يجتمع مسؤولون من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، الأربعاء، بكثير من الخبراء والمحللين المختصين بـ النفط الصخري، في محاولة من المنظمة لمعرفة المزيد عن أهم لاعب في السوق حاليا خارج "أوبك".
وستجتمع لجنة "أوبك" الاقتصادية ومسؤولو الأمانة العامة للمنظمة، وعلى رأسهم الأمين العام محمد باركيندو، في مقر الأمانة في فيينا، مع آندي هول أشهر تاجر للنفط، إضافة إلى مسؤولين من شركات "شلمبرغير" و"كونوكوفيليبس" ومصارف كبرى، مثل "مورغان ستانلي" و"كريدي سويس" و"سيتي غروب"، ومحللين من "إنيرجي اسبكتس".
ونقلت "بلومبيرغ" عن "شلمبرغير" أن محللها سيأتي للاجتماع بـ"صفة شخصية"، وليس بصفة رسمية.
وهذه ليست المرة الأولى التي يلتقي فيها أعضاء اللجنة الاقتصادية خبراء النفط الصخري، حيث سبق أن اجتمعوا مع أحد مؤسسي الصناعة (مارك بابا) في فيينا، في شهر مايو (أيار)، قبيل الاجتماع الماضي.
ويبدو أن اختيار آندي هول نوع من المفارقة، والسبب في ذلك هو أن هول الذي اشتهر بقدرته على قراءة توجهات سوق النفط المستقبلية لم يعد قادرا على قراءة السوق في السنوات المقبلة بشكل جيد.
وبدلا من المخاطرة بأموال المستثمرين في صندوق التحوط الذي يديره "استناباك 2"، قرر إعادتها بنهاية هذا الشهر "متمنيا لهم التوفيق"، بعد أن مني الصندوق بخسائر 30 في المئة هذا العام، كما عبر في رسالة أرسلها لهم، ونشرتها "بلومبيرغ" في أغسطس/ آب الماضي.
ولكن ما الذي جعل هول، الذي تمكن من قراءة السوق بشكل استثنائي في مطلع العقد الماضي، غير قادر حالياً على مواصلة براعته في هذا المجال؟
يقول هول، في الرسالة، إن النظرة للأسعار في العام المقبل لا تبدو واضحة، وأصبح من الصعب توقع توجهات السوق والأسعار بناء على معطيات العرض والطلب، خصوصاً بعد أن سيطرت عمليات التداول النفطية (التي تجري بشكل إلكتروني وذاتي بناء على لوغاريتمات وصيغ حسابية معقدة) بصورة "محبطة".
ويرى هول أن التداول الإلكتروني في السوق سيستمر بالاعتماد على هذه المنظومات اللوغاريتمية، وهو ما يعني أن الأمر سيطول، كما أن التلميحات التي لمحت لها "أوبك" بأنها ستمدد الاتفاق في العام المقبل "إذا ما دعت الضرورة" علامة على ضعف السوق المتوقع، وليس على قوته.
واكتسب هول شهرته بعد أن تمكن من حصد أرباح ضخمة جداً لشركة "فيبرو" لتجارة السلع التي كان يعمل بها، وكانت جزءاً من مصرف "سيتي غروب" الأميركي. كما كان هول من أوائل المضاربين الذين رأوا في مطلع العقد الماضي أن أسعار النفط ستصل إلى 100 دولار في غضون سنوات، في الوقت الذي كانت الأسعار فيه تتداول عند مستويات 20 دولاراً.
ويرى هول أن النفط الصخري سيصعب من وضع السوق في العام المقبل، إذ إن منتجي النفط الصخري بإمكانهم التحوط من خلال بيع إنتاجهم العام المقبل بأسعار عالية الآن، وهو ما يعني استمرارهم في الإنتاج، والسبب في ذلك هو أن أسعار النفط عند مستوى 50 دولارا تعد مشجعة.
ولكن لا تزال الصورة غير واضحة بالنسبة لإنتاج النفط الصخري حتى مع تحسن الأسعار، إذ إن الحفارات لم تزد في مناطق النفط الصخري بشكل كبير في الأسابيع الأربعة الماضية.
وفي الشهر الماضي، أظهر هارولد هام، رئيس إحدى كبرى شركات النفط الصخري، أن إدارة معلومات الطاقة الأميركية "ليست دقيقة" في توقعاتها حيال النفط الصخري، وأن أرقامها "مبالغ فيها"، مما جعل أسعار النفط الأميركي أقل مما ينبغي.
وأعلنت الحكومة الأميركية أن إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة من المتوقع أن يرتفع في ديسمبر (كانون الأول) المقبل، للشهر الثاني عشر على التوالي، مع بقاء أسعار النفط قرب أعلى مستوياتها منذ منتصف 2015.
وأوضحت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، في تقريرها الشهري عن أنشطة الحفر النفطي، أن تقديراتها تشير إلى أن إجمالي إنتاج النفط الصخري سيرتفع بأكثر من 80 ألف برميل يومياً إلى 6.17 مليون برميل يومياً، وأضافت أنه من المتوقع أن يسجل إنتاج الغاز الطبيعي الأميركي مستوى قياسياً مرتفعاً عند 61.7 مليارات قدم مكعبة يوميا في ديسمبر، بزيادة تبلغ أكثر من 1.3 في المئة عن توقعات الإنتاج لشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، بينما ستكون الزيادة الشهرية التاسعة على التوالي.
أرسل تعليقك