تراجع الدولار الأميركي بينما ارتفعت سندات الخزانة إثر انسحاب الرئيس جو بايدن من سباق الانتخابات الرئاسية، ودعمه لنائبته كاميلا هاريس للترشح بدلاً منه. وعلى الجانب الآخر، ارتفعت السندات الصينية بعدما قرر البنك المركزي خفض سعر الفائدة.انخفض العائد على السندات السيادية الصينية لأجل 10 سنوات بنحو نقطتين أساس بعدما قرر بنك الشعب الصيني خفض سعر الفائدة قصير الأجل لأول مرة منذ نحو عام، مما عزز دعم النمو. فيما صعدت العقود المستقبلية للسندات القياسية ذات أجل 10 سنوات إلى مستوى قياسي.
في المقابل، تراجعت الأسهم الصينية مما أدى إلى زيادة الخسائر في أسواق المنطقة الممتدة من اليابان إلى أستراليا، خاصة في ظل ضعف قطاع التكنولوجيا. وانخفض سهم شركة "تايوان سيميكوندوكتور مانوفكتشورينغ" بنحو 3.3%. فيما ارتفعت العقود المستقبلية للأسهم الأميركية.
ضغوط على الاقتصاد الصيني
قالت ميشيل لام، الخبيرة الاقتصادية لمنطقة الصين الكبرى في بنك "سوسيتيه جنرال" (Societe Generale)، لتلفزيون بلومبرغ، إن تخفيف السياسة النقدية الصينية يعكس "اعترافاً بوجود ضغوط هبوطية هائلة على الاقتصاد"، مضيفة أن "هذا يشير أيضاً إلى عزم صناع السياسات النقدية على دعم الاقتصاد".
تراجع مؤشر بلومبرغ الفوري للدولار بنسبة 0.1%، كما انخفض عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات بنحو نقطة أساس واحدة. في المقابل، ارتفع البيزو المكسيكي، وسجل الذهب مكاسب، وصعد سعر عملة بتكوين المشفرة إلى أعلى مستوى منذ أكثر من شهر.
ترقب أحداث الانتخابات الأميركية
على مدى الأسابيع الماضية، ظل المستثمرون يدرسون احتمال فوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية المقرر عقدها في نوفمبر، خاصة بعد أداء بايدن الضعيف في المناظرة الرئاسية الأخيرة. وتسارعت الرهانات على فوز ترمب الأسبوع الماضي عقب محاولة اغتيال المرشح الجمهوري. والآن يتساءل المستثمرين عما إذا كان يجب عليهم الحفاظ على هذه الرهانات بعد تنحي بايدن عن السباق الرئاسي.
قال هيبي تشين، المحلل في مؤسسة "آي جي ماركتس" (IG Markets): "بعد المفاجآت الصادمة للأسبوع الثاني على التوالي، ستخضع السوق الآسيوية لمراقبة دقيقة. فمن المحتمل أن تتعرض الأسهم الآسيوية لموجة متسارعة من الابتعاد عن المخاطرة وبقوة أكبر مما شهدناه الأسبوع الماضي، مع استيعاب المستثمرين للوضع السياسي غير المعتاد. كما ستشعر سوق العملات الأجنبية بضغط متزايد".
مؤشرات الأسهم وأرباح الشركات
تراجع مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 0.7% يوم الجمعة الماضي، مسجلاً أسوأ أداء أسبوعي له منذ أبريل. كما انخفضت أسهم التكنولوجيا قبيل صدور تقارير الأرباح هذا الأسبوع، وهبطت أسهم شركة "كراود سترايد هولدينغز" (CrowdStrike Holdings) بنسبة تصل إلى 15% قبل أن تقلص خسائرها، بعدما تسببت في خلل تقني كبير أدى إلى توقف الرحلات الجوية وتعطيل الشركات حول العالم.
على صعيد متصل، يُتوقع أن تكون شركتا "تسلا" و"ألفابت" أولى الشركات في قائمة "العظماء السبعة" التي تعلن عن تقارير أرباحها يوم الثلاثاء المقبل. وعلى الأرجح سيسأل المحللون شركة السيارات الكهربائية العملاقة -التي يرأسها الملياردير الأميركي إيلون ماسك- عن خططها الخاصة بسيارات الأجرة ذاتية القيادة (روبو تاكسي). كما سيدقق المستثمرون في تفاصيل تعزيز الذكاء الاصطناعي لإيرادات "ألفابت" (الشركة الأم لغوغل).
الصين تحاول دعم النمو
بالعودة إلى الصين، خفضت البنوك سعر الإقراض القياسي الرئيسي للمرة الأولى منذ أغسطس 2023، مما عزز دعم النمو الاقتصادي بعد قرار بنك الشعب الصيني بخفض سعر الفائدة.
وأعلن الرئيس الصيني، شي جين بينغ، نهاية الأسبوع الماضي عن خطط شاملة لتعزيز الموارد المالية للحكومات المحلية المثقلة بالديون في البلاد. كما كشف الحزب الشيوعي الحاكم عن خطته طويلة المدى لثاني أكبر اقتصاد في العالم، والتي تتمحور حول تحويل المزيد من الإيرادات من الخزانة المركزية إلى الخزانات المحلية، بما في ذلك السماح للحكومات الإقليمية بالحصول على حصة أكبر من ضريبة الاستهلاك.
ومن الأحداث الأخرى التي سيراقبها المتداولون هذا الأسبوع: بيانات النشاط الاقتصادي في أوروبا، ونمو الناتج المحلي للربع الثاني في الولايات المتحدة بالإضافة إلى العديد من تقارير أرباح الشركات. كما سيصدر بنك كندا قرار سعر الفائدة، وستُعلن بيانات مؤشر التضخم المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي كذلك.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
الدولار يتراجع وسط التركيز على احتمالية خفض الفائدة الأميركية
الدولار يتأرجح بعد تصريحات باول بشأن احتمالات خفض الفائدة
أرسل تعليقك