بغداد – نجلاء الطائي
اعتبر خبراء اقتصاديون أن وجود الكثیر من المغريات في العراق، خصوصاً وأنه يملك ثاني أكبر احتياطي بترولي عالمیاً، والأول في مجال الغاز والكبريت والفوسفات، فضلاً عن وجود مساحات شاسعة من الأراضي الصالحة للزراعة، إضافة إلى قدرات سیاحیة وخدماتیة، وقطاع مال واعد، يشجع الدول والمستثمرين على الدخول إلیه، فضلا عن الاستقرار الأمني الذي بدأ ينتعش، و أعلنت وزارة التخطیط العراقیة توقیع مذكرتي تفاھم مع الجانب السعودي لتطوير منفذ "عرعر" الحدودي، وتحسین التعاون في الجانب الجمركي بین البلدين، في وقت دعا الوفد العراقي إلى الرياض رجال الأعمال السعوديین إلى الاستفادة من الفرص الاستثمارية الكبیرة، لافتاً إلى وجود 157 مشروعاً استثمارياً استراتیجیاً في العراق، يتمتع جمیعھا بجدوى اقتصادية عالیة.
وقال الناطق باسم وزارة التخطیط عبد الزھرة الھنداوي، إن "العاصمة السعودية الرياض شھدت مباحثات مكثفة بین الجانبین العراقي والسعودي، ناقشت قضايا وملفات مھمة في إطار نشاطات مجلس التنسیق العراقي– السعودي المشترك، خلال الزيارة التي يقوم بھا وفد حكومي عراقي رفیع المستوى"، وأضاف أن "الجانبین ناقشا عدداً من القضايا المھمة من بینھا العمل على تأھیل وتطوير منفذي عرعر وجمیمة الحدوديین، ووقع الطرفان في ھذا الاطار مذكرة تفاھم مشتركة، كما تم أيضاً بحث تطوير التعاون في الجانب الجمركي". وتم توقیع مذكرة تفاھم أخرى على تشكیل عدد من اللجان الفنیة المشتركة لمتابعة تنفیذ ما يتم التوصل إلیه من تفاھمات واتفاقات بین البلدين.
واستبعدت الخبیرة الاقتصادية ونائب رئیس لجنة الاقتصاد والاستثمار في البرلمان العراقي نورة السالم، أن "تتأخر المملكة العربیة السعودية في دخول السوق العراقية"، مشیرة إلى أن "التحركات الأخیرة بین البلدين تذھب نحو رفع حجم التعاون الاقتصادي بدرجة تفوق أي تعاون يربط العراق ببلدان أخرى سواء كانت إقليمية أو عالمیة"، وأضافت أن "القطاع الاستثماري شھد مسیرة متعثرة طیلة الـ15 سنة الماضیة، وتم إلغاء أو توقیف اتفاقات استثمار عدة مع شركات أجنبیة بسبب الأزمة المالیة والأوضاع الأمنیة"، مشیرة إلى أن "الاستثمار الوحید الذي نُفذ بشكل فعلي كان في القطاع النفطي والتراخیص النفطیة"، وبینت أن "دخول السعودية إلى سوق الاستثمار العراقي وتوقیع ھذا العدد الكبیر من الاتفاقات خلال أشھر قلیلة، والمشاركة بأكبر عدد شركات في معرض بغداد، وتنظیم مؤتمر دولي للطاقة في البصرة، مؤشرات تؤكد رغبة الجانب السعودي بالانفتاح على العراق اقتصادياً، وتفید بوجود توجه سعودي لنقل استثماراته الموزعة في العالم إلى العراق للاستفادة من عامل السوق القادر على استيعاب أي مشروع وفي أي مجال كان".
وأكدت على "وجود الكثیر من المغريات في العراق، خصوصاً أنه يملك ثاني أكبر احتياطي بترولي عالمیاً، والأول في مجال الغاز والكبريت والفوسفات، فضلاً عن وجود مساحات شاسعة من الأراضي الصالحة للزراعة، إضافة إلى قدرات سیاحیة وخدماتية، وقطاع مال واعد، ما يشجع الدول والمستثمرين على الدخول إلیه"، لافتة إلى أن الاستقرار الأمني ھو كل ما يحتاجه البلد، وھو ما بدأ بالتحقق بعد القضاء على "داعش"، ويُذكر أن السعودية والعراق اتفقا العام الماضي، على تأسيس المجلس التنسيقي بین البلدين خلال زيارة رسمیة لرئیس الوزراء حیدر العبادي، إلى الرياض، بھدف تعزيز التواصل بین البلدين على المستوى الاستراتيجي، وتعمیق الثقة السیاسیة المتبادلة، وفتح آفاق جديدة من التعاون في مختلف المجالات، في مقدمھا المجالات الاقتصادية والتنموية والأمنية والاستثمارية والسیاحیة والثقافية والإعلامية، فضلاً عن تعزيز التعاون المشترك.
أرسل تعليقك