ضغوط اقتصادية طاحنة تضرب لبنان أبرزها  البنزينالتى أحرقت المواطنين بنيران الغلاء
آخر تحديث GMT18:17:51
 العرب اليوم -

تفاقمت الأزمات المعيشية والاجتماعية نتيجة شح المال عبر المصارف

ضغوط اقتصادية طاحنة تضرب لبنان أبرزها "البنزين"التى أحرقت المواطنين بنيران الغلاء

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - ضغوط اقتصادية طاحنة تضرب لبنان أبرزها  "البنزين"التى أحرقت المواطنين بنيران الغلاء

اقتصاد لبنان
بيروت - كمال الأخوي

يُخيّم القلق على اللبنانيين مع تناسل الأزمات المعيشية والاجتماعية وتفاقمها نتيجة شح المال عبر المصارف وتراجع سعر صرف الليرة أمام الدولار، ما أدى إلى انخفاض القدرة الشرائية بمعدل 25 إلى 30 في المئة، وزيادة معدلات التضخم إلى أكثر من 9 في المئة، وإلى غلاء المواد الاستهلاكية ما بين 10 و30 في المئة.

وتدهورت الأوضاع المعيشية في سباق انحداري مع تقلص النمو تدريجياً ليتدحرج بوتيرة أسرع مع انطلاق شرارة الحراك الشعبي في 17 أكتوبر/تشرين الأول، فأرخت ‏بظلها الثقيل على كافة فئات المجتمع اللبناني، حتى ظهرت خلال اليومين الماضيين حالات انتحار عدة، إثر تدهور الوضع المعيشي، طالت شباباً عجزوا عن تأمين لقمة العيش لأولادهم، كان آخرها ما حل بالشاب داني ابي حيدر، الأب لثلاثة أطفال والمعيل لوالديه، الذي أقدم على إطلاق النار على رأسه الأربعاء.

الدولار أساس الأزمة

وبدأت الأزمات المعيشية تطل برأسها بين اللبنانيين مع بروز أزمة شحّ الدولار التي انطلقت في سبتمبر/ايلول الماضي والتي استنفرت مستوردي السلع الاساسية الذين يعتمدون على العملة الخضراء لشرائها. وازدادت تعقيداً بعد إغلاق المصارف أبوابها منذ اندلاع الحراك وعدم التزام مصرف لبنان بالتعميم الذي أصدره لتأمين الدولار للسع الأساسية.

وما فاقم الأزمات المعيشية الإجراءات ‏التقشفية التي اتّخذتها المصارف من أجل المحافظة على موجوداتها من العملة الخضراء، في حين أن سعر دولار السوق ‏السوداء بقي يدور حول 1900 و2020 ليرة مع تفاوت في أسعار الشراء والبيع بين ‏صرّاف وآخر، بحسب ما أكد نقيب الصرافين في لبنان محمود مراد لـ"العربية.نت".

ولفت إلى "أن تراجع سعر صرف الدولار مرتبط بالاستقرار السياسي وتشكيل حكومة جديدة".

ارتفاع جنوني للأسعار

وأدى تراجع سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار إلى ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية بشكل جنوني.

وأوضح نقيب أصحاب السوبرماركت في لبنان نبيل فهد لـ"العربية.نت": "أن أسعار المواد الاستهلاكية كافة ارتفعت بنسبة 10 بالمئة، وهناك أصناف محددة من السلع ارتفعت بنسبة 30 بالمئة".

إلا أنه طمأن إلى "أن عجلة الاستيراد عادت إلى طبيعتها منذ أسبوعين ولو بوتيرة أقل، والأولوية باتت بالنسبة لنا استيراد المواد الأساسية كالحبوب والزيوت على حساب السلع الثانوية أي الكمالية".

رفع سعر ربطة الخبز؟

كما برزت على المستوى الحياتي إشكالية ‏سعر ربطة الخبز، ربطاً بارتفاع سعر الطحين، وكلفة إنتاج ربطة الخبز بسبب ارتفاع ‏أسعار مكوّنات الربطة بالإضافة إلى الطحين.

ومع أن وزير الاقتصاد، استطاع بعد مفاوضات ‏مع أصحاب المطاحن والمستوردين وأصحاب الأفران الإبقاء مؤقتاً على سعر ‏الربطة (1500 ليرة لبنانية أي ما يعادل دولارا أميركيا) كما هو، يبدو أن هذا السعر لن يصمد طويلاً بسبب المواقف المتباينة بين أصحاب الأفران بين من يؤيّد رفع السعر وأخر يدعو إلى تخفيض وزن الربطة.

وأوضح بول منصور صاحب مطاحن التاج، ونائب رئيس نقابة مال القبان لـ"العربية.نت": "إن سعر ربطة الخبز سيرتفع حُكماً إذا استمرت أزمة الدولار، مع العلم أن أسعار الطحين منخفضة عالمياً".

كما قال "الدولة لا تزال تدعم استيراد الطحين بنسبة 85% بالعملة المحلية (بسعر 1515)، أما نسبة الـ15% المتبقيّة فتدفعها الأفران".

ووفق وزير الزراعة، يستورد لبنان سنوياً بقيمة مليارين و700 مليون دولار من الطحين.

البنزين يؤرق اللبنانيين

وليس بعيداً، لا تزال أزمة انقطاع البنزين تؤرق اللبنايين بسبب لجوء الشركات المستوردة للمحروقات إلى إعلان الإضراب أكثر من مرّة بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة وتراجع قدرتها على تأمين العملة الخضراء لتمويل الاستيراد.

ومع أن مصرف لبنان أصدر تعميماً قضى بأن يتم الدفع من قبل المحطات والموزعين بالليرة اللبنانية بنسبة 100% للشركات المستوردة التي تؤمّن الدولار من المصارف بالسعر الرسمي (1515)، من خلال فتح اعتمادات لها بالدولار، كي تتمكن من تسديد ثمن مستورداتها، إلا أن المصرف المركزي لم يلتزم إلا بنسبة 85%، تاركاً تقاسم نسبة الـ15% المتبقية للشركات والمحطات، وهو ما يجعل مصير اللبنانيين معلّقاً على حبل خلافات هذه الجهات وتراجعها عن التزاماتها.

إقفال مؤسسات ومحال تجارية

وتحت وطأة التراجع الحاد في حركة الأسواق التجارية عقب اشتداد أزمة الاقتصاد وزيادة انكماشه في الأشهر الماضية، اضطر عشرات التجار إلى إقفال مئات المحلات التجارية في الأسابيع الأخيرة واللجوء إلى تقليص الأعمال (نصف دوام) وصرف آلاف العاملين، وشمل ذلك مؤسسات عريقة (نحو ثلاثة آلاف) ومحلات شهيرة تابعة لمؤسسات عالمية في مجالات الأزياء والمطاعم واللوازم المنزلية وسواها في مناطق معروفة بنشاطها التجاري في العاصمة بيروت ومدن لبنانية عدة.

وتنوعت هذه الظاهرة بين إقفال نهائي أو إقفال فروع تابعة لشبكات تجارية محلية أو سلاسل وعلامات تجارية أجنبية.

قد يهمك أيضًا

لبنان يتعرض لـ"ضربة" اقتصادية جديدة من "ستاندرد آندبورز غلوبال"

شركة " McKinsey & Co" تقدم اقتراحًا إلى ميشال عون لإنعاش اقتصاد لبنان

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ضغوط اقتصادية طاحنة تضرب لبنان أبرزها  البنزينالتى أحرقت المواطنين بنيران الغلاء ضغوط اقتصادية طاحنة تضرب لبنان أبرزها  البنزينالتى أحرقت المواطنين بنيران الغلاء



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab