الجزائر - ربيعة خريس
ألقت حمى رمضان بظلالها مبكرا هذا العام على الأسواق الجزائرية، وشهدت أسعار السلع ذات الاستهلاك الواسع ارتفاعًا قياسيًا، وأثار هذا الغلاء مخاوف الجزائريين.
ووصل سعر الكيلوغرام الواحد من لحم الخروف في الأسواق الشعبية، إلى حوالي 1800 دينار جزائري أي ما يعادل (16 دولارًا)، ووصل سعر الكيلوغرام من لحم العجل إلى 1200 دينار (10.90 دولارات) بزيادات تصل إلى 20%، كذلك ارتفعت أسعار الدواجن البيضاء من 270 دينارًا (2.45 دولار) إلى 360 دينارًا (3.27 دولارات) للكيلوغرام.
وأبدى الكثير من المواطنين الذين صادفهم "العرب اليوم"، في بعض الأسواق الشعبية في أعالي الجزائر العاصمة، تخوفهم من الارتفاع الجنوني للأسعار، وبقاء الوضع على حاله خلال شهر رمضان المبارك، وسيزيد هذا من حدة الضغط على قدرة العائلات الشرائية. وقال حمزة . د، أب لثلاثة أبناء، إنه غير مستغرب من ارتفاع أسعار المواد ذات الاستهلاك الواسع، فالجزائريون تعودوا على هذا الارتفاع الجنوني أيام قبيل حلول شهر رمضان، وسينعكس هذا الوضع سلبا على أصحاب الدخل الضعيف.
وتشهد الأسواق الشعبية ارتفاعًا جنونيًا في الأسعار، في وقت اتخذت وزارة التجارة مجموعة من الإجراءات لمحاربة المضاربة في الأسواق، وأطلقت وزارة التجارة خطًا أخضر يمكن الجزائريين من الإبلاغ عن تجاوزات التجار، فيما يتعلق بالمنتجات ذات الاستهلاك الواسع التي تم تقنينها.
وقررت وزارة التجارة الجزائرية فتح أسواق تضامنية تحسبًا للشهر الفضيل، لتمكين المواطنين من اقتناء المواد الغذائية العامة والخضر والفواكه بأثمان معقولة في متناولهم. وستعرض هذه الأسواق مختلف السلع الواسعة الاستهلاك والطلب من قبل المواطنين من مواد غذائية عامة، و خضر و فواكه ولحوم بأثمان في متناول أًصحاب الدخل الضعيف، ومحاربة المضاربين الذين تسببوا في التهاب أسعار المواد الغذائية. واستغلت كبرى المراكز التجارية في الجزائر، الارتفاع القيادي في أسعار المواد الغذائية ذات الاستهلاك الواسع، وأطلقت تخفيضات مغرية لمحاولة استدراج المواطنين، فشهر رمضان يعتبر بالنسبة لها مناسبة مهمة في الأجندة التجارية.
ومست التخفيضات التي أطلقتها المساحات التجارية الكبرى في الجزائر، كالمركز التجاري "آرديس"، ومركز التسوق "اينو" الأواني المنزلية والأجهزة الكهرومنزلية، والمواد الغذائية كالخضر والفواكه واللحوم وغيرها. وتشهد هذه المراكز، بداية من الساعة السادسة مساء، سيمفونية ضوضاء تشكلها ضجيج منبهات السيارات ومحركاتها، فالمركز التجاري "آرديس" الواقع على ساحل البحري في منطقة المحمدية التابعة لمحافظة الجزائر العاصمة، على مساحة 100 هكتارات، يضم 70 محلًا وعلامات تجارية تم اختيارها بدقة، يشهد حركية مكثفة نظرا للعروض المغرية والتخفيضات التي أطلقها بمناسبة اقتراب الشهر الفضيل، فالزائر إلى هذا المركز يلاحظ طوابير لا متناهية من الزبائن المحملين بأكياس بلاستيكية، لا يستطيع الواحد منا حملها لمسافات طويلة.
وكشف " أمين . ط " أحد الموظفين الذي يشتغلون في المركز في الفترة الليلية، أن عشرات الزبائن يعبرون صناديق الدفع كل خمس دقائق، نظرا للتخفيضات التي مست العديد من المواد التي تستهلك بكثرة في شهر رمضان.
أرسل تعليقك