محاذير آسيوية من تداعيات اقتصادية تتجاوز أزمة سارس بسبب كورونا
آخر تحديث GMT17:11:07
 العرب اليوم -

شدد على ضرورة تقييم تأثير الفيروس المتفشي على الإنتاج والسياحة

محاذير آسيوية من تداعيات اقتصادية تتجاوز أزمة "سارس" بسبب "كورونا"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - محاذير آسيوية من تداعيات اقتصادية تتجاوز أزمة "سارس" بسبب "كورونا"

البنك المركزي في اليابان
طوكيو ـ العرب اليوم

حذرت بنوك مركزية في دول آسيوية من تداعيات «كورونا» على اقتصادها، إذ إن عدد الوفيات بسبب الفيروس في الصين تجاوز نظيره خلال أزمة وباء «سارس» في 2003. وشدد البنك المركزي في اليابان على ضرورة تقييم تأثير الفيروس المتفشي على الإنتاج والسياحة، مشيراً إلى أن الاقتصاد قد يكون سجل انكماشاً في الربع الأخير من العام الماضي نتيجة تباطؤ الطلب الخارجي والاستهلاك.

كما قال رئيس البنك المركزي في كوريا الجنوبية لي جو يول: «نأمل ألا يستمر تأثير فيروس كورونا فترة طويلة، لكن بالنظر إلى الارتباط القوي بين اقتصادنا والصين فإن بعض الأضرار لا مفر منها»، كما تعهد بتقديم الدعم المالي للشركات المتعثرة.

ومن جانبه، قال رئيس الوزراء السنغافوري، لي هسين لونغ، الجمعة، إن التأثير الناجم عن تفشي فيروس «كورونا» على اقتصاد بلاده يتجاوز تأثير متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد (سارس) الذي تفشى عام 2003، لافتاً إلى إمكانية حدوث ركود اقتصادي.

وأضاف لي، في تصريحات نقلتها صحيفة «ستريتس تايمز» السنغافورية، أن التأثير سيكون كبيراً، بالأخص خلال الأشهر الثلاثة القليلة القادمة، إذ تكافح البلاد «تفشياً شديد الكثافة».

وأوضح أن تأثير «كورونا» بالفعل أكبر بكثير من سارس، مشيراً إلى أن اقتصادات المنطقة مترابطة بشكل كبير، فالصين على وجه الخصوص تعد عنصراً مهماً في المنطقة.

وتعمل سنغافورة على احتواء فيروس «كورونا» الجديد، الذي أطلقت عليه منظمة الصحة العالمية اسم «كوفيد - 19»، والذي كان انطلق أولاً من مدينة ووهان وسط الصين. وبحسب الصحيفة، ترتفع الحالات المؤكدة بالإصابة بـ«كورونا» في سنغافورة بصورة ثابتة، ووصلت حالات الإصابة حتى الآن إلى 58 حالة.

وكان قطاع السياحة من بين أكثر القطاعات تضرراً في سنغافورة بسبب فيروس «كورونا»، وتستعد الحكومة لخفض معدل السياح بنسبة تتراوح بين 25 في المائة إلى 30 في المائة هذا العام.

ولا يمكن تجاهل حجم اقتصاد الصين وتأثيره على الاقتصاد العالمي، فمساهمتها في الاقتصاد العالمي تضاعفت 4 مرات منذ 2003، عندما ظهر وباء السارس وأثار رعبا مماثلا لما يحدثه انتشار فيروس «كورونا» الجديد الآن. وتضاعف حجم الطلب من الصين كمستهلك نهائي للسلع خلال نفس الفترة إلى 11 في المائة.

ورأت وكالة موديز أن التأثير المباشر والأقوى سيتركز على دول منطقة آسيا المحيط الهادي الأقرب جغرافيا، والأكثر ارتباطا من خلال العلاقات التجارية والسياحية وسلاسل الإمداد مع الصين. وتوقعت أن تأثير تفشي الفيروس قد يؤدي إلى تراجع النمو بنسب قد تصل إلى 1.5 في المائة في هونغ كونغ وماكاو، وذلك مقابل كل 0.01 في المائة يخسرها اقتصاد الصين. وسيكون هذا الترابط أقل لدول مثل تايوان وسنغافورة وماليزيا وكوريا، كما توقعت موديز تأثر عدد من الدول التي يعتمد اقتصادها على السياحة مثل المالديف وتايلاند.

وعلى جانب آخر، كانت أكسفورد إيكونومكس أكثر تشاؤما، وتوقعت تأثيرا أكثر امتدادا وقوة على الاقتصاد العالمي، إذ خفضت توقعاتها للنمو العالمي في 2020 من 2.5 في المائة إلى 2.3 في المائة، وهو الأدنى منذ الأزمة المالية العالمية، وخفضت توقعات نمو الصين من 6 في المائة إلى 5.4 في المائة. وركز التقرير بشكل خاص على تأثير تعطل سلاسل الإمدادات، خاصة في قطاعات مثل السيارات والإلكترونيات، بالإضافة إلى تراجع الطلب من الصين على السلع والمواد الأولية.

وفي خطوة احترازية، استجاب بنكان مركزيان في جنوب شرقي آسيا الأسبوع الماضي للتأثير الاقتصادي لتفشي فيروس كورونا؛ حيث خفضت تايلاند أسعار الفائدة إلى مستوى قياسي منخفض، بينما طمأنت سنغافورة السوق بأن عملتها لديها «مساحة كافية» لإجراء تيسير نقدي في حدود.

وخفض بنك تايلاند سعر الفائدة بربع نقطة مئوية إلى 1 في المائة، قائلا إن الاقتصاد التايلندي سوف يتوسع بمعدل «أقل بكثير» في عام 2020 عن توقعاته السابقة، وأقل بكثير من مستواه المحتمل بسبب اندلاع الفيروس، والذي ضرب قطاع السياحة في البلاد. كما أن التأخير في الموافقة على الميزانية السنوية، والجفاف الشديد، أثر سلباً على النمو، بحسب تقرير لصحيفة «فاينانشيال تايمز».

وقال تيتانون ماليكاماس أمين لجنة السياسة النقدية في تايلاند، إنه «بعد أن صوتت الهيئة بالإجماع لصالح خفض الاستقرار المالي، أصبحنا أكثر عرضة للخطر بسبب احتمال التباطؤ الاقتصادي». وأضاف أنه في هذه الحالة «كانت هناك حاجة ملحة لتنسيق التدابير النقدية والمالية».

وفي ديسمبر (كانون الأول)، خفض المركزي التايلاندي توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي لعام 2020 في ثاني أكبر اقتصاد في جنوب شرقي آسيا من 3.3 في المائة إلى 2.8 في المائة. والبات التايلندي هو العملة الأسوأ أداءً في المنطقة هذا العام، وفقا لبلومبرغ، بانخفاض 3 في المائة مقابل الدولار الأميركي.

وفي سياق متصل، قالت سلطة النقد في سنغافورة إن سياستها لم تتغير، لكنها أقرت باحتمالية خفض قيمة العملة. وقال بيان للسلطة إن هناك «مساحة كافية داخل نطاق السياسة لاستيعاب التيسير النقدي»، وجاء سعر الصرف في سنغافورة ليعكس الضعف الاقتصادي الناجم عن فيروس كورونا. ويتراجع الدولار السنغافوري خلال الأيام الماضية، وهو ثالث أسوأ العملات أداءً في آسيا هذا العام؛ حيث انخفض بنسبة 2.3 في المائة.

وتعد سنغافورة وتايلاند من أكثر الدول تعرضاً لتفشي الفيروس؛ حيث يحتل المرتبة الثانية والثالثة أكبر عدد من الحالات على التوالي بعد الصين. ويمثل السياح الصينيون أكثر من ربع الـ38 مليونا الذين زاروا تايلاند العام الماضي، وانخفض عدد المسافرين من الصين في الأيام الأخيرة.

قد يهمك ايضـــًا :

وكالة الطاقة الدولية تتوقع أول تقلص فصلي لطلب النفط منذ الأزمة العالمية

البنك الدولي يؤكّد أنّه يدعم الصين "فنيًا" في حربها ضد فيروس كورونا

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محاذير آسيوية من تداعيات اقتصادية تتجاوز أزمة سارس بسبب كورونا محاذير آسيوية من تداعيات اقتصادية تتجاوز أزمة سارس بسبب كورونا



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 20:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 02:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

النيران تلتهم خيام النازحين في المواصي بقطاع غزة

GMT 17:23 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنتر ميلان الإيطالي يناقش تمديد عقد سيموني إنزاجي

GMT 16:59 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يتوعد الحوثيين بالتحرّك ضدهم بقوة وتصميم

GMT 17:11 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الكرة الجزائري يوقف حكمين بشكل فوري بسبب خطأ جسيم

GMT 02:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 10 ركاب وإصابة 12 في تحطم طائرة في البرازيل

GMT 06:45 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

انفجار قوي يضرب قاعدة عسكرية في كوريا الجنوبية

GMT 17:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

.. قتلى في اصطدام مروحية بمبنى مستشفى في تركيا

GMT 11:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab