جدل اقتصادي متزايد بسبب زيادة معدلات الضرائب في لبنان
آخر تحديث GMT00:10:31
 العرب اليوم -

مع مخاوف من ارتفاع تكاليف المعيشة وبخاصة التعليم

جدل اقتصادي متزايد بسبب زيادة معدلات الضرائب في لبنان

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - جدل اقتصادي متزايد بسبب زيادة معدلات الضرائب في لبنان

زيادة معدلات الضرائب
بيروت - العرب اليوم

تواصلت في لبنان المواقف المتحفظة عن سلسلة الرتب والرواتب والرافضة زيادة معدلات الضرائب على رغم مصادقة المجلس النيابي عليهما، في ظل اقتصاد لن ينمو أكثر من 1.7 % لهذه السنة، ويعوّل أصحاب هذه المواقف، وهم من مجتمع الأعمال والخبراء، من دون استثناء المواطنين المتخوّفين من ارتفاع كلفة المعيشة عمومًا وتحديدًا كلفة التعليم، على إعادة النظر في الضرائب، قبل توقيع رئيس الجمهورية ميشال عون القانون وسلوكه إلى الجريدة الرسمية، بحيث يُؤخذ جديًا بالحد من الهدر في الإنفاق، الذي يتكشّف حجمه مع نهاية كل اجتماع للجنة المال والموازنة النيابية التي تكثّف جلساتها يومياً لإنجاز المشروع.

وتركّز اللجنة في مناقشاتها على تحديد مكامن الخلل لجهة النفقات، باتجاهها إلى إجراء تخفيضات في موازنات الوزارات، للتخفيف من العجز. وهي سترفع توصياتها في شأن مكامن الخلل إلى الحكومة لأخذها في الاعتبار، ومعالجتها في مشروع موازنة 2018 ، المتوقع أن تنهيه وزارة المال الشهر المقبل.

 
ومن جانبه تحدث النائب ياسين جابر، العضو في لجنة المال والموازنة، عن رأيه في المواقف الرافضة هذه الضرائب ومدى تأثيرها، فأكد وجود "مبالغة في تأثير الزيادات في الضرائب على ذوي الدخول المتوسطة والمحدودة، لأنها تصيب في معظمها القطاعات الميسورة والمصارف والشركات"، وشدد على أن رفع نسبة الضريبة على القيمة المضافة واحد % "لن تنعكس على المستهلكين، لأن معظم السلة الاستهلاكية المتعلقة بذوي الدخل المحدود معفاة من هذه الضريبة". واستبعد إلغاء هذه الزيادة موضحاً أن الأمر "ليس مطروحًا"، كاشفًا عن اتجاه لدى لجنة المال والموازنة النيابية، إلى "خفض الموازنات في بعض الوزارات، إما لعدم إمكان صرفها هذه السنة بعد مرور أكثر من سبعة أشهر منها، وإما لأنها مخصصة لدعم جهات ومؤسسات غير مهمة ويمكن إلغاؤها، وبالتالي يمكن أن يؤدي ذلك إلى تحقيق وفر في الموازنة".

وذكر أن "العجز في الموازنة هذه السنة يصل إلى 7200 بليون ليرة، ويندرج العمل على تحقيق وفر في الإنفاق في إطار تقليص هذا العجز وليس تمويل السلسلة فقط"، لذا اعتبر وجود ضرورة "لمعالجة أسباب هذا العجز وأهمها بحسب رأي غالبية الخبراء، الهدر في قطاع الكهرباء بتمويل العجز في مؤسسة الكهرباء بقيمة 2300 بليون ليرة لهذه السنة، حتى مع انخفاض سعر برميل النفط إلى 45 دولارًا"، كما اقترح "إمكان تحقيق وفر خلال العام المقبل من خلال تنفيذ قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص، الموجود حاليًا على جدول أعمال الهيئة العامة للمجلس، والذي قد يُغني الموازنة عن تخصيص نسبة السبعة % لتمويل المشاريع الاستثمارية وتحديداً البنية التحتية".

وبالنسبة إلى الضريبة على المبيعات العقارية، فأوضح جابر أن هذه الضريبة "فُرضت بمعدل 15 % من الأرباح، على الأشخاص الطبيعيين الذين يحققون أرباحًا لدى بيع أي عقار، ويُعفى منها المواطن الذي يملك مسكنًا في بيروت وآخر في مسقط رأسه أو مركز اصطيافه"، فيما أشار إلىضريبة الـ2 % على تسجيل العقارات، بقوله أنها "ليست إضافية بل هي من ضمن رسم التسجيل البالغ أصلاً 5 % من قيمة العقار، بحيث بات يتوجب دفع نسبة 2 % من أصل الخمسة لدى إجراء عملية الشراء، مع إمكان تسديد نسبة الـ3 المتبقية في فترة 10 سنوات"، لذا فإن هذا الرسم "ليس إضافيًا بل يساعد ذلك على السرعة في إدخال الرسم إلى الخزينة"، وإذ كان المواطن لدى شرائه أي عقار يتريث في التسجيل، ويشجع هذا القرار على إجراء عمليات تسجيل العقارات.

وعدّد جابر إيجابيات إقرار سلسلة الرتب والرواتب، مؤكدًا أنها "ستعيد إحياء الطبقة الوسطى في لبنان، وستساعد الكتلة النقدية التي ستُضخ في السوق على تحريك القطاع العقاري على مستوى الشقق الصغيرة والمتوسطة، من خلال ازدياد الإقبال على الشراء بفعل تحسين القوة الشرائية لدى الطبقة الوسطى، بحيث سيتمكن الموظفون من الحصول على قروض سكنية نتيجة ارتفاع دخولهم كما ستزيد وتيرة الاستهلاك للسبب ذاته".

ويختلف رأي كبير الاقتصاديين في مجموعة "بنك بيبلوس" نسيب غبريل، قائلاً :"ليس صحيحاً أن الطبـقات الفقيرة والمتوسطة مُستثناة، لأن الزيادة في الضريبة على القيمة المضافة وعلـــى المعاملات ستؤدي إلى تضخم لا يفرّق بين الطبقات". وكان الأجدى "الذهاب إلى معالجات أخـــرى لزيادة الإيرادات وتغطية كلفة السلسلة، بمكــافحة التهرّب الضريبي المُستَفحِل في لبنان وتفعيل الجباية في قطاعات كثيرة مثل الكهرباء وميكانيكا السيارات وغيرها". وكشف أن "تقديراتنا المحافِظة تشير إلى قدرة الخزينة على زيادة مدخولها بقيمة بليون دولار سنويًا، في حال اعتُمدت هذه الإجراءات".

وعن زيادة الضريبة على المصارف وعلى فوائد الودائع، استهجن "استهداف" القطاع المصرفي، مشيرًا إلى مداخيل إضافية للخزينة هذه السنة من ضريبة الدخل على واردات الهندسة المالية للمصارف التي "بلغت 750 مليون دولار وسددتها المصارف في أيار (مايو) الماضي"، ولاحظ أنها "لم تظهر في بيانات وزارة المال حتى الآن، لأنها لم تنشر أي بيانات عن أداء المالية العامة خلال هذه السنة"، أما ارتفاع الضريبة على فوائد الودائع، فاعتبر أنها "ستطاول آلاف اللبنانيين المتقاعدين، لأن هذه الفوائد تشكّل المصدر الوحيد لدخل هذه الشريحة من اللبنانيّين"، مضيفًا أن التدابير المذكورة، القوانين غير المطبّقة أو المطبقة جزئيًا التي في حال طُبِقَت "تؤمّن مداخيل إضافية للخزينة".

وعن إيرادات الأملاك البحرية، شدد على ضرورة "حل المشكلة من أساسها بدلاً من فرض غرامات لأن من شأن ذلك أن يُحقق مداخيل ضخمة"، كما اعتبر أن مشروع الموازنة الذي يُدرس حاليًا، "يفتقر إلى رؤية اقتصادية تحدد أولويات المالية العامة وبالتالي السياسة الضريبية، لتأتي من ضمن قرارات محاسبية يُستسهل فيها فرض الضرائب واستهداف القطاعات الناجحة وتحديداً القطاع المصرفي".

وأكد غبريل أن "أحًدً لا يعارض تصحيح مداخيل شريحة أساسية من المجتمع اللبناني"، متخفّظًا عن "شمول جميع الموظفين والعمّال والمتعاقدين في القطاع العام بهذا التصحيح، إذ كان يجب أن يسبق إقرار السلسلة إصلاح إداري شامل يعالج الفائض من الموظفين الذين يتقاضون رواتب ولا يداومون، كما وضع العمال غير المنتجين، واتخاذ قرار يفضي إلى التقاعد المبكر لهذا العدد الكبير منهم، كي تُمنح السلسلة لأولئك الذين يستحقونها في مقابل عملهم بكفاءة وإنتاجية جيدة". ولم يغفل أيضاً ضرورة "تقويم أداء الموظفين لمعرفة مَن يستأهل الحصول على السلسلة"، ولافتًا إلى مشكلة أخرى تتمثل بـ "عدم معرفة عدد الموظفين في القطاع العام، وهو يتراوح بين 200 ألف و230 ألفًا و270 ألفًا مع المتقاعدين في كل الأسلاك"، معتبرًا أن "العدد كبير بأي معيار"، مشددًا على ضرورة "إجراء إحصاء دقيق عن العدد لمعرفة الكلفة الحقيقية للسلسلة".

وعن رأيه في كلفة السلسلة المتداولة، رأى غبريل أن "الأرقام المُعلَنة كانت 1200 بليون ليرة، ثم ارتفعت إلى 1800 بليون ليرة". وقال "لا توجد أرقام دقيقة عن كلفة السلسلة لسبب بسيط، يتمثل بعدم تحقيق دراسة اكتوارية تظهر الكلفة ليس فقط لهذه السنة والعام المقبل، بل أيضاً على المديين المتوسط والطويل، خصوصاً في ما يتعلق بمعاشات التقاعد التي تستمر عائلة المتقاعد في الاستفادة منها من جيل إلى آخر".

وفي ضوء هذه الأرقام غير الدقيقة، طرح "علامة استفهام حول عجز الموازنة وحجم أعباء الخزينة من النفقات، إذ سيباشَر دفع السلسلة في أيلول المقبل، وفق ما أُعلن". وبغض النظر عن الأمور التقنية، كعدم إدراج السلسلة في الموازنة، "ستتحمل الخزينة هذه النفقات، وسيصب ذلك في عجز الموازنة والمالية العامة، وبالتالي سيؤدي إلى ارتفاع الدَين العام".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جدل اقتصادي متزايد بسبب زيادة معدلات الضرائب في لبنان جدل اقتصادي متزايد بسبب زيادة معدلات الضرائب في لبنان



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:02 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء
 العرب اليوم - أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء

GMT 18:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش اللبناني يعلن مقتل جنديين في ضربة إسرائيلية
 العرب اليوم - الجيش اللبناني يعلن مقتل جنديين في ضربة إسرائيلية

GMT 01:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العنف فى المدارس !

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 02:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العُلا... لقطة من القرن الثامن

GMT 08:22 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل جندي إسرائيلي من لواء كفير برصاص قناص شمال قطاع غزة

GMT 07:19 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 4.7 درجات يضرب أفغانستان في ساعة مبكرة من اليوم

GMT 13:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مستوطنون يحتلون مسجداً ويبثون منه أغنيات عبرية

GMT 06:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يحذّر من حقبة "تغيير سياسي كبير" بعد فوز ترامب

GMT 13:36 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"تسلا" تستدعي 2400 شاحنة من "Cybertruck" بسبب مشاكل تقنية

GMT 22:39 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سقوط قنبلتين ضوئيتين في ساحة منزل نتنياهو

GMT 16:54 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد فهمي ضيف شرف سينما 2024 بـ 3 أفلام

GMT 14:15 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد أمين يعود بالكوميديا في رمضان 2025

GMT 14:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

هند صبري تكشف سر نجاحها بعيداً عن منافسة النجوم

GMT 07:39 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية تقتل 20 فلسطينياً في وسط وجنوب قطاع غزة

GMT 18:37 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت التعليق على الطعام غير الجيد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab