النمو الاقتصادي القوي في أميركا الوسطى يُساهم في انخفاض معدل الجريمة
آخر تحديث GMT12:47:16
 العرب اليوم -

بفضل جهود الأمن المتزايدة المبذولة بشكل أساسي من جانب الحكومات

النمو الاقتصادي القوي في أميركا الوسطى يُساهم في انخفاض معدل الجريمة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - النمو الاقتصادي القوي في أميركا الوسطى يُساهم في انخفاض معدل الجريمة

جرائم القتل عالمياً
واشنطن ـ العرب اليوم

 تظل أميركا الوسطى واحدة من أكثر مناطق العالم عنفاً، حيث يحدث فيها حوالي 4.5 بالمائة من جرائم القتل عالمياً، رغم أن المنطقة لديها فقط 0.5 بالمائة من عدد سكان العالم.لكن بفضل جهود الأمن المتزايدة المبذولة بشكل أساسي من جانب حكومات تلك المنطقة، فإن معدلات جرائم القتل تراجعت منذ عام 2015، وفقاً لتقرير نشرته مدونة صندوق النقد الدولي للخبير الاقتصادي في قسم نصف الكرة الغربي التابع للمؤسسة الدولية "ديمتري بلوتنيكوف". ومن بين كل 100 ألف شخص، انخفضت معدلات جرائم القتل في عام 2019 من 108.6 إلى 36 في السلفادور، ومن 29.7 إلى 21.5 في غواتيمالا، ومن 63.8 إلى 41.5 في هندوراس. وخلال هذا الوقت، زاد النشاط الاقتصادي كذلك في دول "المثلث الشمالي" التي تتمثل في السلفادور وغواتيمالا وهندوراس. ويفرض هذا الوضع تساؤلاً؛ هل يمكن للظروف الاقتصادية المواتية المساعدة في إبقاء الجريمة في المستقبل تحت السيطرة؟ وتأتي الإجابة بالإثبات، من خلال الرسم البياني التالي الصادر عن ورقة بحثية لفريق عمل صندوق النقد الدولي حول العلاقة بين الجريمة والأداء الاقتصادي في المثلث الشمالي. وطبقاً للرسم البياني، فإن زيادة 1 بالمائة في نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2016 مدفوعة بزيادة إنتاجية العمل، من شأنها خفض الجريمة بنسبة 0.5 بالمائة. وفي السلفادور، أدت زيادة 1 بالمائة في النمو الاقتصادي إلى انخفاض في الجريمة بنحو 0.66 بالمائة، في حين أن التأثير في حالة غواتيمالا كان نفس الوضع في هندوراس. ولذلك، فإن الرسم البياني يشير إلى أن الآثار الإيجابية لتحسين النشاط الاقتصادي على الجريمة متشابهة بالنسبة مع مجموعة واسعة من مستويات الجريمة المتوسطة.

وظائف أفضل لحياة أفضل
وعند مقارنة تحليلات "التكلفة - العائد" لاختيار الفرد إيجاد وظيفة مشروعة مقابل حياة الجريمة، وجدنا أن التحسن المستمر في معايير المعيشة يُعد بمثابة مسألة رئيسية للحد من الجريمة بشكل مستمر، وخاصةً عندما تكون مستويات الجريمة قابلة للإدارة. وبطبيعة الحال، يكمن الجانب السلبي في هذه العلاقة في أن عدم الاستقرار الاقتصادي أو تباطؤ النمو يضران بالموقف الأمني. ويوضح تحليلنا لماذا يساعد الاقتصاد الأقوى في خفض معدلات الجريمة في أمريكا الوسطى؟، أولاً، مع زيادة الإنتاجية والنشاط الاقتصادي - مما يساعد على زيادة إجمالي الدخل - أصبح هناك حوافز أكثر للأفراد للانخراط في النشاط المشروع مثل العمل بأجر في قطاع الصناعة أو امتلاك شركة صغيرة. ويعني ذلك أن النشاط الإجرامي يصبح أقل جاذبية. ومع إتاحة المزيد من الوظائف المشروعة، يجد تحليلنا أن المجرمين الحاليين أقل ميلاً لارتكاب أنشطة غير قانونية ذات أجور مرتفعة مثل الابتزاز، ويفضلون بدلاً من ذلك الاستقرار الوظيفي والأجور الثابتة. وتُعد هذه المسألة ذو تداعيات إيجابية غير مباشرة، حيث إن ارتفاع عدد العمال المنتجين وانخفاض تكاليف الأمن يزيد من أرباح الشركات، الأمر الذي يشجع بدوره المزيد من الشركات على دخول السوق أو توسع الشركات الحالية، مما يزيد من الوظائف الشاغرة وعمليات التوظيف.

الحد من الجريمة
وبالنظر إلى انتشار الفقر والافتقار إلى الفرص الاقتصادية بالإضافة إلى الفساد الملحوظ، لن يكون من المثير للدهشة أن يصبح النشاط الإجرامي خياراً قابلاً للتطبيق بالنسبة للبعض، مما قد يفسر سبب ارتفاع معدل الجريمة في دول المثلث الشمالي. وفي حين أن السياسات المشددة على الجريمة مثل سياسة "مانو دورا" أو "القبضة الحديدية" في السلفادور، تميل إلى أن تكون شائعة، إلا أنها في الغالب تفشل. وبدلاً من ذلك، يبدو أن السياسات الرامية إلى إعادة إدماج المدانين في الاقتصاد المنتج، كما هو الحال في قطاعي الصناعة أو الخدمات، ذات فوائد أكبر. وعلى نطاق أوسع، تُعد السياسات التي تعزز المزيد من فرص العمل والإنتاجية المرتفعة - مثل تحسين البنية التحتية وخفض الحواجز أمام دخول الشركات الجديدة والأنظمة الضريبية الأكثر كفاءة - بمثابة أمور رئيسية لتعزيز النمو في المنطقة والحفاظ عليه.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النمو الاقتصادي القوي في أميركا الوسطى يُساهم في انخفاض معدل الجريمة النمو الاقتصادي القوي في أميركا الوسطى يُساهم في انخفاض معدل الجريمة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 11:05 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صلاح يعبر عن استيائه من إدارة ليفربول ويقترب من الرحيل
 العرب اليوم - محمد صلاح يعبر عن استيائه من إدارة ليفربول ويقترب من الرحيل

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة

GMT 08:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab