطقة شمال أفريقيا".
ويشير عضو الفريق الاقتصادي لمؤتمر برلين حول ليبيا، إلى أن "تواجد الشركات الإيطالية في ليبيا قديم جداً"، لافتاً إلى التواجد الكبير جداً لإيطاليا في البحر الأبيض المتوسط، لا سيما في حقل ظهر للغاز مع مصر، علاوة على تواجد روما في الشواطئ التونسية في إطار إنتاج النفط والغاز في تونس "بالتالي هي (إيطاليا) ترى في امتداد المنطقة جنوب المتوسط منطقة استراتيجية ومهمة لها".
ويردف فوزي عمار قائلاً: "لاحظنا الصراع الاستراتيجي الذي بدأ في 2012 و2013 بخصوص الصراع الاقتصادي بين شركتي إيني الإيطالية وشركة توتال الفرنسية (..) إيطاليا تسعى لمزيد من استكشافات النفط وتطوير خط الغاز في الجنوب الليبي، وربما يكون هناك تناغم إيطالي ليبي جزائري في استخراج مزيد من الغاز ليذهب إلى الدولة الإيطالية".
ويتحدث عضو الفريق الاقتصادي لمؤتمر برلين حول ليبيا عن "حاجة إيطاليا للسوق الليبية"، معتبراً أن "حاجة إيطاليا كبيرة جداً للنفط والغاز وأيضا المشروعات التي لها تاريخ طويل في ليبيا، بالإضافة للبضائع والتسويق أو الخط البحري، خاصة أن ليبيا لها وصولية كبيرة لدول أفريقيا جنوب الصحراء، وهي أكثر الدول التي تغذي منطقة دارفور ودول تشاد والنيجر ومالي بالبضائع والخدمات".
ويبرز أيضاً دور آخر مهم وهو "الهاجس الأمني" الذي تخشاه إيطاليا، والمرتبط بـ"الهجرة غير الشرعية" وتدفق الأفارقة إلى إيطاليا وهو ما يعطي أولوية أمنية بالنسبة لإيطاليا للقضاء على هذه المشكلة عبر مساعدة ليبيا؛ من أجل تقليص وتخفيف حدة الهجرة غير الشرعية من أفريقيا إلى إيطاليا عبر الأراضي الليبية، خاصة أن ليبيا هي دولة عبور بحكم موقعها الاستراتيجي.
كل هذه العوامل مجتمعة، بحسب عضو الفريق الاقتصادي لمؤتمر برلين حول ليبيا الدكتور فوزي عمار "تعزز اهتمام الشركات الإيطالية بالسوق الليبية، وكذلك اهتمام دولة إيطاليا بالدولة الليبية بشكل كبير جداً".
وبحث الدبيبة، الجمعة، مع وزيري خارجية إيطاليا لويجي دي مايو، ومالطا إيفاريست بارتولو، ومفوض الاتحاد الأوروبي لسياسة الجوار ومفاوضات التوسع أوليفر فاريلي، سبل إيجاد حلول مستدامة وأكثر شمولية للتخفيف من أزمة تدفق المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا.
أرسل تعليقك