الأزمة الاقتصادية تلقي بظلالها على الظروف المعيشية لموظفي غزة
آخر تحديث GMT14:26:06
 العرب اليوم -

بعد مرور 17 يوما فقط على عدم صرف الرواتب

الأزمة الاقتصادية تلقي بظلالها على الظروف المعيشية لموظفي غزة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الأزمة الاقتصادية تلقي بظلالها على الظروف المعيشية لموظفي غزة

أزمة حكومة غزة الاقتصادية
غزة - العرب اليوم

انعكست أزمة حكومة غزة الاقتصادية، على الأوضاع الاقتصادية والظروف المعيشية للموظفين، على الرغم من مرور 17 يوما فقط على عدم صرف السلطة الفلسطينية لرواتب موظفيها في قطاع غزة، حيث ظهر أثرها سريعا، ما دفع مواطنين إلى ترك منازلهم والشقق السكنية التي يستأجرونها والعودة للعيش في منازل تقيم فيها عائلاتهم بأكملها.

وتعيش أعداد كبيرة من الموظفين إما بالإيجار، الذي يدفع شهريا، أو في شقق سكنية تم شراؤها مقابل دفع أقساط مالية شهرية، عبر قروض بنكية، وكان غالبية هؤلاء، يعيشون قبل الانتقال إلى سكن مستقل، في منازل "العيلة" مع آبائهم وأشقائهم.

ويقول الموظف أدهم أبو عبيد "إن عدم صرف راتبه أسوة بكافة الموظفين، أجبره على ترك الشقة السكنية التي يعيش فيها بالإيجار، منذ أكثر من 7 أعوام، وإنه اضطر حينها، إلى مغادرة منزل والديه بسبب الاكتظاظ الشديد فيه، حيث يعيش 14 فردا، في المنزل المكون من 6 غرف للنوم، إلى جانب غرفة أخرى لاستقبال الضيوف، يضطر شقيقه الأصغر "أحمد" (19 عاما) للنوم فيها لعدم وجود غرفة خاصة به.

ولفت أبو عبيد الذي واظب على دفع الإيجار لصاحب الشقة السكنية شهريا، أن المالك لم يطلب منه الإيجار لمعرفته بالظروف التي يمر بها، لكنه يرى أن استمرار عدم صرف الرواتب، يزيد من الديون المتراكمة عليه، ولن يكون قادرا على سدادها. لكنه أجبره على مغادرة الشقة والعودة إلى منزل والديه.

وأضاف أبو عبيد "لا يمكنني الوفاء بدفع الإيجار شهريا لصاحب الشقة، خاصة أن هناك مبالغ مالية كثيرة مدانا بها لأصحاب المحلات والأثاث وغيرهم"، مشيرا إلى أن الراتب الذي كان يتلقاه شهريا كموظف في السلطة الفلسطينية ويبلغ 2500 شيكل "ما يعادل 600 دولار"، لا يكاد يكفي لتلبية احتياجات المنزل، ودفع الإيجار، وفواتير الكهرباء، والمياه، حيث يبلغ إيجار المنزل وحده 800 شيكل "230 دولارا".

وتختلف إيجارات المنازل والشقق السكنية في قطاع غزة، وتتراوح ما بين 600 شيكل "ما يقابل نحو 170 دولارا" كحد أدنى، وحتى 1200 شيكل "340 دولارا" كحد أقصى، تشمل بعضها فواتير الكهرباء والمياه.

ويقول باسل السر الموظف العسكري في السلطة الفلسطينية، إنه عاد منذ اليوم الأول إلى منزل والديه، بعد انتشار الحديث عن قطع الرواتب عن موظفي السلطة. مشيرا إلى أنه اضطر لإفراغ غرفة كان يعيش فيها شقيقه الطالب الجامعي والسكن فيها.

ولفت السر إلى أن والده سيتحمل من الآن فصاعدا مزيدا من المصاريف وأعباء الحياة، مشيرًا إلى أن اثنين من أشقائه موظفان في السلطة الفلسطينية وباتا بلا دخل معيشي مثله تماما.

وذكر أن أشقاءه يفكرون أيضا بالعودة إلى المنزل، لكن عدم وجود غرف داخل المنزل أجبرتهم على البقاء في الشقق السكنية التي يعيشون فيها منذ سنوات طويلة بالإيجار، مشيرا إلى أن الظروف باتت صعبة جدا وأنهم لا يستطيعون توفير احتياجات عوائلهم.

وقال "عندما كان يصرف الراتب لنا كنا نعاني، ونعيش أكثر من نصف الشهر على الديون، على أمل أن نسددها عند صرف الراتب، ولكن الآن لا يوجد راتب، والمحلات توقفت عن بيعنا، وأصحاب الشقق لن يتحملوا الموظفين كثيرا، لذلك ترك الكثير من الموظفين المنازل التي يستأجرونها هربا من ملاحقة أصحابها وتراكم الديون".

ولفت إلى أن الوضع الاقتصادي الصعب، وانتشار البطالة، وعدم توفر فرص عمل، يفرض جميعه على الموظفين البقاء مكتوفي الأيدي من دون أي حلول، أو وجود فرصة عمل تمكنهم من العيش، وإن كان براتب أقل بكثير مما كانوا يتلقونه.

وأضاف متسائلا "أين نذهب بحالنا وعوائلنا، لا توجد أي حلول، غزة خالية من الوظائف والأعمال، لم يبق أمامنا سوى أن ننضم لجيش البطالة والفقراء".

وباتت مؤسسات حقوقية ودولية تصنف أصحاب الدخل المتوسط في قطاع غزة، ومنهم الموظفون الذين كانوا يتلقون حتى وقت نشر هذا التصنيف، رواتبهم بحسومات مالية تصل إلى أكثر من 40 في المائة، بأنهم باتوا ممن يعانون الفقر المدقع.

وتشهد الظروف الاقتصادية في قطاع غزة تراجعًا حادًا، يلازمه تراجع في الأوضاع الحياتية كافة، ما دفع بعض أصحاب الأملاك والشقق السكنية الحديثة، إلى وقف استكمال عمليات بنائها أو تشطيبها بشكل كامل، لعدم وجود إقبال من المواطنين على حجز شقق للبيع أو للإيجار.

ويقول أحمد المدهون أحد العاملين في مجال العقارات "إن هناك حالة ركود غير طبيعية لم يشهدها القطاع منذ أكثر من 20 عاما"، مشيرا إلى أن هناك عمارات سكنية باتت تخلى من المستأجرين لعدم قدرة من يقطن بها على دفع الإيجار الشهري أو السنوي.

وأشار المدهون إلى أن ثمة موظفين كانوا يعيشون في تلك الشقق ويلتزمون بدفع إيجاراتها، رغم الفترة الأخيرة التي شهدت حسومات على رواتبهم، مشيرًا إلى أنهم بالكاد كانوا يستطيعون توفير احتياجات منازلهم ما دفعهم لاقتصارها على الخضار والأجبان دون الفاكهة واللحوم.

ويشير إلى أن هناك أصحاب أملاك أراضي وعمارات سكنية ألغوا مخططات لبناء المزيد من تلك العمارات والأبراج، لعدم وجود مشتريين أو مستأجرين، مؤكدًا أن الأوضاع في غزة تتدهور إلى الأسوأ، وأنه في حال استمر عدم صرف رواتب الموظفين فإنها ستسوء بشكل كبير جدا.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأزمة الاقتصادية تلقي بظلالها على الظروف المعيشية لموظفي غزة الأزمة الاقتصادية تلقي بظلالها على الظروف المعيشية لموظفي غزة



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:57 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
 العرب اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 11:26 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا يتفقدان سجن صيدنايا في سوريا
 العرب اليوم - وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا يتفقدان سجن صيدنايا في سوريا

GMT 00:21 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

مشروب طبيعي يقوي المناعة ويحمي من أمراض قاتلة
 العرب اليوم - مشروب طبيعي يقوي المناعة ويحمي من أمراض قاتلة

GMT 14:11 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم "الدشاش"
 العرب اليوم - محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم "الدشاش"

GMT 05:19 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

جنوب السودان يثبت سعر الفائدة عند 15%

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 09:06 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

القضية والمسألة

GMT 09:43 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

استعادة ثورة السوريين عام 1925

GMT 09:18 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الكتاتيب ودور الأزهر!

GMT 10:15 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

لماذا ينضم الناس إلى الأحزاب؟

GMT 18:11 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

النصر يعلن رسميا رحيل الإيفواي فوفانا إلى رين الفرنسي

GMT 18:23 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

حنبعل المجبري يتلقى أسوأ بطاقة حمراء في 2025

GMT 21:51 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

انفجار سيارة أمام فندق ترامب في لاس فيغاس

GMT 22:28 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

27 شهيدا في غزة ومياه الأمطار تغمر 1500 خيمة للنازحين

GMT 19:32 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صاعقة تضرب مبنى الكونغرس الأميركي ليلة رأس السنة

GMT 10:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صلاح 9 أم 10 من 10؟

GMT 08:43 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

باكايوكو بديل مُحتمل لـ محمد صلاح في ليفربول

GMT 06:02 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

ريال مدريد يخطط لمكافأة مدافعه روديجر

GMT 00:30 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

25 وجهة سياحية ستمنحك تجربة لا تُنسى في عام 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab