خطة الرئيس الأميركي لخفض الضرائب على الشركات تثير مخاوف عالمية
آخر تحديث GMT21:42:59
 العرب اليوم -

تهدف إلى إعادة الاستثمارات الموجودة في الخارج إلى البلاد

خطة الرئيس الأميركي لخفض الضرائب على الشركات تثير مخاوف عالمية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - خطة الرئيس الأميركي لخفض الضرائب على الشركات تثير مخاوف عالمية

الرئيس الأميركي، دونالد ترمب
واشنطن - يوسف مكي

أثارت خطة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، لخفض الضرائب على الشركات في الولايات المتحدة، مخاوف من قيام سباق جديد في العالم لخفض الضرائب، قد يتسبب في عواقب اجتماعية وخيمة، وفق رأي الخبراء.

ويعتزم البيت الأبيض، وفق الخطة التي وصفها مستشار ترامب الاقتصادي، غاري كون، بأنها أهم قانون لخفض الضرائب منذ 1986، وأحد أكبر التخفيضات الضريبية في التاريخ الأميركي، تخفيض الضرائب على الشركات من 35% إلى 15%، والهدف منها، وفق وزير الخزانة، ستيف منوتشين، هو إعادة مئات مليارات الدولارات الموجودة خارج البلد لاستثمارها في الولايات المتحدة، وتوفير الوظائف.

ويسعى الرئيس ترامب، من خلال خطته الإصلاحية، إلى تحقيق نمو اقتصادي سنوي بنسبة 3%، إلا أن الخطة المرتقبة منذ فترة طويلة، التي لم يكشف منها سوى بعض الخطوط العريضة دون الخوض في التفاصيل، قد تواجه معارضة شديدة في "الكونغرس"، بما في ذلك من بعض الجمهوريين، على خلفية خلاف حاد بين الأعضاء بشأن زيادة العجز المالي المرتفع أساسًا، كما أثارت الخطة انتقادات منظمات غير حكومية وجمعيات غير ربحية.

وقالت المتحدثة باسم منظمة "أوكسفام"، مانون أوبري، في تصريحات إلى "وكالة الصحافة الفرنسية": "الخطة قد تؤدي إلى تسريع السباق في المنافسة الضريبية على صعيد عالمي، وسندفع جميعًا الثمن، حين تقرر أقوى دولة في العالم تخفيض عائدات الضرائب إلى هذا الحد، فقد تحذو دول أخرى حذوها، ما سيؤدي إلى خلل تترتب عليه عواقب هائلة على مجتمعاتنا". وحذرت من أن تراجع العائدات الضريبية قد يجعل من الصعب على الحكومات دفع نفقات الضمان الصحي والمساعدات الاجتماعية، وغيرها من الالتزامات، دون زيادة العجز في الميزانية. وفي سعيها إلى تعويض العجز، قد تعمد الحكومات، وفق أوبري، إلى زيادة ضريبة القيمة المضافة التي تُنتقد في أغلب الأحيان، لما تتسبب فيه من أعباء ضريبية غير متناسبة في حق الأقل ثراء. وأوضح المحامي المتخصص في الأمور الضريبية، جان بيار ليب، أن تخفيض الضرائب على الشركات في الولايات المتحدة سيثير توترَا بين الدول.

وتعتبر الضرائب على الشركات في الولايات المتحدة حاليًا الأعلى بين دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، تليها فرنسا، حيث حيث تبلغ النسبة فيها 34%، ثم بلجيكا، بنسبة 33%، وأستراليا، بنسبة 30%. ويبلغ متوسط الضرائب على الشركات في دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية حالياً نحو 24%، غير أن عددًا من الدول قررت خفض معدلات الضرائب على الشركات، سعيًا إلى تحسين بيئة الأعمال وجعلها أكثر جاذبية للشركات.

وفي هذا السياق، تعتزم بريطانيا تخفيض المعدل من 20% إلى 17% في 2020، في قرار اتخذ قبل خطة ترامب، وجاء استجابة للمخاوف من أن تفقد بريطانيا قدرتها على اجتذاب الشركات بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي. وكشفت بعض الصحف البريطانية عن خطط لخفض الضرائب إلى 15% لمساعدة البلاد على مواجهة عواقب الخروج من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، لكن يبدو أن رئيسة الوزراء، تيريزا ماي، استبعدت مثل هذا التخفيض الكبير في الوقت الحاضر.

أما فرنسا، فتعتزم تخفيض نسبة الضرائب على الشركات من 34% إلى 28% في 2020، كما تنوي دول أخرى، بما فيها إيطاليا وإسرائيل، اتخاذ تدابير مماثلة. وقال المحامي جان بيار ليب: "ما نشهده هو حركة هروب إلى الأمام"، مشيرًا إلى المجر، التي ستخفض الضرائب على الشركات من 19% إلى 9% ، مضيفًا: "حتى إذا نجح ترامب في تنفيذ خططه، فإن دولاً مثل آيرلندا استخدمت ضرائبها المتدنية لاجتذاب شركات أجنبية مثل، غوغل وآبل، وتتوقع أن تبقى جاذبة لهذه الشركات".

وقالت مجموعة الضغط الكبرى للأعمال في آيرلندا "آيبيك" إن الاقتراحات الأخيرة قد تشكل بعض الضغط على آيرلندا، من حيث قدرتها التنافسية، مبينة أنه حتى إذا نجحت الولايات المتحدة في تطبيق تخفيض ضريبي كبير، فإن العرض المتاح للشركات الأميركية للاستثمار في آيرلندا يبقى جذابًا. وعبرت وزارة المال الآيرلندية عن الرأي ذاته، وقال مصدر في الوزارة، في تصريحات إلى وكالة الصحافة الفرنسية، إن كون آيرلندا عضوًا في الاتحاد الأوروبي سيبقى عاملاً أساسيًا لاجتذاب استثمارات أجنبية مباشرة من الولايات المتحدة، وبلدان أخرى.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خطة الرئيس الأميركي لخفض الضرائب على الشركات تثير مخاوف عالمية خطة الرئيس الأميركي لخفض الضرائب على الشركات تثير مخاوف عالمية



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:33 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 العرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 20:15 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
 العرب اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 العرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:21 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى عيد الجهاد!

GMT 13:15 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 7 جنود إسرائيليين في تفجير مبنى مفخخ جنوب لبنان

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد تكالة يُنتخب رئيساً للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم

GMT 08:02 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 13:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

برشلونة يعلن إصابة أنسو فاتي وغيابه 4 أسابيع

GMT 11:44 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيتنام أيرلاينز" بصدد شراء 50 طائرة في النصف الأول من 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab