تصاعدت المخاوف في لبنان مجددا من "شبح الظلمة" المقبل، إثر قرار بعض أصحاب مولدات الكهرباء البديلة، المعروفة بـ"اشتراك الكهرباء"، خفض التغذية، على ضوء ارتفاع أسعار المازوت بسبب تداعيات الحرب بين روسيا وأوكرانيا.وبدأت أنوار المنازل تنطفئ تدريجيا، بسبب التقنين القاسي الذي تشهده معظم مدن ومناطق لبنان على مدار الأيام الماضية، مما فاقم أزمة الكهرباء المتوطنة أصلا منذ سنوات.
ويقول رئيس تجمع أصحاب المولدات الخاصة في لبنان عبده سعادة، إن "الوضع سيئ جدا. هناك مناطق أُطفئت المولدات فيها بشكل كامل مثل دير القمر والشوف" في جبل لبنان.وحذر سعادة في ، من أنه "إذا بقي الوضع على ما هو عليه ولم يتم إيجاد أي حلول لأزمة المازوت، فسنشهد الثلاثاء إطفاء كليا لبعض المولدات في العديد من المناطق، ومن ضمنها في بيروت".
وتقول الحاجة أم عامر من مدينة طرابلس شمال لبنان، لدى حديثها: "كنا نعتمد على المولدات البديلة ونقدم كل ما نملك من نقود لإيصال التيار الكهربائي البديل، اليوم نعيش صعوبات في عز البرد، والأصعب تأمين المياه للمنازل في الطوابق العليا بمختلف المباني".
وفي السياق ذاته، يقول محمود، وهو صاحب أحد المولدات البديلة في بيروت: "عمدنا أنا وبعض الزملاء لخفض ساعات التغذية إلى 5 أو 6 ساعات في بعض مناطق العاصمة وإلى 8 أو 10 ساعات في مناطق أخرى، في حين اقتصرت التغذية في بعض المناطق على فترة الليل".
وعن تسعيرة المولد للشهر المقبل في ظل ارتفاع أسعار المازوت، يوضح محمود، أن "سعر الكيلوواط ارتفع بنحو 30 أو 40 بالمائة، وبالتالي الفاتورة سترتفع بهذه الحدود، أما في حال شهدت الأسعار ارتفاعا إضافيا فستكون الفاتورة أكبر"، مؤكدا في الوقت نفسه أن "التسعير يصدر من وزارة الطاقة وليس من أصحاب المولدات".
أما عن إلغاء بعض السكان اشتراكاتهم في المولدات الخاصة أو تخفيضها بسبب ارتفاع الأسعار، فيقول سعادة إن "نسبة من ألغوا الاشتراك بسبب عدم القدرة على دفع الفواتير، ومن خفضوا حجم الأمبير الذي يحصلون عليه، تتراوح بين 20 و30 بالمائة الآن، أما بالنسبة للأشهر المقبلة فقد نكون عاجزين عن الاستمرار بتقديم الخدمة".
ونتيجة هذا الواقع، لجأ سكان إلى تبريد الطعام في الخارج مستفيدين من تساقط الثلوج وتراكمها، وسط انقطاع الكهرباء عن عدد من البلدات الوسطى والساحلية منذ 4 أيام.وناشد أهالي المناطق الجبلية وزير الطاقة وليد فياض والمسؤولين في قطاع الكهرباء، العمل على تأمين التيار الكهربائي في ظل الحاجة الملحة للتدفئة مع موجة الصقيع والعواصف والثلوج التي غطت كل الجرد.
وأكد الشاب أحمد مرهج، أن الأهالي يعمدون إلى وضع المأكولات في الثلج للحفاظ على سلامتها في القرى البقاعية بالداخل اللبناني، عوضا عن استخدام الثلاجات التي باتت "قطعا أثرية" في المنازل بسبب الغياب المستمر للتيار الكهربائي.
ويواجه لبنان منذ 3 عقود على الأقل مشكلة متفاقمة في قطاع الكهرباء، مما أجبر غالبية السكان على دفع فاتورتين، واحدة للدولة وأخرى مرتفعة لأصحاب المولدات، التي تعوض نقص الإمدادات، ويعد إصلاح القطاع أحد مطالب المجتمع الدولي الرئيسية لدعم لبنان.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
ارتفاع حدة التوتر بين البلدين و مؤشرات على خطط روسية لغزو أوكرانيا
روسيا تُلمِّح لسحب قواتها خلال أسابيع وسط تحذيرات من تدهور الوضع شرق أوكرانيا
أرسل تعليقك