بيروت - رياض شومان
حذر مصرف لبنان المواطنين والمؤسسات المالية والمصرفية اللبنانية من تداول العملات الإلكترونية، وأشهرها على الإطلاق عملة "بتكوين" Bitcoin، اذ استمرت مواقع إلكترونية عدة في الترويج لها محلياً، مما يُعرّض مصالح المتداولين فيها لأخطار قد تكون كارثية بالنسبة إليهم، نظراً الى غياب أي حماية قانونية لهم وانتفاء اي إمكان
لاستعادة أموالهم في حال خسارتها. ما هي حقيقة هذه العملة؟ ولماذا حذّر منها المصرف المركزي؟
واستند المصرف في قراره الجديد على القرار الأساسي رقم 7548 تاريخ 30 آذار عام 2000، المتعلق بالعمليات المالية والمصرفية بالوسائل الاكترونية، ولا سيما المادة 3 منه، والتي تحظر اصدار النقود الالكترونية Electronic Money من أي كان، ويمنع التعامل بها بأي شكل من الاشكال.
واشار المصرف المركزي في اعلامه، الى الاخطار التي قد تنجم عن التعامل بالنقود الافتراضية، وخصوصاً الـ"Bitcoin"، أبرزها: "ان المنصات Platforms أو الشبكات Networks التي يتم بواسطتها اصدار هذه النقود وتداولها، لا تخضع لأي تشريعات او تنظيمات، وفي حال تعرضت لخسائر فلا يوجد اي اطار حماية قانوني يؤمن استرجاع الأموال التي تمّ بها شراء هذه النقود".
وافاد: "أن هذه النقود غير مصدرة أو مكفولة من أي مصرف مركزي وتالياً فهي معرضة لتقلب حاد وسريع في أسعارها والتي يمكن أن تتدنى الى الصفر"، مشيراً الى ان العمليات على النقود الافتراضية تسهّل استعمالها لنشاطات اجرامية وخصوصاً لتبييض الأموال وتمويل الارهاب"، معتبراً انه "لا يمكن الرجوع عن العمليات أو التحاويل غير الصحيحة وغير الموافق عليها Incorrect or Unauthorized المنفذة بواسطة هذه النقود".
يذكر ان عملة "بتكوين" Bitcoin كانت نشأت في اليابان أواخر عام 2008، على أنها "شبه عملة، وليست افتراضية، ولم تحصل على تغطية قيمتها من الذهب او العملات الاجنبية، وليس لها علاقة بالمصارف المركزية". واللافت ان ما يبرر تعميم مصرف لبنان هو أن "بتكوين" هي عملة رقمية افتراضية، يمكن مقارنتها بالعملات الأخرى كالدولار أو الاورو، لكنها تختلف عنهما بأنها إلكترونية بالكامل، أي ليس لها وجود فيزيائي. ويجري تداولها عبر شبكة الإنترنت فقط، فلا توجد هيئة تنظيمية مركزية تقف خلفها، لكن يمكن استخدامها كأي عملة أخرى في الشراء عبر الإنترنت أو حتى تحويلها عملات تقليدية. علماً أن السلطات الأميركية صادرت في إحدى الحالات من عملة الـ"بتكوين" نحو 28 مليون دولار من جهاز كومبيوتر ينتمي الى صاحب موقع "سيلك رود" الإلكتروني، الذي يعد بمثابة سوق مزدهرة لتجارة المخدرات والأنشطة غير القانونية إلكترونياً.
في المحصلة، من الخطر التعامل بالأموال عبر شبكة الإنترنت، اذ انه بذلك يجعل تداولات العملة أكثر سهولةً ما لم تقترن بمعاملات رسمية ومصرفية، غير أن السعر المرتفع لعملة الـ"بتكوين" والاخطار الكبيرة المشار إليها، تجعل من الأفضل الابتعاد عنها، تلافياً للوقوع في خسائر قد توقع المتعامل بها في مطبات مالية هو في غنى عنها، فضلاً عن انها "عملة غير شرعية" وغير معترف بها رسمياً في لبنان.
أرسل تعليقك