الحكومة اللبنانية تُشكل وفد التفاوض مع صندوق النقد الدولي برئاسة سعادة الشامي
آخر تحديث GMT15:12:13
 العرب اليوم -

الحكومة اللبنانية تُشكل وفد التفاوض مع صندوق النقد الدولي برئاسة سعادة الشامي

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الحكومة اللبنانية تُشكل وفد التفاوض مع صندوق النقد الدولي برئاسة سعادة الشامي

الحكومة اللبنانية
بيروت ـ ميشال سماحة

شكّل مجلس الوزراء اللبناني وفد التفاوض مع صندوق النقد الدولي برئاسة نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي. وتضمّ اللجنة وزراء المال والاقتصاد يوسف الخليل وأمين سلام، وخبيرين اقتصاديين فيما مشاركة وزيري الشؤون والطاقة بحسب الحاجة والاختصاص في الملفات المطروحة. وكان مجلس الوزراء قد انعقد في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون واتخذ قررات عدّة من بينها الموافقة على "طلب وزارة الاتصالات تمديد العمل وبشكلٍ موقت وبصورة استثنائية بقرارات مجلس الوزراء المتعلقة بمُضاعفة سرعة الإنترنت من دون أي كلفة إضافية"، مؤكداً أنه "تمت الموافقة على تكليف وزير المالية لاستقراض 100 مليون دولار من المجلس المركزي لشركة الكهرباء".
وبات من الأكيد أنّ استكمال مفاوضات لبنان مع صندوق النقد الدولي سيكون نقطة انطلاق حكومة نجيب ميقاتي الجديدة في مسار التعامل مع الانهيار المالي، بدلالة تركيز جميع تصريحات وزراء الحكومة على أهميّة هذه المفاوضات، وضرورة التوجّه إليها بلغة موحّدة يتبنّاها الوفد اللبناني المفاوض.
ولا يحتاج المرء إلى كثير من الشرح ليفهم أهميّة الانخراط في برنامج قرض مع الصندوق بالنسبة إلى الدولة اللبنانيّة، خصوصاً أن حاجة لبنان لهذا البرنامج لا تقتصر على قيمة السيولة التي سيحصل عليها من القرض فقط. فبالنسبة للدائنين الأجانب الذين يُفترض أن يوافقوا على أي خطّة مستقبليّة لإعادة هيكلة سندات اليوروبوند، سيمثّل برنامج القرض ورقابة الصندوق المشددة ضمانة لامتثال لبنان للإصلاحات المطلوبة في مرحلة التصحيح المالي، وبالتالي ضمانة لقدرة الدولة على سداد التزاماتها للدائنين بعد إعادة الهيكلة.
أما بالنسبة لسائر الدول والجهات الدوليّة المعنيّة بالملف اللبناني، والتي يمكن أن تقدّم قروضاً أو هبات وازنة، أو تنخرط في استثمارات معيّنة في المرحلة المقبلة، فكان من الواضح إلحاح الغالبيّة الساحقة من هذه الجهات على استكمال المفاوضات مع الصندوق قبل المضي قدماً في أي برامج دعم كبيرة مع الدولة اللبنانيّة.
فبالنسبة لهذه الجهات، لم تعد الدولة اللبنانيّة تملك المصداقيّة التي تشير إلى قدرتها على إدارة مرحلة التصحيح المالي وحدها، وهو ما يدفع جميع هذه الجهات إلى الشك بقدرة لبنان على الإيفاء بالتزاماته من دون رقابة الصندوق الصارمة.
وعلى أي حال، يمكن لأي مراقب أن يلاحظ انسجام مواقف الكثير من الجهات الدوليّة كفرنسا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي، مع الشروط التي طرحها صندوق النقد منذ البداية للموافقة على برنامج القرض للبنان، والتي تركّزت على ضرورة تحديد خسائر النظام المالي ومعالجتها بشكل حاسم.
كما شملت هذه الشروط مسائل أخرى كالتدقيق الشامل في ميزانيات المصرف المركزي، وإقرار التشريعات التي تقونن الضوابط المفروضة على سيولة المصارف بعيداً عن أي استنسابيّة، بالإضافة إلى إصلاحات أخرى ترتبط بخطة الكهرباء واستقلاليّة النظام القضائي وغيرها. ولهذا السبب بالتحديد، بدا واضحاً أن الأقطاب الذين أعدوا التشكيلة الحكوميّة حرصوا على تطعيمها ببعض الوجوه القادرة على تسهيل المفاوضات مع الصندوق في المرحلة المقبلة، كنائب رئيس الحكومة سعادة الشامي، خبير السياسات الماليّة الذي عمل سابقاً مديراً في صندوق النقد الدولي، وشغل منصب كبير الاقتصاديين في العديد من المؤسسات الاقتصاديّة. بدا واضحاً أن الأقطاب الذين أعدوا التشكيلة الحكوميّة حرصوا على تطعيمها ببعض الوجوه القادرة على تسهيل المفاوضات مع الصندوق في المرحلة المقبلة وجود الشامي في هذا المنصب، الذي يضعه في واجهة الحكومة من دون أن يعطيه الكثير من الصلاحيّات في الملف المالي تحديداً، لم يكن بالإمكان تفسيره إلا كرسالة حسن نيّة للصندوق قبل استئناف مسار التفاوض.
كل ما سبق، يؤكّد حاجة البلاد الملحّة للتفاوض مع الصندوق في المرحلة الراهنة، لكنّه لا يحسم بالضرورة النقاش حول وجهة هذه المفاوضات، أي طبيعة المعالجات التي ستدفع باتجاهها الدولة اللبنانيّة، ونوعيّة الخطط التي ستحاول التفاهم عليها مع الصندوق.
فهذه الخطط والمعالجات، هي ما سيحسم في المحصّلة آليّة توزيع خسائر الأزمة، في كل ما يتصل بالفجوات الموجودة في النظام المصرفي، وكلفة إعادة هيكلة الدين العام. وإذا كانت أولويّات الصندوق معروفة منذ البداية، فالبيان الوزاري لم يحمل في طيّاته ما يوضح وجهة سياسات الحكومة اللبنانيّة من هذه الناحية. فخلال السنة الماضية، حملت حكومة حسّان دياب خطّتها الماليّة الخاصّة إلى طاولة المفاوضات مع الصندوق. لكنّ مسار التفاوض تعثّر بأسره لاحقاً بسبب رفض كل من جمعيّة المصارف والمصرف المركزي المقاربات التي حملتها تلك الخطّة، وتحديداً في ما يتصل بحجم الخسائر الذي قدّرته الخّطة، وبتحميلها جزءا وازنا من خسائر لرساميل المصارف والمصرف المركزي. ومن المفترض أن تكون الحكومة اليوم أكثر انسجاماً مع أولويات المصرف المركزي، الذي يملك أساساً مساراته الخاصّة لإعادة رسملة القطاع المصرفي وتكوين المؤونات المطلوبة للتعامل مع الخسائر، هو ما يوحي بأن عمليّة توحيد مقاربات الدولة اللبنانيّة في مفاوضاتها مع الصندوق ستكون مسألة أسهل، مقارنة بمرحلة حكومة حسّان دياب السابقة. ولعلّ هذه الحقيقة بالتحديد ما يفسّر تشديد الكثير من تصريحات أقطاب الحكومة على مسألة توحيد تلك المقاربات، والتوجّه إلى المفاوضات بلغة لبنان موحّدة.
لكنّ تقارب أولويات الحكومة والمصرف المركزي يثير في المقابل هواجس كبيرة، وتحديداً من جهة نوعيّة الحلول التي ستنتج عن هذا التقارب.
ففي مرحلة حكومة حسّان دياب، ركّزت الخطّة الماليّة التي عملت عليها شركة لازارد، استشاري الحكومة المالي في ذلك الوقت، على المعالجات التي من شأنها التخلّص من الخسائر المتراكمة في النظام المصرفي بشكل جذري، عبر تحميلها للرساميل المصرفيّة بالدرجة الأولى. فشركة لازارد تبنّت في تلك المرحلة النظريّات الأكثر رواجاً في الأسواق الماليّة العالميّة اليوم، والتي تشدد على عدم جواز تحميل خسائر قطاع مصرفي متعثّر للأموال العامّة، خصوصاً إذا اتصل جزء كبير من هذه الخسائر بقرارات متعمّدة حمّلت أصحاب الودائع مخاطر كبيرة.

قد يهمك ايضا 

ميقاتي يبحث مع وزير بريطاني دعم ومساندة لبنان

"انقطاع الكهرباء" عن مجلس النواب اللبناني يؤجل منح الثقة للحكومة

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحكومة اللبنانية تُشكل وفد التفاوض مع صندوق النقد الدولي برئاسة سعادة الشامي الحكومة اللبنانية تُشكل وفد التفاوض مع صندوق النقد الدولي برئاسة سعادة الشامي



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 10:59 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها
 العرب اليوم - حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 13:29 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف عن مشاركته في دراما رمضان المقبل 2025
 العرب اليوم - محمد فراج يكشف عن مشاركته في دراما رمضان المقبل 2025

GMT 04:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان
 العرب اليوم - غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان

GMT 03:26 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

بلينكن يطلب من إسرائيل السماح باستئناف التلقيح لأطفال غزة

GMT 12:54 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشاف جينات جديدة ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالسرطان

GMT 17:43 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

كندة علوش تكشف عن طريقة خروجها من الكآبة

GMT 03:47 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن إسقاط طائرة مسيرة قادمة من لبنان

GMT 00:13 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرة مجهولة المصدر تسقط في الأراضي الأردنية

GMT 00:06 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية جديدة على النبطية في لبنان

GMT 02:21 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع حصيلة قتلى فيضانات إسبانيا إلى 158

GMT 03:40 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يتبرع بمليون يورو لضحايا إعصار دانا في إسبانيا

GMT 01:37 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب جزر الكوريل الجنوبية

GMT 03:30 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ميسي يثير الغموض حول مشاركته في كأس العالم 2026

GMT 08:15 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو دياب يكشف سبب حذف أغانيه

GMT 20:15 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

انتخاب محمود المشهداني رئيسا للبرلمان العراقي

GMT 00:00 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

يوسف الشريف يتحدث عن عقدته بسبب يوسف شاهين

GMT 07:57 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

نتائج "مايكروسوفت" و"ميتا" تهبط بأسهم "ناسداك" 2.8%
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab