الجزائر ـ ربيعة خريس
شدّد الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، اليوم الجمعة، في رسالة بعث بها بمناسبة الذكرى المزدوجة لتأسيس الاتحاد العام للعمال لجزائريين وتأميم المحروقات، قرّها نيابة عنه المستشار برئاسة الجمهورية محمد علي بوغازي، على ضمان القدرة الشرائية للعمال الجزائريين والتكفل بأوضاع الطبقة المعوزة، ومن جهة ومن جهة أخرى ضبطها للسوق وحماية المستهلكين من جحيم المضاربة واستنزاف مداخيلهم وتدهور مستوى معيشتهم.
وبعث رئيس الجزائر، برسالة إلى المواطنين الجزائريين، قال فيها إن الجزائر "ستظل بلد العزة والكرامة لجميع أبنائها, بلدا يضمن الحق في العيش الشريف لجميع مواطنيه ومواطناته, بلدا حريصا على حقوق عاملاته وعماله, وكذلك متقاعديه, بلدا حريصا على ضمان مستقبل أجياله الصاعدة. وطالب عبد العزيز بوتفليقة الجهاز التنفيذي للدولة بالاستمرار والإسراع في تنفيذ البرامج الوطنية للإصلاحات في مختلف المجالات الاقتصادية والإدارية.
وثمّن عبد العزيز بوتفليقة دور العمال إبان الثورة التحريرية المظفرة وفي مسيرة تشييد الوطن وكذلك في الدفاع عنه خلال فترة المأساة الوطنية. وقال إن الطبقة الكادحة كانت خلال ثورة أول نوفمبر/تشرين الثاني "خزانا للوطنية والمجاهدين ومصدر تضحيات جسام تجسدت في استشهاد عشرات الآلاف من عمالنا ورمزهم الشهيد عيسات إيدير".
وأشاد رئيس الدولة الجزائرية، بمساهمة العمال في تأمين الاستقلال المالي لثورة أول نوفمبر/تشرين الثاني "استقلالا فريدا من نوعه، استقلالا ماليا مكّن من استقلال كفاحنا التحريري فيما يتعلق بقراراته السيدة"، ووصف الروح الوطنية " بركيزة تجنيد عمال قطاع المحروقات عندما قررت الدولة الجزائرية تأميم هذه الثروة الوطنية". وأكد أن العمال الجزائريين ضمنوا نجاح قرار الثورة لتأميم المحروقات في عهد كانت فيه مثل هذه الإجراءات تحديا للشركات النفطية العالمية القرار الذي جاء لاستكمال استرجاع سيادة الجزائر كاملة غير منقوصة". وعاد من جهة أخرى للحديث عن المأساة الوطنية قائلا إن العمال والعاملات قضوا سنوات المأساة الوطنية "لإبقاء الجزائر واقفة واقتصادها مستمرا في وسط الخراب والدمار والإرهاب ".
وأكد أن كل العاملات والعمال في الصف الأمامي عندما علت صيحة الوطن للدفاع عنه وإنقاذه من الدمار والانهيار, كان كذلك العمال والعاملات واقفين وملتزمين لاحتضان خيار الوئام المدني ثم خيار السلم والمصالحة الوطنية, خيارات تشتق من قيم ديننا الحنيف, خيارات ترتكز على وحدة شعبنا, خيارات كانت ذلك الجسر الذي انتقلت به الجزائر من المأساة والآلام إلى مسرح البناء والتشييد والسلم والإخاء".
أرسل تعليقك