دمشق ـ جورج الشامي
قرّر وزير الكهرباء السوريّ عماد خميس، الإثنين، فتح صفحة وزارته على "فيسبوك" لمدة ساعة واحدة، لأسئلة الناس، لتسليط الضوء على واقع الكهرباء في البلاد عمومًا.
وأكد ناشطون سوريون، أن الحوار الوزاري ـ الشعبي، أبرز تهاوي قُدرات حكومة دمشق على الوفاء بواحد من أهم مقومات الحياة وهو الطاقة، وأن السوريين وحدهم يعرفون معنى
"نفضته الكهرباء" (أي صعقته)، فقد اختاروا "نفض" الوزير ووزارته، بسيل من الأسئلة "عالية التوتر"، مما دفع الوزير إلى الانسحاب بعد 12 سؤالاً، قائلاً: "نعتذر عن عدم الإجابة عن كل الأسئلة، بسبّب الكم الهائل منها وضيق الوقت".
وقد قال أحد السائلين، "قرى الساحل السوريّ تشكر وزارة الكهرباء على المكرمة بتوفير الكهرباء لمدة ساعتين في اليوم، أكيد هي مكافأة على التضحيات.. صحيح"؟، فيما كان جواب الوزير، "واجبنا تأمين الكهرباء على مدار الساعة، وإنشاء الله الأزمة ستنتهي قريبًا، ويعود الوضع أفضل".
وسأل مواطن آخر، "الانقطاعات الماكرة وغير المُبرّرة في منطقة الساحل السوريّ وخصوصًا اللاذقية وجبلة أمر غير مقبول.. إلى متى سيبقى الساحل يدفع ثمن التخريب المستمر من مخصصاته الكهربائيّة"؟، في حين ردّ الوزير "من اللافت إدخاله كلمات الشكر للجيش السوريّ في موضوع يتحدث عن انقطاع الكهرباء!، الأعطال قيد المعالجة في منطقة جبلة، أما التقنين فسيتم الحدّ منه بتوفر كمية أكبر من الوقود، وهذا ما نعمل عليه مع وزارة النفط، مع الشكر لكل تضحيات الجيش العربيّ السوريّ الذي يسعى إلى إعادة الأمن".
واعتبر الناشطون، أن الجواب الأكثر "فضائحية"،فجاء ردًا على استفسار أرسله أحد القاطنين في حي "مزة 86"، وهو واحد من الأحياء التي يتمركز فيها الموالون للحكومة السورية وعدد كبير من العسكريين وعناصر الأمن والمخابرات، وفيه يقول السائل "أنا في المزة 86 خزان، وعندنا لا يوجد وقت محدّد لقطع الكهرباء، والطوارئ الموجودة نقدم لها شكوى بالعطل، ولابد أن نداوم في المكتب لمدة عشرة أيام على الأقل ليتفضلوا ويصلحوا العطل، مع العلم أن مدير كهرباء دمشق يعلم المشكلة، لأننا قدّمنا شكوى إليه، والأستاذ جهاد ميرا ومحمد محلا يعرفون بالمشكلة"، فيما جاء جواب الوزير (مستجديًا وكاشفًا عن منع من سمّاهم الأهالي وزارته من ممارسة عملها!)، "نطلب من أهلنا في حي 86 بتأمين مواقع لمراكز التحويل، حيث قام بعض الأهالي بمنع عمال الطوارئ بإقامة مراكز تحويل، ومسؤوليتنا المتابعة للمعالجة".
وفي سؤال وجواب يكشفان مدى انهيار الحكومة السوريّة في تأمين الكهرباء حتى لضواحي دمشق، يقول سائل "نحن في منطقة قدسيا تحديدًا قدسيا خياطين، لا نرى الكهرباء سوى 5 أو 6 ساعات في اليوم، هذا إذا لم يحدث عطل، وغالبًا يوجد عطل كل 3 أيام أو أقل"، فيما رد الوزير "في ما يتعلق بتقنين ريف دمشق خلال هذه الأيام يصل إلى 12 ساعة، بسبب واقع الوقود ومشكلة الأعطال، وسيتم توجيه لمتابعة الأعطال الطارئة خارج وقت التقنين".
وعلّق أحد القاطنين في ريف دمشق على مدة "12 ساعة" التي ذكرها وزير الكهرباء، بالقول "إن الوزير صادق في قوله، فقط إذا كانت ساعات اليوم قد صارت 12 بدل 24 ساعة، لأننا لا نرى الكهرباء أحيانا طيلة اليوم، وأحيانًا طيلة يومين متتاليين"!
وتُعدّ حلب الأكثف سكانيًا في سوريّة، وهي من بين أشد المحافظات معاناة من انقطاع الكهرباء، إلا أن نصيبها من الأسئلة كان سؤالاً واحدًا فقط، ولكنه كان كافيًا، فقد قال السائل: "إلى متى سيبقى وضع الكهرباء هكذا في حلب أربع ساعات في الأربع وعشرين ساعة"؟، وجاوب الوزير، "نحن جادين بإصلاح 4 خطوط الأخرى، ورشاتنا تتابع العمل منذ أكثر من عشرين يوم، في الأيام 4 الأخيرة المجموعات الإرهابية كثفت اعتداءاتها على العمال وجرح أحد العمال، رغم ذلك نتابع ونشحن العمال بالمعنويات للمتابعة بهذه الظروف"
وحملت محافظة السويداء شكوى قال فيها السائل، "نحن في محافظة السويداء كل حارة يسكن فيها مدير كهرباء لا يتقطع فيها النيار الكهربائي أبدًا، ويتم تحميل تقنينن على خطوط الغير"، فيما رد الوزير، "هذه أول شكوى تصل إلى إدارة كهرباء سويداء، ولو كان ذلك سيتم التدقيق".
أرسل تعليقك