بدء مفاوضات بريكست رسميًا بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا
آخر تحديث GMT15:41:24
 العرب اليوم -

الجانبان يريدان الاتفاق على فاتورة الانفصال ومستقبل آيرلندا

بدء مفاوضات بريكست رسميًا بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - بدء مفاوضات بريكست رسميًا بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا

الاتحاد الأوروبي
لندن - ماريا طبراني

بدأ الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، الإثنين، رسميًا مفاوضات بريكست التي يرتقب أن تستمر لسنتين على الأقل، وسط شكوك حول موقف الحكومة البريطانية التي أضعفت بنتيجة الانتخابات التشريعية الأخيرة، وتفاؤل من طرف وزير الخارجية البريطانية الذي يتوقع "نهاية سعيدة".

وأعلن كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي، ميشال بارنييه، أنّ بريطانيا والاتحاد الأوروبي اتفقا على الأولويات والجدول الزمني لمفاوضات بريكست، بعد جولة أولى من المحادثات الإثنين. وقال بارنييه خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره البريطاني ديفيد ديفيس: "اليوم (أمس)، اتفقنا على المواعيد وعلى التنظيم، وعلى أولويات المفاوضات". واتفق الجانبان أيضًا على عقد جولات مفاوضات شهرية تستمر لمدة أسبوع، وتكون الجولة التالية في 17 يوليو (تموز) حول القضايا الرئيسية لانفصال بريطانيا عن الكتلة الأوروبية.

وقال بارنييه إن الجانبين يريدان الاتفاق على "المبادئ الرئيسية للتحديات الرئيسية لخروج المملكة المتحدة في أقرب وقت ممكن"، بما في ذلك فاتورة الانفصال وحقوق مواطني الاتحاد الأوروبي في بريطانيا ومستقبل آيرلندا الشمالية. وأضاف أن الهدف هو إحراز تقدم يكفي لجعل قادة الدول الأوروبية الـ27 الأخرى يتفقون على الانتقال إلى محادثات حول علاقة مستقبلية مع بريطانيا، بينها اتفاقية تجارية. بدوره، اعتبر ديفيس أن المحادثات انطلقت بشكل إيجابي، آملا في أن يتوصل الطرفان إلى اتفاق سريع حول حقوق المواطنين الأوروبيين الموجودين ببريطانيا والبريطانيين في أوروبا.

واستقبل بارنييه، صباح الإثنين، ديفيس في مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل. وقال بارنييه باللغة الإنجليزية "هدفنا واضح: علينا أولا تبديد الارتياب الذي خلقه بريكست"، مضيفا: "آمل في أن نتمكن اليوم من تحديد الأولويات والجدول الزمني".

من جهته، قال ديفيس: "نحن نبدأ هذه المفاوضات بشكل إيجابي وبناء، ومصممون على بناء شراكة قوية وخاصة" مع الاتحاد بعد بريكست. ودخل المسؤولان بعد ذلك لبدء المحادثات برفقة وفديهما.

وهذا اللقاء الذي يعقد بعد سنة تقريبا على الزلزال الذي أحدثه الاستفتاء البريطاني الذي أيدت بموجبه الغالبية الخروج من الاتحاد الأوروبي، يشكل الانطلاقة الفعلية للمفاوضات المعقدة بين لندن وبروكسل. وبحسب بارنييه، فإن المحادثات يفترض أن تختتم بحلول أكتوبر (تشرين الأول) 2018 لإفساح المجال أمام البرلمانات الأوروبية وبرلمان بريطانيا، للمصادقة على اتفاق الانسحاب وهو مرتقب في نهاية مارس (آذار) 2019.

وعبّر وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، الذي كان من أهم الداعين للتصويت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، عن التفاؤل نفسه مثل ديفيس. وقال عند وصوله إلى اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل: «بالطبع ستكون هناك محادثات حول طبيعة الاتفاق الذي سنبرمه ومحادثات حول المال»، لكن «أعتقد أن كل العملية ستؤدي إلى نهاية سعيدة للطرفين».

وتحدث جونسون أيضا عن «هذه الشراكة الجديدة العميقة والخاصة» التي تريد لندن بناءها مع بروكسل، لكن اجتماع أمس في بروكسل لم يتطرق إلى هذه الأهداف البعيدة المدى.

وخصص اجتماع الإثنين للتنظيم العملي للمفاوضات المعقدة، وانسحاب «منظم» لبريطانيا يرتقب أن يتم في نهاية مارس/آذار 2019، بعد أكثر من 40 عاما من انضمامها إلى الاتحاد في علاقة شابتها تقلبات مستمرة.

كما طرحت بروكسل الملفات الثلاثة التي تريد الدول الـ27 في الاتحاد تحديدها كأولويات، وهي مصير الأوروبيين المقيمين في بريطانيا، والبريطانيين داخل الاتحاد الأوروبي، ومستقبل الحدود الآيرلندية، و"التسوية المالية" لالتزامات لندن حيال الاتحاد والتي تقدر بنحو مائة مليار يورو (111 مليار دولار).

وبدا أن بريطانيا رضخت أمام إصرار الاتحاد الأوروبي على تركيز المفاوضات أولا على هذه المواضيع الرئيسية، قبل التطرق إلى مستقبل العلاقة بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وأي اتفاق تجاري محتمل.

وقال مسؤول أوروبي كبير، وفق وكالة الصحافة الفرنسية، إن «الوسيلة الأفضل (لإنجاح المحادثات) هذا الأسبوع هو إعادة بناء الثقة، وإطلاق عملية بناءة"، معتبرا أن الطرفين «لديهما مصلحة مشتركة هذا الأسبوع، وهي إثبات أننا لا نتجه من كارثة إلى أخرى".

من الجانب البريطاني، تتراكم صعوبات الحكومة البريطانية. فقد أضعف موقف رئيسة الوزراء تيريزا ماي التي عينها حزب المحافظين في يوليو 2016 لتحل محل ديفيد كاميرون الذي بادر إلى اقتراح الاستفتاء. وخسرت غالبيتها المطلقة في البرلمان بعد الانتخابات التشريعية التي جرت في 8 يونيو (حزيران) الماضي، والتي دعت إليها لكي تعزز موقفها التفاوضي. كما تواجه ماي انتقادات شديدة بسبب إدارتها لأزمة حريق برج غرينفيل في لندن، الذي رجّحت الشرطة أن حصيلته بلغت 79 قتيلا.

كما شهدت بريطانيا ليل الأحد إلى الاثنين هجوما وصفته السلطات بأنه «إرهابي»، حين دهست شاحنة مصلين مسلمين قرب مسجد في لندن. ويأتي هذا الهجوم بعد ثلاثة اعتداءات تبناها تنظيم داعش خلال ثلاثة أشهر، بينها اثنان في لندن؛ خلف الأول 5 قتلى في 22 مارس والثاني ثمانية قتلى ليل 3 - 4 يونيو، واعتداء انتحاري في مانشستر في 22 مايو (أيار) أوقع 22 قتيلا.

وصوتت بريطانيا بنسبة نحو 52 في المائة العام الماضي، في حدث غير مسبوق، على إنهاء عضويتها التي استمرت لعقود في تكتل الدول الثماني والعشرين، على خلفية القلق حيال أزمة الهجرة وفقدان السيادة، في استفتاء شكّلت نتائجه زلزالا سياسيا في الداخل وصدمة كبيرة في العالم.

وأثار تلويح بريطانيا بالخروج من دون التوصل لاتفاق قلق العواصم الأوروبية. وقال دبلوماسي رفيع المستوى إن "هناك قلقا كبيرا لدى الأوروبيين الذين يتساءلون كم من الوقت ستصمد (ماي)». وستحظى رئيسة الوزراء البريطانية التي أعلنت عدة مرات أنها تفضل "عدم التوصل إلى اتفاق، على إبرام اتفاق سيئ" مع الاتحاد الأوروبي، بفرصة عرض خططها أمام الدول الأعضاء الـ27 في الاتحاد خلال قمة أوروبية تعقد الخميس والجمعة في بروكسل.

بهذا الصدد، أفاد مسؤول أوروبي كبير بأن معلومات تشير إلى أنها تستعد لتقديم «عرض سخي» بالنسبة لمصير أكثر من ثلاثة ملايين أوروبي يقيمون في بريطانيا. وأوضح مسؤول أوروبي كبير أيضا أن ماي تلقت نصائح بتأجيل مبادرتها، وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف المسؤول: «يخشى كثيرون من أن يعتبر ما تقدمه على أنه (عرض سخي)، سخيا للغاية ما يمكن أن يخلق جوا سيئا جدا».

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بدء مفاوضات بريكست رسميًا بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا بدء مفاوضات بريكست رسميًا بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف حكيمي يمدد عقده مع باريس سان جيرمان حتي عام 2029

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 11:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مستشفى كمال عدوان بدون أكسجين أو ماء إثر قصف إسرائيلي مدمر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab