بغداد – نجلاء الطائي
تسعى شركة "رويال داتش شل"، إلى الانسحاب من حقل مجنون النفطي في العراق، حيث بدأت وزارة النفط العراقية عمليات لوضع اللمسات الأخيرة على تخارجها وذلك وفقا لرسالة من الوزارة ومسؤولين نفطيين.
ووصل رسالة إلى وحدة "شل" في العراق، تحمل توقيع وزير النفط العراقي جبار اللعيبي مؤرخة في 23 آب/ أغسطس، تحمل الموافقة للشركة الإنكليزية الهولندية على الإنسحاب من حقل مجنون.
وقالت رسالة الوزارة التي اطلع "العرب اليوم" على نسخة منها "نحن نحترم رغبتكم وقراركم السعي إلى نهاية مقبولة لحصة شل العراق في مجنون"، وأكد ثلاثة مسؤولين نفطيين عراقيين ومهندس عراقي كبير يعمل مع شل في مجنون صحة الرسالة.
وتريد "شل" التركيز على مجالات الأنشطة الأعلى عائدًا مثل الغاز المسال وإنتاج النفط بالمياه العميقة في البرازيل وخليج المكسيك، وذلك في ظل هبوط أسعار النفط منذ 2014 إلى أقل من النصف
وتعمل الشركة البريطانية الهولندية في العراق منذ أكثر من مئة عام ولم تجن في السنوات الأخيرة سوى فوائد مالية محدودة من مشاركتها في إنتاج النفط بالعراق حيث تتلقى مستحقاتها في صورة نفط خام لكن ليس لها صوت مسموع فيما يتعلق باستراتيجية الإنتاج بحسب المصادر، كما ذكرت المصادر أن "شل" مازالت ترى قيمة في تطوير أنشطتها بقطاع الغاز في العراق ولا ترغب في بيع تلك الأصول.
وشكل العراق نحو 4.4 في المئة من إجمالي إنتاج شل من النفط والغاز في 2015 بحسب تقرير الشركة السنوي للعام الماضي.
وتبرز خطوة بيع أصول نفطية الصعوبات التي يواجهها العراق في جهوده الرامية لزيادة إنتاج الخام حيث ترى شركات النفط الأجنبية مثل شل أن شروط عقود الخدمة غير جذابة، وتدير شل حقل مجنون العملاق بالقرب من البصرة في جنوب العراق والذي بدأ الإنتاج في 2014.
ووقع العراق عقودًا مع عدد كبير من الشركات النفطية الكبرى منذ نحو ست سنوات مع خروجه من عقوبات وصراعات داخلية استمرت لأعوام، وتريد بغداد مبدئيا منافسة السعودية بزيادة إنتاجها ليتجاوز عشرة ملايين برميل يوميًا من الخام لكن العقبات الإدارية والفساد وضعف البنية التحتية كلها عوامل تسببت في تأخر مشروعات بما أدى لانخفاض توقعات إنتاج النفط إلى النصف.
ورغم ذلك ارتفع إنتاج العراق كثيرًا في الآونة الأخيرة إلى نحو 4.7 مليون برميل يوميا حيث بدأت بعض المشروعات تؤتي ثمارها، ويحث العراق الشركات الأجنبية ومن بينها "بي.بي" و "لوك أويل" و "إكسون موبيل" و "شل" وشركة البترول الوطنية الصينية (سي.إن.بي.ٍسي) على زيادة استثماراتها بما يمنحه مزيدًا من المكاسب في الإنتاج.
وتحوز "شل" حصة قدرها 45 في المئة في حقل مجنون النفطي الذي تديره بموجب عقد خدمة فنية ينتهي أجله في 2030 بحسب تقريرها السنوي لعام 2015، وتحوز شركة النفط الوطنية الماليزية بتروناس حصة قدرها 30 في المئة في الحقل بينما تحوز الحكومة العراقية الحصة المتبقية البالغة 25 في المئة.
وبلغ الإنتاج من حقل مجنون 206 آلاف برميل يوميًا في المتوسط في 2015، وتملك "شل" أيضًا حصة قدرها 20 في المئة في حقل غرب القرنة 1 الذي تديره إكسون.
أرسل تعليقك