تضمن بيان مجلس الوزراء, المنبثق عن أول اجتماع عقده الرئيس الجزائري, عبد العزيز بوتفليقة مع الحكومة الجديدة المنبثقة عن الانتخابات النيابية التي جرت يوم 4 مايو / آيار الماضي, دعوة الرئيس إلى العمل على تثمين أكبر لكافة الموارد والثروات التي تزخر بها الجزائر بما فيها المحروقات الأحفورية التقليدية والطاقات المتجددة.
وأعادت هذه الدعوة إلى الواجهة، الجدل الذي شهدته الجزائر منذ أكثر من ثلاثة سنوات حول توجهها نحو استغلال الغاز الصخري، وأثار هذا القرار احتجاجات عارمة في عدة محافظات جنوبية بسبب المخاطر البيئية والصحية التي تحوم حوله.
وتحتل الجزائر المرتبة الثالثة عالميًا من حيث احتياطي الغاز الصخري في العالم من حيث الموارد المسترجعة تقنيا للغاز الصخري والمقدرة بـ 707 تريليونات قدم مكعب حسب التصريحات التي أدلى بها المدير العام السابق لشركة سونطراك المملوكة للدولة الجزائرية أمين معزوزي.
وتتوفر الجزائر على سبعة أحواض رئيسية مهمة تحتوي على الغاز الصخري، حسب دراسة أنجزت من طرف وزارة الطاقة الأميركية بالتعاون مع الشركة الأميركية للموارد الدولية المتقدمة. وفي عام 2014, رخصت الجزائر للقيام بعمليات الحفر التجريبي للبحث عن الغاز الصخري. وليست هي المرة الأولى التي يفتح فيها الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة, هذا الملف في اجتماع مجلس الوزراء, في وقت تبقى أعمال التنقيب عن الغاز الصخري مجمدة, وقال في وقت سابق أن الحكومة مجبرة على معرفة حجم الكميات التي يحتوي عليها باطن الأرض الجزائري من النفط والغاز الصخري, للتخطيط للمراحل المستقبلية للبلاد.
وألمح بيان مجلس الوزراء, إلى رغبة الجزائر في التوجه لاستغلال المحروقات الأحفورية غير التقليدية وكذلك الطاقات المتجددة بطريق أكثر فاعلية، نظرا لتراجع سعر البرميل ونزوله حتى تحت السقف المرجعي المحدد في موازنة 2017 والمقدر بـ50 دولار.
وقال مدير مخبر الطاقات المتجددة البروفيسور شمس الدين شيتوري, اليوم الخميس, لدى نزوله ضيفًا على القناة الإذاعية الحكومية, إن مستقبل الجزائر يكمن في صحرائها, فيمكن أن تصبح صحراء الجزائر كاليفورنيا ثانية, مشيرًا إلى وجود عدة مصادر للطاقة التي تحتاج للاستغلال, على غرار الطاقة الحرارية والطاقة الكهرومائية فضلًا عن الغاز الصخري "الذي يقدر احتياطه بنحو 20 ألف مليار متر مكعب، والذي سيأتي يومًا نقوم فيه باستغلاله دون الإضرار بالبيئة ".
وأوضح الخبير الاقتصادي عبد الرحمان مبتول, في تصريحات لـ" العرب اليوم " أن مستقبل الجزائر يكمن في التوجه نحو الطاقات البديلة والاعتماد على الغاز الصخري للخروج من التبيعة للبترول, وأوضح المتحدث أنه رفع تقريرًا العام الماضي للرئيس الجزائري حول تقنيات جديدة ستسمح باستغلال الغاز الصخري بدون إحداث أضرار بيئية.
أرسل تعليقك