لندن - العرب اليوم
ظهرت بالتزامن مع تحسن الظروف الاقتصادية، وانتعاش الأسواق المالية التي شهدتها أوروبا أخيرًا، اختلافات كبيرة على مستوى هذا القطاع شملت كل الأصول في المنطقة، وفي تقرير أخير خاص بمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، ناقش رئيس قسم الاستثمارات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مصرف "جي بي مورغان" غابرييل زانينتي موضوع الانتعاش الأوروبي والفرص المتاحة أمام المستثمرين من خلال التعرض الانتقائي للأخطار الخاصة بالأصول الأوروبية.
وقال زانينتي "أعتقد أن الأصول الخطرة توفر فرصًا حقيقية لجني عوائد جذابة في المنطقة الأوروبية، وذلك استنادًا إلى التوقعات المبشرة للاقتصاد العالمي، وتحسّن الأسواق على الصعيد المحلي. وبعد تسجيلها أداءً مميزًا على مدى السنوات الأخيرة، يبدو أن المنطقة ستدخل فترة ستتنامى فيها أهمية الانتقائية التفصيلية"
وعلى امتداد الأسواق الرئيسة في أوروبا، تعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتحديث سوق العمل الفرنسية، التي تملك القدرة على تعزيز نمو أرباح الشركات الفرنسية التي لا تزال منخفضة مقارنة بمستويات ما قبل الأزمة، وبالأداء الأخير للشركات الألمانية، وأوضح زانينتي "مقارنة بالدول الأوروبية الأخرى، نحن نميل ونحبذ هيكلية عمل سوق الأسهم الفرنسية، فالشركات المحلية تملك ثقلاً أكبر فيها، كما أنها تحتل مكانةً مركزية تؤهلها من الاستفادة من موجة الانتعاش الاقتصادي، إضافة إلى أن توقعاتنا حول أداء المصارف إيجابية، فهي تشكل حصةً كبيرةً من السوق"
وبالنسبة للمستثمرين الذين لا يرغبون في تحمل الأخطار الإضافية لسوق الأسهم، فإن شركات السندات الهجينة ستشكل مصدر عائدات محتملًا بالنسبة لهم، إذ بإمكان المحفظة الاستثمارية المتنوعة لشركات السندات الهجينة تقديم مستوى عالٍ من الأخطار استنادًا إلى موجة انتعاش النمو المتواصلة في قلب أوروبا، وقال زانينتي "عند مقارنتها بالسندات ذات العائد المرتفع، نجد أن عائدات السندات الهجينة الحالية أكثر استقطابًا وجاذبيةً مما سبق، فهي توفر أخطارًا عالية لمصدري السندات على المستوى الاستثماري في قلب أوروبا، لكنها تجني عائدات معتدلة الأخطار وأكثر جاذبية من الأصول الأخرى بسبب البنية الثانوية"
وعلى الرغم من تركيز الاهتمام بالدرجة الأولى على قلب أوروبا، إلا أن التحسينات في الاقتصاد الكلي لم تقتصر على هذه المنطقة فحسب، إذ تستفيد الأسواق الصاعدة في أوروبا من حال الاستقرار التي تشهدها أسعار المنتجات الأولية على الصعيد العالمي، إلى جانب ارتفاع حجم تداولات التجارة الدولية، وتحسن معنويات المستثمرين، وتشهد بولندا وروسيا وتركيا موجة من الانتعاش الاقتصادي، إذ استقرت أسعار صرف عملاتها بعد سنوات من انخفاض قيمتها أمام قيمة صرف عملات الدول المتقدمة.
ولفت زانينتي إلى أنه من الفرص التي أشرنا إليها، الاستثمار في السندات المالية ذات العائد الثابت المقومة بالليرة التركية، التي تجني عائدات كبيرة ومضاعفة خلال فترات استحقاق قصيرة لا تتجاوز السنتين، وذلك عبر سندات تصدرها هيئات سيادية ذات مصالح خاصة، وينطوي هذا النوع من الاستثمار على أخطار أسعار الصرف، فعلى الرغم من أنه من غير المؤكد ارتفاع قيمة الليرة التركية، لكن يبدو أن عصر الانخفاضات السريعة في أسعار الصرف انتهى"
وفي ظل تحسن أداء الاقتصاد الأوروبي وانتعاش الأسواق المالية على مدى العامين الماضيين، يقدم القطاع المصرفي في أوروبا بدوره الكثير من الفرص الانتقائية. وقال زانينتي "عانت المصارف الأوروبية من مشاكل الاستقرار خلال فترة الركود الأخير التي تعرضت لها عام 2012، بسبب عبء الديون المتعثرة، لكن هناك الكثير من الفرص الحالية لجني عائدات جذابة من الاستثمار في الأسهم والأوراق المالية ذات العائد الثابت على حد سواء.
أرسل تعليقك