الرياض ـ رياض أحمد
كشف المستشار التدريبيّ المُتخصّص في مجال إدارة المخاطر عبدالرحمن الزومان، عن وجود 10 مخاطر تُهدّد المشروعات الصغيرة والمتوسطة في السعوديّة، وأبرزها ارتفاع حجم المدينين والمخزون والسحب من الحساب الجاري للمشروع من دون وجود أرباح، وارتفاع المصروفات الثابتة.
جاء ذلك في محاضرة ألقاها الزومان، ونظّمتها "الغرفة التجاريّة الصناعيّة" في الرياض، تحت عنوان "النقاط الحرجة ومخاطر التعثّر في المشروعات الصغيرة والمتوسطة"، مساء الأحد.
ورصد الزومان، الأخطار التي تُهدّد هذه الشركات في نقاط عدّة، منها ضعف الكفاءة والخبرة الإداريّة، وتراكم الديون نتيجة ضعف المبيعات، والإفراط في الاستدانة، والتركيز على منتج واحد أو عميل واحد أو مورد واحد، وغياب الأنظمة المالية والمحاسبية التي تضبط معاملات وحسابات المشروع، كما تُعد الخلافات بين الشركاء، أحد أبرز أسباب تفكك وسقوط المشروع، وعدم تهيئة الصف الثاني من القيادات، وأخيرًا عدم القراءة الجيدة للسوق ومتابعة مؤشراتها باستمرار، مشددًا على ضرورة السيطرة عليها وفق المعايير الدوليّة وإدارة السيولة بطريقة حذرة وأسس سليمة.
وشدّد المستشار التدريبيّ المتخصّص في مجال إدارة المخاطر، على أهمية التنبؤ بالمخاطر المحتمل وقوعها في المشروعات الصغيرة والمتوسطة في المجالات المالية والإنتاجية والإدارية والتسويقية، وضرورة متابعة مؤشراتها قبل وقوعها وتفاقمها، مطالبًا بإيجاد إدارة جيّدة للمخاطر في كل مشروع، بهدف دراستها وتحليلها ووضع السيناريوهات والخيارات الأفضل للتعامل معها قبل استفحالها والوصول إلى الوضع الحرج، الذي يُهدّد ببلوغ المشروع نقطة اللاعودة وتعثره وفشله في معالجة الأزمة، وإصابته بالخسائر التي تدفعه إلى الإفلاس والخروج من السوق.
وأشار الزومان، إلى أن تعزيز أنظمة استشعار المخاطر في المشروعات الصغيرة والمتوسطة لا يسهم فقط في حماية أصحابها والعاملين فيها والحفاظ على أموالها، ولكن أيضًا لما تمثله هذه المشروعات كرافد مهم للاقتصاد السعوديّ، حيث تشكل أكثر من 90 في المائة من إجمالي عدد المنشآت الاقتصادية في المملكة، مؤكّدًا أن "الإدارة الناجحة للمنشآت تعني قدرتها على التنبؤ وتحسّس المخاطر ودراستها وتحليلها، ووضع خطط العلاج بأقل تكلفة وفي أقصر وقت، وأن إدارة المخاطر والأزمات في الكيانات الاقتصادية في الدول المتقدمة لم تُعد أمرًا متروكًا للاجتهادات العشوائيّة من قبل أشخاص غير مُتخصّصين، وأن الإدارة الناجحة، أصبحت علمًا واسعًا وتطبيقًا يحتاج إلى التخصّص والكثير من الدراسات والدورات المتخصّصة، مع أهمية عامل الجرأة في اتخاذ القرار السليم لمعالجة المخاطر في الوقت الصحيح.
ولفت المتخصّص السعوديّ، إلى أهمية اللجوء إلى ما يُعرف بـ"مصفوفة المخاطر"، التي تمثل تطبيقًا عالميًّا لتشخيص وكشف المخاطر واستشرافها قبل وقوعها، موضحًا أنها "تُحلّل وتستقصي المشكلات التي تهدّد كيان المنشأة".
من جهته، أكّد عضو مجلس أمناء مركز الرياض لتنمية الأعمال الصغيرة الدكتور نواف المسرع، على ضرورة تطوير كفاءة إدارة المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتحسين بيئة عملها، وتزويد القائمين عليها بأفضل الوسائل والآليات الإنتاجيّة والإداريّة والتسويقيّة.
أرسل تعليقك