الأسواق وضعت ينبع السعودية على خارطة التجارة العالمية قديمًا
آخر تحديث GMT12:58:47
 العرب اليوم -

الأسواق وضعت ينبع السعودية على خارطة التجارة العالمية قديمًا

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الأسواق وضعت ينبع السعودية على خارطة التجارة العالمية قديمًا

ينبع السعودية على خارطة التجارة العالمية قديمًا
الرياض - العرب اليوم

لم يكن واقعها صدفة، ولم تكن زينتها وجمالها أيضا، فماضيها الضارب في عمق التاريخ أوجد لها المساحة رغم تراكم السنين وزحمة المدن البارزة اقتصاديا هي كما هي ظلت تفتل جدائلها على البحر الأحمر، وتستقطب زوارها من شتى البقاع، وهي كما هي ظلت المدينة الحالمة.ينبع، مدينة الاقتصاد والجمال التي تجاوز عمرها بحسب المؤرخين أكثر من 2500 عام، وفي كل حقبة تكون فرس الرهان وعرابة الاقتصاد ومنفذ التجارة للقارات الثلاث، إذ لم تغب عنها شمس التجارة وصباحات العمل على شواطئها التي رست عليها مئات المئات من السفن القديمة والحديثة بأشكالها المختلفة.

ويروي المؤرخون، أن اسم ينبع يعود نسبة لتوفر الينابيع التي تزيد عن 99 عينا، وجاءت النخل مرادفة لينبع وترتبط بها بعقد الحياء «الماء» فانتشر النخيل في كل قرى ينبع وتحديدا ينبع النخل، فشكلت نقطة مفصلية في طرق التجارة للشام ومصر قبل 1400 عام، وينمو هذا الدور مع انتشار الإسلام وقدوم الحجيج عبر ينبع النخل.وينبع بشقيها والقابعة في الشق الغربي من السعودية، كتبت تاريخها بسواعد أبنائها والقادمين من مختلف الجهات واستوطنوا فيها، وانتشت المدينة منذ تلك الحقبة بأسواقها القديمة التي كانت مسرحا للبيع والشراء وتصدير البضائع القادمة من المدن القريبة لينيع، عبر ساحلها الغربي الذي كان منفذا إلى مصر والسودان.

أربع أسواق رئيسية شكلت مع ميناء ينبع نقلة اقتصادية وازدهارا للمدينة على مر القرون الماضية، وهو ما يؤكده مختصون في ينبع أن هذه الأسواق شكلت عصب الاقتصاد إذ يفد إليها التجار لعرض بضائعهم في السوق المخصصة لمنتجاتها في ينبع «البحر، والنخل» والتي كانت تغذي جميع الأسواق.وتعد سوق الليل، إحدى أقدم الأسواق على ساحل البحر الأحمر، ويمتد تاريخها إلى مئات السنين، وهي إحدى الوجهات الرئيسية للبحارة والتجار القادمين من أفريقيا إلى ميناء ينبع القديم، وكانت السوق اشتهرت في تلك الحقبة بسوق الليل، كون عمليات الشراء وعقد الصفقات والمقايضة تجري أثناء مغادرة البحارة للميناء، فيما تعد سوق السويق إحدى أهم الأسواق وكانت تخضع لأنظمة رقابية تعتمد على سلامة البيع والشراء لكل وارد وصادر، وتجلب لها البضائع مثل السمن والعسل والأغنام من جميع المناطق المحيطة.

ومكن ميناء المدينة، الذي يبلغ عرض مدخله في الوقت الراهن 250 مترًا وطول القناة الملاحية الداخلية حوالي ميل بحري، وبه (12) رصيف بطول إجمالي (2926) لاستقبال الأنواع المختلفة من السفن بطاقة استيعابية تزيد عن 13 مليون طن سنويا، التجار القادمين من مختلف المدن القريبة من ينبع من تصدير منتجاتهم التي تمثلت في الفحم والتمور والفحم إلى الأسواق المجاورة ومن ثم لدول أفريقيا وآسيا.وقال عواد الصبحي، رئيس لجنة أصدقاء التراث في ينبع ومدير فرع الجمعية السعودية للمحافظة على التراث إن هناك أسواقا قديمة وضعت ينبع على خارطة التجارة الدولية قبل 600 عام وهذه الأسواق أوجدت حركة تجارية مع توافد التجار لتحتضن المدينة 15 وكالة تجارية لتجار من مختلف الأنحاء، وهذه الوكالات لها مستودعات كبرى في تلك الحقبة وعمالة تقوم بعمليات التفريغ والتعبئة في السفن وعمل المزادات على البضائع الواردة والمصدرة.

وأضاف الصبحي، أن هناك أسواقا في ينبع النخل كانت تعمل في أيام محددة، ولعل أبرز هذه الأسواق سوق السويق والجابرية وسوق الجمعة وكان لكل سوق منتوجاتها التي تعرضها ويقبل عليها المستهلك ومنها العسل الذي يفد من «رضوى» والتمر الذي يأتي مع تجار العيص.وتأخذ جميع هذه الأسواق، كما يقول الصبحي، شكلا موحدا في التصميم وتتشابه كثيرا ويكون الاختلاف في العدد، فيما تميزت في القرون الماضية سوق الليل في ينبع البحر، بحكم تخصصها في المنتجات المعروضة ومنها المنتجات البحرية بمختلف أشكالها وأنواعها، والسمن والعسل وتمرة «المجلاد» التي كانت لا تباع إلا في سوق الليل ويقبل عليها التجار والبحارة القادمون من الخارج.

وروى الصبحي، أن أهمية المدينة اقتصاديا فرضت على المدن المجاورة أن تجلب منتجاتها للبيع في ينبع النخل، والبحر، إذ جهزت في قرون ماضية أكثر من ألف بعير بالمنتجات من ينبع وتحركت إلى عدد من المدن وهذا عدد كبير في تلك الحقبة، إضافة إلى أن النحالين كان يقومون بجلب العسل، وآخرون يأتون بالسمن في قراب، ومن ثم تقوم عملية تفريغه في الميناء داخل عبوات معدنية كبيرة يطلق عليها «صفائح التنك» تمهيدا لتصديرها إلى الخارج، إضافة إلى تصدير أنواع مختلفة من المنتجات الزراعية، والفحم البلدي الذي يأتي من العيص وينبع النخل.

قد يهمك ايضا:

"جزيرة النورس" وجهة الباحثين عن الاستجمام في البحر الأحمر

بوغدانوف يستقبل ممثلين عن حركة "سيف الإسلام القذافي"

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأسواق وضعت ينبع السعودية على خارطة التجارة العالمية قديمًا الأسواق وضعت ينبع السعودية على خارطة التجارة العالمية قديمًا



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
 العرب اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 06:36 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
 العرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 05:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
 العرب اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 06:33 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
 العرب اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 09:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

إرهابى مُعادٍ للإسلام

GMT 21:53 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025

GMT 17:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عبدالله بن زايد يبحث آخر التطورات مع وزير خارجية سوريا

GMT 09:50 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أزمات قانونية تنتظر عمرو دياب في العام الجديد

GMT 09:42 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

GMT 21:50 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

دنيا سمير غانم تشارك في موسم الرياض بـ مكسرة الدنيا

GMT 00:35 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

لبنان يتعهد بالتعاون مع "الإنتربول" للقبض على مسؤول سوري
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab