عدن - العرب اليوم
أطلق البنك الدولي ومنظّمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو"، برنامجاً بقيمة 36 مليون دولار، يهدف إلى تقديم مساعدات فورية لما يزيد على 630 ألف شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي في اليمن، أكثر من 30 في المئة منهم نساء، وتعزيز الصمود الزراعي في هذا البلد الذي يعيش نزاعاً. وقدّم البرنامج العالمي للزراعة والأمن الغذائي التابع للبنك الدولي هذه المنحة، لمشروع إعادة تأهيل المزارعين الصغار وتعزيز الإنتاج الزراعي البالغة مدّته 3 سنوات.
وأوضحت "فاو" في بيان صحافي، وجود 17 مليون شخص يعانون من مستويات الطوارئ أو الأزمة من انعدام الأمن الغذائي الحاد فيها، فيما يواجه اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم. وقوّض النزاع المستمر القطاع الزراعي وترك أثراً مدمّراً على الأمن الغذائي والتغذية وسبل المعيشة لدى اليمنيين. وأشارت إلى أنها ستستخدم المنحة لدعم مشاريع ذات أولوية، مثل تلك الخاصة بتوفير الأمن الغذائي وإعادة تأهيل الموارد المائية التي تساهم في زيادة إنتاج المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة، وتحقيق الدخل والتغذية وبناء قدرات أصحاب العلاقة المنخرطين في مشاريع تتصل بهذه المنحة.
وتستهدف المنحة 21 منطقة الأكثر معاناة من انعدام الأمن الغذائي، ويستفيد منها أساساً المزارعون الذين لا يملكون أرضاً ولا ثروة حيوانية أو لديهم القليل منها، والمزارعون أصحاب الحيازات الصغيرة والأسر المتأثّرة بالأزمة أو تلك التي تديرها النساء.
وقال المدير العام المساعد لـ "فاو" الممثّل الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا عبد السلام ولد أحمد، سيكون لهذا المشروع أثر إنساني إيجابي كبير على اليمن، إذ يقدّم دعماً طارئاً ويساعد في بناء صمود الشعب اليمني الضعيف. وباعتبار الزراعة واحدة من أهم القطاعات الاقتصادية في اليمن، اعتبر أن إحياء الأنشطة الزراعية سيؤدّي إلى حصول الناس على مزيد من الغذاء وزيادة الأعمال المدرّة للدخل، ما يعني تعزيز الأمن الغذائي.
ولفت ولد أحمد إلى أن المشروع لا يقتصر على تقديم مساعدة إنسانية فورية، إذ سيدعم الصندوق الاجتماعي للتنمية في اليمن والوكالات الحكومية والمنظّمات المحلية غير الحكومية، ويقوّي إمكاناتها في إعادة بناء قدرات المزارعين اليمنيين الذي فقدوا سبل معيشتهم بسبب النزاع المستمر، وضمان سبل المعيشة لهم خلال السنوات المقبلة.
وأوضح ممثّل "فاو" في اليمن صلاح الحاج حسن، أن منحة البنك الدولي هذه ستساعدنا كثيراً على تقديم حلول زراعية مستدامة، من شأنها تعزيز التنمية الريفية وتأمين الأمن الغذائي، وإعادة تأهيل البنية التحتية للمياه في المجتمعات المحلية وتعزيز بناء القدرات في بلد يعاني فيه ملايين الناس من انعدام الأمن الغذائي. ولم يغفل أن تنفيذ المشروع سيساعد "فاو" أيضاً على دعم مشاريع سابقة، مثل تمكين المرأة التي تشجّعها على الانخراط أكثر في قضايا حل النزاع، ونظراً إلى استمراره، سيساهم هذا المشروع أيضاً في تحقيق الاستقرار.
وتعمل "فاو" حالياً في 13 محافظة، تشمل كل تلك التي يعيش فيها عدد من الأسر التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي. وتهدف المنظمة هذه السنة إلى دعم أكثر من 3 ملايين شخص من أكثر الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي والتغذية في أكثر المحافظات المتأثّرة في اليمن، كما قامت المنظّمة بتطعيم أكثر من مليون رأس ماشية حتى الآن.
أرسل تعليقك