جنيف ـ سامي لطفي
تعقد الأمم المتحدة مؤتمرًا رفيع المستوى في جنيف، الثلاثاء، لجمع التبرّعات للتصدّي للأزمة الإنسانية في اليمن، ويشارك في استضافته كل من حكومتي سويسرا والسويد.
وقال المدير القُطْري لبرنامج الأغذية العالمي في اليمن، ستيفن أندرسون، إن البرنامج يتطلّع إلى المؤتمر، الذي سيُعقد برعاية الأمم المتحدة، وبدعم من الحكومتين السويدية والسويسرية، لحشد دعم فوري لليمن. ووصف الوضع في اليمن بأكبر أزمة إنسانية في العالم، معربًا، في بيان صحافي، عن قلقه من تدهور الأزمة أكثر، في حالة عدم توفير الدعم الكافي.
وأضاف: "سيدعو البرنامج خلال المؤتمر إلى توفير موارد فورية ومرنة، للاستجابة لحاجات الأمن الغذائي، وإلى تقديم دعم متكامل من كل القطاعات الإنسانية، لنتمكّن من تحقيق أثر أفضل في استهداف الأشخاص الأشد احتياجًا، بشكل أفضل، كما سنطالب بإتاحة الوصول إلى المحتاجين في كل أنحاء البلد، دون عوائق، مؤكدًا أن المؤتمر ينعقد في وقت حرج جدًا بالنسبة إلى اليمن، خصوصًا بعد إعلان نتائج المسح الذي أجراه البرنامج، في منتصف مارس / آذار الماضي، عن وضع الأمن الغذائي في البلد.
وشدّد أندرسون على الحاجة الماسة إلى موارد فورية، لمساعدة نحو 17 مليون شخص، معربًا عن أمله بتوفير موارد طارئة للتخفيف من حدّة الأزمة الإنسانية، مبينًا أن الصراع في اليمن، بين الحكومة الشرعية والميليشيات الانقلابية، قاد البلد إلى الأزمة الإنسانية الكبرى في العالم، مع وجود 6.8 مليون شخص على حافة المجاعة.
وأكد أن نحو 17 مليون شخص في اليمن، أي ثلثي السكان، يعانون من انعدام الأمن الغذائي، ما يشكل ارتفاعًا يبلغ ثلاثة ملايين شخص، مقارنة بحزيران / يونيو، الماضي، قائلاً: "علينا أن نلفت الانتباه إلى الجوع المتزايد، والحاجة إلى الاستجابة إلى هذا الجانب سريعًا، ووسع البرنامج نطاق عمله، في إطار استجابته للحالة، إذ أطلقنا عملية جديدة، بدأت في مطلع الشهر الجاري، واستهدفت 9.1 مليون شخص من الأكثر معاناة من انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية، في أنحاء اليمن، بكلفة بلغت نحو 1.2 مليار دولار لتغطية، حاجات العام المقبل".
وأعرب أندرسون عن أمله أن يدعم المجتمع الدولي، الذي سيكون حاضرًا في المؤتمر، عملية ضخمة بهذا الحجم، وأن يتفهم الصعوبات التي يواجهها البرنامج فيما يتعلق بالوضع الأمني. وأشار إلى أن ما يزيد الأمر سوءًا تضاعف الأزمات الإنسانية حول العالم، ما يُثقل كاهل المجتمع الدولي، الذي يتعامل مع أزمات لا تحدث تباعًا، بل متزامنة". قائلاً: "توجد نداءات إنسانية أخرى كثيرة موجّهة إلى دول أخرى، وهناك دول يمكن أن تواجه مجاعة، مثل نيجيريا والصومال وجنوب السودان، والتي تواجه في الواقع المجاعة، ولدينا سورية والعراق، والكثير من الدول الأخرى"، وأضاف: "كل ذلك فرض ضغطًا كبيرًا على المجتمع الدولي، ونحن نفهم ذلك بالتأكيد، ولكننا في الوقت ذاته نقدّر كثيرًا مجتمع المانحين، الذي لا يزال يولي اهتمامًا لحاجة الشعب في اليمن".
وأعلنت الناطقة باسم برنامج الأغذية، إيميليا كاسيلا، في تصريح إلى وكالة "رويترز"، أن هناك ظروفًا تشبه المجاعة في اليمن، مبينة أن تلك الظروف تتضح في مناطق مثل تعز والحديدة ولحج وأبين وصعدة، في ظل صعوبة الوصول إلى تلك المحافظات. وقالت: "تلك المحافظات هي التي لها أولوية، ففيها أحياء في مناطق ظروفها تشبه المجاعة"، مضيفة أن الأسر في تلك المناطق تتلقى حصصًا غذائية كاملة.
وأشارت إلى أن هناك نحو 6.7 مليون شخص في اليمن مصنفون بأنهم في المرحلة الرابعة من المقياس الدولي للأمن الغذائي، فيما تشكل المرحلة الخامسة المجاعة. وقالت: "نحتاج حقًا إلى التحرك الآن قبل أن تسقط البلاد في حالة مجاعة بشكل رسمي".
أرسل تعليقك