محمد العريان يُؤكّد أن البنوك المركزية تُواجه تحديات متزايدة في 2020
آخر تحديث GMT21:15:16
 العرب اليوم -

بعد عام كان شاهدًا على أكبر التحوّلات في تاريخ السياسة النقدية

محمد العريان يُؤكّد أن البنوك المركزية تُواجه تحديات متزايدة في 2020

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - محمد العريان يُؤكّد أن البنوك المركزية تُواجه تحديات متزايدة في 2020

محمد العريان
واشنطن ـ العرب اليوم

تأمل البنوك المركزية حاليا في حالة من السلام والهدوء في 2020، بعد عام كان شاهدا على واحد من أكبر التحولات في تاريخ السياسة النقدية، وينطبق هذا الأمر بشكل خاص على البنك المركزي الأوروبي وبنك الاحتياطي الفيدرالي، وهما المؤسستان النقديتان الأكثر قوة حول العالم، وفقاً لما قاله المستشار الاقتصادي لمؤسسة أليانز العالمية "محمد العريان" في رؤية تحليلية نشرها موقع "بروجيكيت سينديكيت"، لكن تحقيق السلام والهدوء يصبح بشكل متزايد خارج نطاق سيطرتهما، ومن شأن آمالهما أن تتلاشى بسهولة إذا كانت الأسواق

سترضخ لأيّ عدد من حالات عدم اليقين على المدى المتوسط.وتمتد العديد من حالات عدم اليقين تلك إلى ما هو أبعد كثيراً من الاقتصاد والتمويل، حيث إنها تكمن في الأوضاع الجيوسياسية والظروف الاجتماعية والسياسية المحلية، وقبل ما يزيد قليلاً على عام، كان المركزي الأوروبي والفيدرالي الأميركي يسلكان مساراً لخفض ميزانيتهما العمومية الكبيرة للغاية بشكل تدريحي، كما أن المركزي الأميركي كان يقوم بزيادة معدلات الفائدة من المستويات التي اعتمدها في خضم الأزمة المالية العالمية.كانت المؤسستان تحاولان تطبيع سياساتهما النقدية

بعد سنوات من الاعتماد على معدلات الفائدة المنخفضة للغاية أو السالبة بالإضافة لبرنامج مشتريات الأصول واسع النطاق.وقام الفيدرالي برفع معدلات الفائدة الأميركية 4 مرات في عام 2018 مع الإشارة إلى زيادات أخرى في عام 2019 مع ضبط عملية تقليص ميزانيته العمومية على "الوضع التلقائي"،كما أن المركزي الأوروبي أنهى نهج التوسع في ميزانيته العمومة مع البدء في الابتعاد عن المزيد من التحفيز،وبعد مرور عام، فإن كل هذه الإجراءات سالفة الذكر تم عكس اتجاهها، وبدلاً من أن يقوم الفيدرالي بزيادة معدلات الفائدة أكثر، قام بخفضها

ثلاث مرات في عام 2019، وبدلاً من خفض ميزانيته العمومية، قرر توسيعها في غضون الأشهر الأربعة الأخيرة من العام الماضي بقوة أكبر من أيّ فترة مماثلة منذ الأزمة، وبعيداً عن الإشارة إلى تطبيع هيكل معدل الفائدة في نهاية المطاف، انتقل الفيدرالي قسراً إلى سياسة معدلات الفائدة المنخفضة لفترة أطول، كما أن المركزي الأوروبي أيضاً خفض معدلات الفائدة أكثر داخل النطاق السالب مع استئناف برنامج شراء الأصول.ونتيجة لذلك، قام الفيدرالي والمركزي الأوروبي بتهيئة المسار لكثير من عمليات الخفض في معدلات الفائدة عبر كل أنحاء

العالم، الأمر الذي أدى لظهور بعض ظروف السياسة النقدية العالمية الأكثر تيسيرية على الإطلاق.هذا التحول الحاد في السياسة كان غريباً بشكل خاص في أمرين؛ أولاً، أنه تتحق بالرغم من الانزعاج المتزايد - داخل وخارج البنوك المركزية - حيال الأضرار السلبية والعواقب غير المقصودة للاعتماد المطول على السياسة النقدية الفضفاضة للغاية، بل ازداد هذا الشعور بعدم الارتياح على مدار العام، بسبب التأثير السلبي لمعدلات الفائدة المنخفضة للغاية والسالبة على الديناميكية الاقتصادية والاستقرار المالي.ثانياً، لم يكن عكس الاتجاه الحاد بمثابة

استجابة لانهيار في النمو الاقتصادي العالمي ناهيك عن ركود.ووفقاً لغالبية التقديرات، فإن نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي في عام 2019 كان يدور حول 3 بالمائة - مقارنة مع 3.6 بالمائة نمو مسجل في العام السابق له - ويتوقع العديد من المراقبين تعافياً سريعاً في عام 2020، وعوضاً عن التصرف بناءً على إشارات اقتصادية واضحة، فإن البنوك المركزية الكبرى استسلمت مرة أخرى للضعوط الناجمة عن الأسواق المالية.وتشمل الأمثلة على ذلك الربع الرابع من عام 2018، عندما استجاب الفيدرالي إلى الموجة البيعية الحادة في سوق

الأسهم والتي بدا أنها تهدد وظيفة الأسواق في جميع أنحاء العالم.ووقعت حادثة أخرى في سبتمبر/أيلول 2019، عندما استجاب الفيدرالي إلى الاضطرابات المفاجئة وغير المتوقعة في سوق التمويل (الريبو)، وهو قطاع بالسوق متطور ومتخصص للغاية ينطوي على تفاعل وثيق بين الفيدرالي والنظام المصرفي، ولا يقصد من هذا الأمر الإشارة إلى أن أهداف البنوك المركزية لم تكن عرضة للخطر في كلا الواقعتين.وفي كلتا الحالتين، كان من الممكن أن تؤدي اضطرابات السوق المالية عموماً إلى تقويض النمو الاقتصادي والاستقرار في معدل

التضخم، الأمر الذي يخلق الظروف اللازمة لتدخل أكثر حدة من السياسة النقدية في نهاية المطاف، وهذا هو السبب وراء قيام الفيدرالي، على وجه الخصوص، بدعم انعكاس سياسته النقدية في سياق "التأمين"، لكن الصعوبات التي تواجه محافظي البنوك المركزية لا تتوقف عند هذا الحد، ومن خلال السماح للأسواق المالية مجدداً بإملاء التغييرات في السياسة النقدية، فإن كلا من المركزي الأوروبي والفيدرالي يسكبان المزيد من الوقود على النار، والتي كانت مشتعلة لسنوات.كانت الأسواق المالية تتحرك من مستوى قياسي مرتفع لآخر، بغض النظر

عن أساسات الاقتصاد الرئيسية، لأن المتداولين والمستثمرين تعودوا على الاعتقاد بأن البنوك المركزية هم "أفضل الأصدقاء للأبد"، ومرة تلو الأخرى، أثبتت البنوك المركزية استعدادها وقدرتها على التدخل لمنع التقلبات وإبقاء أسعار الأسهم والسندات مرتفعة.ونتيجة لذلك، فإن النهج الصحيح للمستثمرين كان يكمن في الشراء مع الانخفاضات في السوق والقيام بذلك على نحو أسرع، ومع ذلك، في ضوء حالات عدم اليقين المتزايدة على المدى المتوسط، لا يمكن لمحافظي البنوك المركزية افتراض ظروفاً هادئة في عام 2020، وفي حين أن السيولة

الوفيرة والمتوقعة يمكن أن تساعد في تهدئة الأسواق، لكنها لا تقضي على العوائق الحالية أمام النمو الاقتصادي المستدام والشامل، وعلى وجه التحديد، يعاني اقتصاد منطقة اليورو في الوقت الحالي من العقبات الهيلكية التي تؤدي لتآكل نمو الإنتاجية، كما أن هناك حالات عدم يقين هيكلية عميقة وطويلة الآجل ناجمة عن التغير المناخي والاضطرابات التكنولوجية والاتجاهات الديموجرافية.وعلاوة على ذلك، في جميع أنحاء العالم كان هناك فقدان عام للثقة في المؤسسات وآراء الخبراء، بالإضافة إلى شعور عميق حيال التهميش والإقصاء بين

شرائح كبيرة من المجتمع، ويعد الاستقطاب السياسي بمثابة أمر أكثر وضوحاً، حيث أن العديد من الدول الديمقراطية تمر بمرحلة انتقالية غير مؤكدة.وكذلك، رغم أن التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين قد خفت حدتها بشكل مؤقت مع "المرحلة الأولى" من الصفقة التجارية، إلا أنه لم يتم حل الجذور الأساسية للنزاع، كما تفاجئ العالم بتصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، حيث تعهدت إيران بمزيد من الانتقام رداً على استهداف الولايات المتحدة قتل أكبر قائد عسكري في إيران. (يذكر أن إيران نفذت هجمة على قوات عسكرية

أمريكية بالفعل رداً على مقتل قاسم سليماني)، وبالنسبة إلى الرفاهية الاقتصادية على المدى الطويل والاستقرار المالي، فإن هذه المجموعة من حالات عدم اليقين تتطلب استجابة سياسية تمتد إلى أبعد من الصلاحيات التقليدية للبنوك المركزية، كما أنها تدعو إلى مشاركة شاملة متعددة السنوات عبر استخدام الأدوات الهيكلية والمالية والعابرة للحدود.وبدون ذلك، ستستمر الأسواق المالية في توقع تدخلات البنوك المركزي التي تشير مجموعة متزايدة من الأدلة إلى أنها ليست فعالة على نحو متزايد بالنسبة للاقتصاد فحسب لكنها قد تأتي بنتائج عكسية أيضاً.وسواء كانت البنوك المركزية سوف تتجنب بؤرة الأضواء في عام 2020 من عدمه، فمن المرجح أن تواجه تحديات أكبر حيال مسألة الاستقلال السياسي ومصداقية السياسة التي تعتبر بمثابة أمر بالغ الأهمية في فاعليتها.

قد يهمك ايضا :

 إنتاج النفط السعودي السعودية يصل لأعلى مستوياته على الإطلاق

النعيمي يؤكّد أن الطلب على النفط سيستمر لفترة كبيرة

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محمد العريان يُؤكّد أن البنوك المركزية تُواجه تحديات متزايدة في 2020 محمد العريان يُؤكّد أن البنوك المركزية تُواجه تحديات متزايدة في 2020



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
 العرب اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 12:46 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى
 العرب اليوم - درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى

GMT 01:13 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
 العرب اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك

GMT 15:16 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

العلاقة بين الاكتئاب وحرارة الجسم دراسة جديدة تسلط الضوء

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأولوية الإسرائيلية في الحرب على لبنان

GMT 04:05 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع عدد المصابين بأخطر سلالة من جدري القرود في بريطانيا

GMT 18:25 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

مانشستر سيتي يرصد 150 مليون يورو لضم رودريغو

GMT 18:20 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

17 ألف ريال غرامة للهلال السعودي بسبب أحداث مواجهة النصر

GMT 02:26 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة لاعب وإصابة 4 بسبب صاعقة رعدية بملعب كرة قدم في بيرو

GMT 03:11 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمطار الغزيرة تغمر مطار برشلونة في إسبانيا

GMT 18:15 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة لاعب وإصابة 5 بـ صاعقة في بيرو

GMT 13:14 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

سقوط مروحية عسكرية مصرية ووفاة ضابطين أثناء تدريب

GMT 15:29 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تحذير من مخاطر استخدام ChatGPT-4o في عمليات الاحتيال المالي

GMT 03:42 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يواصل هجماته على إسرائيل ويطلق 90 صاروخًا

GMT 18:38 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

آينتراخت فرانكفورت يحدد 60 مليون يورو لبيع عمر مرموش

GMT 19:28 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

قتلى من حزب الله بقصف إسرائيلي على محيط السيدة زينب في دمشق

GMT 03:40 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

فصائل عراقية موالية لإيران تستهدف ميناء حيفا بطائرة مسيرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab