كشف مصدر حكومي مصري، عن خطة طموحة جديدة لهيئة قناة السويس، بقيادة الفريق أسامة ربيع، تهدف إلى زيادة الطاقة الاستيعابية للقناة بحلول عام 2023، بأكثر من 11 بالمئة من عدد السفن التي عبرت خلال 2020. وتتزامن هذه الخطة مع أعمال التطوير الحالية للقطاع الجنوبي للمجرى الملاحي الذي علقت فيه سفينة الحاويات "إيفر غيفن" في مارس الماضي، بالإضافة إلى مشروع الازدواج في منطقة "البحيرات المُرة الصغرى".
زيادة الطاقة الاستيعابية
ووفق المصدر الحكومي، فإن الخطة التي أعدتها الهيئة وعرضتها على الحكومة وتم إقرارها مؤخرا، تهدف إلى زيادة الطاقة الاستيعابية للقناة بواقع 6 سفن يوميا، نصفها يمر من "قافلة الشمال" القادمة من البحر المتوسط في اتجاه مضيق باب المندب وقارة آسيا، والنصف الآخر يمر من "قافلة الجنوب" القادمة من اتجاه "باب المندب" في اتجاه الغرب.
ويشير المصدر إلى أن متوسط عدد السفن العابرة يوميا لقناة السويس خلال عام 2020، بلغ نحو 52 سفينة في الاتجاهين.
وبلغ عدد السفن التي عبرت قناة السويس خلال العام الماضي قرابة 18 ألفا و829 سفينة، حسبما ذكر رئيس هيئة قناة السويس في تصريحات سابقة له، وهو ما يتوافق مع الأرقام التقريبية التي كشفها المصدر الحكومي.
وتفقد رئيس هيئة قناة السويس، الفريق أسامة ربيع، الأحد، مشروع تطوير المنطقة الجنوبية للمجرى الملاحي، وتابع العمل في موقع مشروع ازدواج القناة الجاري تنفيذه بين الكيلومتر 122 من "ترقيم القناة" إلى الكيلومتر 132، بطول 10 كيلومترات، لتصبح قناة السويس الجديدة التي تم افتتاحها في 2015 بطول 82 كلم.
ويشمل الشق الثاني لمشروع تطوير قناة السويس، توسعة وتعميق المنطقة الجنوبية، بداية من الكيلومتر 132 حتى الكيلومتر 162، بطول 30 كلم وعرض 40 م شرقا وعمق 72 قدما بدلا من 66 قدما.
وأكد ربيع أن العمل بمشروع تطوير القطاع الجنوبي بشقيه يتم على التوازي، بما يمكن معه ضغط الجدول الزمني والانتهاء من تنفيذه في أقرب وقت.
ومن المخطط الانتهاء من كلا المشروعين خلال فترة تُقدر بـ30 شهرا، بينها 6 أشهر إضافية عن مدة التنفيذ المتوقعة، تحسبا لأي ظروف طارئة، وهي الفترة التي وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بتقليصها، أثناء زيارته الأخيرة لقناة السويس.
المجرى المزدوج
وأفادت تقارير حكومية مصرية، اطلع عليها موقع "سكاي نيوز عربية" بأن المجري الملاحي لقناة السويس "المزدوج" يمثل نحو 58.6 بالمئة من إجمالي طول قناة السويس، بواقع 113.3 كلم، فيما يبلغ طول القناة الإجمالي 193.30 كلم.
وتسعى الحكومة المصرية لزيادة المسافة التي تشهد ازدواجا في حركة الملاحة بواقع 25 بالمئة من إجمالي المسافة غير المزدوجة بـ"القطاع الجنوبي" للقناة، حسب المصدر.
وتقّدر المسافة غير المزدوجة في القناة بالقطاع الجنوبي بـ40 كلم، والمسافة غير المزدوجة بالقطاع الشمالي نحو 33 كلم.
زيادة الأمان الملاحي
وقال رئيس جهاز تعمير سيناء ومنطقة قناة السويس الأسبق، اللواء مهندس محمد قنديل، إن المنطقة التي يتم العمل على ازدواج قناة السويس بها حاليا هي "بحيرة ضحلة"، حيث لا يوجد سوى ممر واحد للسفن بها.
وأوضح قنديل في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن الممر الملاحي الجديد سيقع غرب الممر الملاحي الحالي الموجود في القناة، وأن "الكراكة مهاب مميش" المنضمة للخدمة حديثا، ستعمل به، إضافة إلى "الكراكة حسين طنطاوي"، المقرر انضمامها للخدمة قريبا، و"كراكات" هيئة قناة السويس الأخرى.
وتابع أن أعمال الازدواج في "البحيرات المُرة الصغرى"، بالإضافة لأعمال تطوير قناة السويس الأخرى، ستؤدى إلى تحسين حركة الملاحة، وتقلل زمن عبور السفن، وتزيد عوامل الأمان الملاحي في القطاع الجنوبي، بما يقلل من فرص حدوث أي أزمات تعطل الملاحة العالمية، مثلما حدث مع السفينة "إيفر غيفن".
ولا تزال السفينة "إيفر غيفن" المحملة بآلاف الحاويات محتجزة في قناة السويس، وسط نزاع على طلب التعويض الذي قدمته القناة لشركة "شوي كيسن" اليابانية مالكة السفينة. ومن المقرر الحكم بالتعويض في القضية يوم 29 مايو الجاري.
قد يهمك ايضا:
عودة الملاحة في قناة السويس بعد 6 أيام توقفت خلالها أنفاس التجارة العالمية
البرلمان العربي يثق في إجراءات مصر لإعادة حركة الملاحة في قناة السويس
أرسل تعليقك