بلجيكا تبدأ معركة مكافحة التمييز والعنصرية في سوق العمل
آخر تحديث GMT20:36:36
 العرب اليوم -

وسط تزايد استهداف المهاجرين غير الأوروبيين

بلجيكا تبدأ معركة مكافحة التمييز والعنصرية في سوق العمل

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - بلجيكا تبدأ معركة مكافحة التمييز والعنصرية في سوق العمل

بلجيكا
بروكسل - العرب اليوم

تعود المؤسسات الحكومية في بلجيكا إلى العمل، الثلاثاء، عقب انتهاء عطلة عيد الفصح الإثنين، ومع عودتها للعمل يبدأ التطبيق الرسمي لإجراءات للكشف عن العنصرية والتمييز في سوق العمل، والتي دخلت حيز التنفيذ اعتبارًا من 1 أبريل/ نيسان الجاري.
 
ومن خلال الإجراءات الجديدة، سيتمكن المفتش الاجتماعي من التظاهر بأنه أحد العملاء أو عامل محتمل في شركة، من أجل فضح التمييز المزعوم من جانب الشركة التي تستهدفها الرقابة وفقًا للقانون المتعلق بأحكام التوظيف المختلفة، والتي نشرت يوم 15 يناير/ كانون الثاني الماضي، وجرى إعطاء مهلة للتطبيق الرسمي. وبعد تقديم شكوى أو تقرير، وبعد إجراء تحقيق في بيانات، يتم التركيز على مؤشرات موضوعية للتمييز، وستتاح الفرصة للمفتشين الاجتماعيين لتقديم أنفسهم كعملاء أو عملاء محتملين أو عمال محتملين للتحقق مما إذا كان التمييز القائم على معيار محمي قانونيًا قد تم أو يتم الالتزام به.
 
وفي ديسمبر/ كانون الأول 2016، قرر وزير العمل في حكومة بروكسل ديدير جوسين، إجراء اختبارات عملية للكشف عن التمييز العنصري في سوق العمل، ومواجهة هذا الأمر. ويتضمن الاختبار تقديم طلب باسم شخص بلجيكي وآخر باسم شخص من أصول أجنبية للحصول على فرصة للعمل في عدد من الشركات والمصانع، وإذا ثبت أن بعض الشركات تقوم بالرفض التلقائي للطلبات التي تحمل أسماء أجنبية، سيتم اتخاذ إجراءات ملاحقتهم قضائيًا.
 
ولكن ووفق الإعلام البلجيكي، فإن وزير العمل في حكومة العاصمة بروكسل لم يكن متأكدًا من قانونية إجراء هذه الاختبارات، ولهذا قرر الاستعانة برأي مجلس الدولة وهو أعلى هيئة قضائية استشارية في البلاد. وفي الوقت ذاته، فإنه بالتنسيق مع الفعاليات ذات الصلة بقطاع سوق التشغيل، جرى الإعلان وقتها أن هناك نية لاتخاذ خطوات مماثلة من جانب فيليب ميوترز، وزير العمل في حكومة المنطقة الفلامانية من البلاد، وهي المنطقة القريبة من الحدود مع هولندا والتي تضم ما يزيد عن نصف سكان البلاد.
 
وقال برونو ديليل، رئيس المجموعة البرلمانية للخضر في برلمان بروكسل، إنه سعيد جدًا بهذا التحرك، وأن الوزير خوسين بادر بالخطوة الأولى في هذا الاتجاه، مشيرًا إلى أن «الدراسات تظهر أنه خلال الأعوام الماضية كان هناك حضورا للتمييز العنصري في سوق العمل البلجيكي وبشكل واضح".
 
وفي النهاية، أدت كل هذه التحركات إلى التوصل لاتفاق بشأن إجراءات جديدة تتضمن التفتيش للكشف عن وجود أي مظاهر للعنصرية والتمييز في سوق العمل، وفي نهاية عام 2015، تلقت بلجيكا انتقادات خارجية بسبب التقصير في إدماج المهاجرين في سوق العمل، وترتب على ذلك تزايد خطر الفقر بين هؤلاء، بحسب ما جاء في تقرير صدر عن منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي، والتي أكدت بأن نسبة توظيف العاملين من أصول مهاجرة غير أوروبية تقل بمقدار 10 في المئة، عن نسب توظيف المحليين، مشيرة إلى أن «المشكلة ليست ضعف المؤهلات لدى هذه الشريحة»، وفق التقرير.
 
ويتحدث التقرير عن «تمييز واضح» تمارسه مكاتب العمل، بضغط من الشركات وأصحاب الأعمال، ضد الأشخاص من أصول مهاجرة غير أوروبية. كما يشير إلى وجود تعقيدات إدارية ومؤسساتية تعرقل دخول غير الأوروبيين إلى سوق العمل في بلجيكا، «والنتيجة هي ارتفاع معدلات الفقر والتهميش الاجتماعي في أوساطهم»، موضحًا أن نسبة الفقر في أوساط المهاجرين غير الأوروبيين ترتفع بمقدار ثلاثة أضعاف عما هي لدى المحليين، ونوهت المنظمة إلى ضرورة الاهتمام بشكل خاص بعنصر الشباب من بين أبناء المهاجرين، وهو الأكثر تعرضًا للتهميش والتمييز حاليًا.
 
وفي تصريحات صحافية، قالت البرلمانية البلجيكية السابقة، فوزية طلحاوي، وهي من أصل مغربي، إن «الأزمة المالية التي عرفتها أوروبا لعبت دورًا كبيرًا في تفاقم العنصرية بشكل كبير، وظهرت المعاناة واضحة في سوق العمل والسكن والتعليم ومجالات أخرى، ولا يقتصر الأمر على بلجيكا وحدها، فعلى سبيل المثال من الواضح تزايد ظاهرة الإسلاموفوبيا أوروبا خلال الأعوام الأخيرة... ويعيش في بلجيكا مليون مسلم، لا بد على الساسة هنا أن يضعوا ذلك في الاعتبار لأنهم أصبحوا جزء من المجتمع، ولا بد من حل مشاكلهم ومنها العنصرية».

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بلجيكا تبدأ معركة مكافحة التمييز والعنصرية في سوق العمل بلجيكا تبدأ معركة مكافحة التمييز والعنصرية في سوق العمل



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:17 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عبدالله بن زايد يبحث مع جدعون ساعر آخر التطورات في المنطقة
 العرب اليوم - عبدالله بن زايد يبحث مع جدعون ساعر آخر التطورات في المنطقة

GMT 14:00 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
 العرب اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة  بالروسي

GMT 10:38 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

المشهد في المشرق العربي

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 15:07 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

كاف يعلن موعد قرعة بطولة أمم أفريقيا للمحليين

GMT 19:03 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

فيروس جديد ينتشر في الصين وتحذيرات من حدوث جائحة أخرى

GMT 13:20 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

برشلونة يستهدف ضم سون نجم توتنهام بالمجان

GMT 02:56 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مقتل وإصابة 40 شخصا في غارات على جنوب العاصمة السودانية

GMT 07:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 08:18 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مي عمر تكشف عن مصير فيلمها مع عمرو سعد

GMT 10:42 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 09:44 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

الصحة العالمية تؤكد أن 7 ٪ من سكان غزة شهداء ومصابين

GMT 08:54 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

محمد هنيدي يكشف مصير مشاركته في رمضان

GMT 23:13 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 5.5 درجة على مقياس ريختر يضرب مدينة "ريز" في إيران

GMT 08:44 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

بشرى تكشف أولى مفاجآتها في العام الجديد

GMT 09:35 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

شهداء وجرحى في قصف متواصل على قطاع غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab