انقطاعات نادرة للكهرباء في الكويت الغني بالنفط تثير تساؤلات عن الأسباب والحلول

انضمت الكويت رسميا إلى الدول التي تنفذ انقطاعات مخططة للكهرباء تخفيفا للأحمال وقت الذروة وذلك للمرة الأولى تقريبا في تاريخ البلد الخليجي الغني بالنفط، في ظل ارتفاع درجات الحرارة ومساع لاستيراد الطاقة من الخارج وتطوير للقطاع في الداخل.وقالت وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة يوم الخميس إنها ستنفذ قطعا مخططا للكهرباء عن بعض المناطق في البلاد عند الحاجة خلال فترة الذروة تباعا من الساعة 11 صباحا حتى الخامسة مساء لمدة تتراوح من ساعة إلى ساعتين في حال استدعت الحاجة ذلك وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الكويتية.

يأتي ذلك بعد مرور سنوات على إطلاق الكويت رؤية 2035 والتي تضمنت خمسة محاور لتطوير قطاع الكهرباء من أجل تحسين موثوقية التغذية بالطاقة عبر تقليص الهدر الاستهلاكي للكهرباء من خلال مراجعة هيكليات التسعير وإلغاء الدعم الحكومي للمنتجات والخدمات تدريجيا وطرح معايير إنشائية أشد صرامة.

يأتي ذلك إلى جانب تحصيل الفواتير غير المدفوعة كرادع للهدر الاستهلاكي، وتطوير عمليات الوزارة، وتحسين إجراءات التعاقد لزيادة الطاقة الإنتاجية، وتسريع عملية ربط الشبكة الوطنية بالشبكات الأخرى في دول الخليج.

وانقطعت الكهرباء الأربعاء عن 40 منطقة داخل الكويت بعد خروج وحدة توليد كهرباء في محطة الزور الجنوبية بقدرة 300 ميغاوات عن الخدمة، في الوقت الذي لم تكف فيه الطاقة المستوردة من الشبكة الخليجية  لتغطية احتياجات البلاد من الكهرباء. وتصل درجات الحرارة في الكويت بالصيف إلى 50 درجة مئوية في المتوسط.

وكانت الكويت تعاقدت في مايو أيار الماضي على شراء 500 ميغاوات من الكهرباء من خلال هيئة الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون الخليجي المسؤولة عن إدارة نظام نقل يربط بين شبكات الطاقة لجميع دول المجلس الست. وتتضمن شراء 300 ميغاوات من سلطنة عمان و200 ميغاوات من قطر.

وقال خبير الطاقة أحمد الكوح لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) إن انقطاع الكهرباء ناتج عن ارتفاع الأحمال على الشبكة وغياب مشاريع توسعية لزيادة الطاقة الإنتاجية فضلا عن تزايد الاستهلاك بسبب التوسعات العمرانية وعدم وجود ترشيد حقيقي في استخدام الكهرباء.

وعزت وزارة الكهرباء والماء الكويتية انقطاع التيار الكهربائي لعدم قدرة محطات توليد الطاقة الكهربائية على تلبية الطلب المتزايد على الأحمال الكهربائية خلال فترة الذروة، إضافة الى ارتفاع درجات الحرارة مقارنة بنفس الفترات من الأعوام السابقة. وأضافت أنها قامت بقطع مخطط للكهرباء لحماية استقرار المنظومة الكهربائية.

من جانبه قال الكوح إنه يتوقع حلولا سريعة للأزمة سواء على المدى القصير أو الطويل، ومن بينها التعويل على استيراد الطاقة عبر شبكة الربط الخليجي، وتشييد محطات توليد جديدة وتوسعة المحطات الحالية وإشراك القطاع الخاص بشكل أكبر في إنتاج الكهرباء والماء.

وكان مجلس الوزراء الكويتي استمع الأربعاء إلى شرح قدمه وزير الكهرباء والماء والطاقة المتجددة محمود عبد العزيز بوشهري عن أسباب انقطاع التيار الكهربائي، وكلف الوزير بمتابعة المسألة وإيجاد الحلول المناسبة وفقا لبيان صدر عن مجلس الوزراء مساء الأربعاء.

من جانبه قال الوزير إنه تمت الموافقة في 11 يونيو حزيران الجاري على عقود ومناقصات صيانة لرفع كفاءة محطات توليد الطاقة الكهربائية والتي سوف تدخل خلال الأسابيع القادمة تباعا.

وقال المهندس فؤاد العون الوكيل المساعد السابق لقطاع محطات القوى الكهربائية في وزارة الكهرباء الكويتية لوكالة أنباء العالم العربي إن القدرة الإنتاجية للطاقة الكهربائية بالكويت تزيد قليلا عن 19 ألف غيغاوات، وهو معدل كافي لتلبية الطلب وفقا لاحتياجات البلاد الحالية ما لم تخرج أي محطات أو وحدات عن الخدمة.

ووفقا لبيانات وزارة الكهرباء الكويتية، يبلغ الحمل الحالي 15.9 ألف ميغاوات، فيما سجل الحمل الأقصى 16.8 ألف ميغاوات الأربعاء.

وأشار العون إلى أن العوامل المؤثرة سلبا على إنتاج الكهرباء في الكويت حاليا تتركز في عدم توافر قطع الغيار والبطء في طرح المناقصات الخاصة بإنشاء وتوسعة محطات التوليد، ودورة اقرارها وترسيتها وتنفيذها.

وكانت الكويت قد أرست في نهاية ديسمبر كانون الأول الماضي مناقصة بإجمالي 255 مليون دولار لصيانة ست محطات كهرباء وماء، وذلك قبل أن تتوقف أعمال الجهاز المركزي للمناقصات لمدة تصل إلى خمسة أشهر لانتهاء مرسوم تشكيل مجلس إدارته.

وذكر العون أن الربط الخليجي وشراء الكهرباء من دول أخرى حاليا هو الخيار الأكثر فعالية لمواجهة الأزمة التي باتت قائمة، مبينا أن الكويت في 2018 كان لديها خطة لرفع حجم إنتاجها من الكهرباء بالقدرة المركبة إلى 32 غيغاوات بحلول 2030، لكنه استبعد تحقيق ذلك وفقا للمعطيات الجارية.

وأشار إلى أن من بين الحلول المساعدة أيضا قيام الجهات الحكومية بترشيد استهلاك الكهرباء كون مؤسسات الدولة هي المستهلك الأكبر وهو ما يتطلب تنسيقا جديا وعمليا.

وذكر أن هيئة مشروعات الشراكة بين القطاعين العام والخاص دعت قبل فترة الكيانات المؤهلة لتقديم عطاءات لمشروع إنشاء المرحلتين الثانية والثالثة بمحطة الزور الشمالية لتوليد الطاقة الكهربائية وتحلية المياه، والذي يتضمن محطة لإنتاج الكهرباء بقدرة 2700 ميغاوات كحد أدنى، ومياه محلاه بقدرة صافية تبلغ 120 مليون جالون يوميا، مبينا أن مثل تلك المشاريع حال الانتهاء منها ستساهم في تأمين كافة احتياجات الكويت من الكهرباء.

وكانت الكويت قد اهلت في مطلع ديسمبر كانون الأول الماضي ثلاثة تحالفات وشركتين لتنفيذ المرحلتين الثانية والثالثة من محطة الزور الشمالية لتوليد الطاقة الكهربائية وتحلية المياه

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

إعلان هام من وزارة الصحة الكويتية بشأن تأثر المستشفيات بانقطاعات التيار الكهربائي

وزير الكهرباء الكويتي يدعو لترشيد الاستهلاك خلال فترات الذروة بسبب زيادة الأحمال